- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

من تسامح من تقاضي؟

Rita Chahwan (editor)ريتا بولس شهوان

يحدث اليوم انه مع كل تفجير تنفجر الساحة السياسية، وتبتعد عملية ردم الفجوة الاقتصادية والاجتماعية المؤدية الى الثغرات الأمنية وبالتالي السياسية. نرى أن “النظام القائم” في لبنان يعمل على استغلال ممنهج لضحايا التفجيرات السياسية بشكل يفيد رموزه وطبقة معينة ويساهم في تفريغ كوادر الشباب اللبناني عبر إحباط شديد وعام.
يحدث هذا، ولبنان ما زال غارقاً بالـ”مشكل السياسي” منذ حصول الشرخ الاول الذي غمس العمل السياسي اللبناني “بالدم” عبر استشهاد رفيق الحريري عام ٢٠٠٥.
يحدث التفجير السياسي، مع كل محاولة للاقتراب من “اللحظة” التي تحمل بوادر قلب النظام الطائفي العنصري الفوضوي الظالم اجتماعياً بشكل خاص. تلك اللحظة، التي تسبق التغيير الفعلي. هذه اللحظة تكون نتيجة حصاد تراكمي لمن عمل على نهج التغير وعلى ايجاد قضاء عادل يساعد هذا البلد الغارق في الطائفية. الثورة المتربصة تسعى لإيجاد فجوة تُخرِج هذا العقل المتحجر وصولاً إلى إمكانية ردم هوة الدم هذه القائمة بين أفراد الشعب.
وللتصدي لهذه “اللحظة الثورية” يدوس أهل النظام بذور الثورة ويعملون على ايقاف العجلة الاقتصادية عبر اغتيال جديد (رحم الله محمد شطح آخر الضحايا) ما يعيد كرة دورة الدم لتوسع الشرخ بين أفراد الشعب فتتوقف الدورة الاقتصادية ومعها الحياة السياسية وهكذا دواليك.
لن يضحي أي مستثمر بماله في ظل تلك الظروف وعندما يكف عن الاستثمار يترك فراغاً في مسار العجلة الاقتصادية تتحمل وزره الطبقة الوسطى مرغمة وتنسحق الطبقة الفقيرة.
أين هو طريق الخلاص … خلاص لبنان؟ : الغني والفقير أمام الموت متساويان.في ظروف الشرخ القائم، هل يفهم الفقير انه ضحية نظام الاستحواذ هذا؟ هل يخرج من هذه الحلقة المفرغة لوقف اتساع الشرخ؟
يمكن القول إن سعد الحريري الابن عندما غاص في العمل السياسي لم يسعى لاستغلال دم والده، فهو استعمل موقعه السياسي للبحث ولكشف قتلة رئيس الوزراء السابق. وبالطبع يدرك الحريري الابن أن هذه الجريمة النكراء طالت كل القوى في لبنان من ٨ آذار إلى ١٤ آذار إنسانياً، وأقحمت سياسياً قوى اقليمية عديدة على الساحة البنانية من الطرف الاسرائيلي إلى الطرف الايراني وما بينهما.
أين هو طريق الخلاص … خلاص لبنان؟
موت كبير وموت فقير هما في تساو تام. أكان الموت نتيجة تفجير أم كان نتيجة فقر مدقع. الموت يفرغ الوطن من دماءه. الفقير مثله مثل السياسي أو أي كبير يموت اليوم ضحية “اللاتحضر” الذي يعيشه لبنان.
على من بقي من أحياء في بلاد الأرز أن يثبت أنه يعيش في وطن تغنى بقربه من المواثيق دولية وأن معرفته بتلك المواثيق وفي مقدمتها “حقوق الإنسان” ليست حكراً على حديث في صالونات الأغنياء يتغنون بها دون ان يسمع بها الفقير.
من تقاضي؟ من تسامح للخروج من دائرة العنف … والفقر؟