صد الجيش الكونغولي اليوم عدة هجمات نفذتها مجموعة مسلحة غير معروفة بالعاصمة كينشاسا. وأعلنت الحكومة الكونغولية أن الهجمات استهدفت مقر التلفزيون الحكومي والمطار الدولي وقاعدة عسكرية.
وقال وزير الإعلام الكونغولي “لامبارت ميندي” إن الموقف الآن تحت السيطرة وأن نحو 46 من المهاجمين قد قتلوا.
في غضون ذلك، قال متحدث عسكري إن الجيش اشتبك مع مسلحين مجهولين في ضواحي مدينة لوبومباشي عاصمة إقليم كاتانغا الجنوبي الغني بالثروات المعدنية، وأضاف لمراسل بي بي سي إن بعض هؤلاء المهاجمين تم القبض عليهم.
وأوضح وزير الإعلام الكونغولي أن الرئيس جوزيف كابيلا يقوم بجولة في إقليم كاتانغا، لكنه لم يتعرض لأي تهديد جراء تلك الأحداث.
وقال ميندي إن المهاجمين الذين استهدفوا مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية كانوا مسلحين بأسلحة مثل السكاكين، ولم تكن لديهم أية فرصة للحفاظ على مواقعهم حتى ولو لساعة واحدة. وأضاف عقب زيارته لمقر الهيئة ” لقد شعر الناس بالذعر حينما كانت قوات الأمن تطلق الرصاص على المهاجمين”.
وقدر المسئول الكونغولي عدد المهاجمين بأقل من مئة شخص، مشيرا إلى أن قوات الأمن قتلت نحو 46 منهم واعتقلت نحو عشرة آخرين، بينما قتل من من الجانب الحكومي عقيد بالجيش خلال هجوم المسلحين على قاعدة عسكرية.
وأشار إلى أن المذيعين اللذين أرغمهما المهاجمون على قراءة بيان على شاشات التلفزيون في مأمن. وكانت وكالة رويترز للأنباء قد ذكرت أن البيان يبدو أنه رسالة سياسية ضد حكومة الرئيس كابيلا، حيث قال البيان ” لقد جاء غيدون موكونغوبيلا ليحرركم من عبودية الروانديين”.
وكانت قوات الجيش الكونغولي المدعومة من رواندا قد أطاحت عام 1997 بالرئيس الكونغولي موبوتو سيسي سيكو الذي حكم البلاد طويلا، ونصبت لوران كابيلا خلفا له وهو والد الرئيس الحالي جوزيف كابيلا. ووفقا لرويترز فإن “غيدون” هو الاسم الذي يعرف به الزعيم الديني جوزيف موكونغوبيلا بين اتباعه، وهو الذي خسر الانتخابات الرئاسية عام 2006.
وأوضح وزير الإعلام الكونغولي لبي بي سي أن الاشتباكات التي وقعت في مدينة لوبومباشي جاءت على خلفية برنامج لنزع السلاح وليست مرتبطة بالهجومين اللذين وقعا بالعاصمة كينشاسا.
واقتحم شباب مسلحون أحد الاستديوهات بمقر التلفزيون الحكومي في كينشاسا خلال بث برنامج مباشر، ورددوا شعارات من بينها ” الحرية للكونغو”.
وبشأن الهجوم على القاعدة العسكرية، قال شاهد عيان إنه سمع دوي عدة طلقات من أسلحة ثقيلة باتجاه قاعدة “تي شاتشي” وذلك ما بين الساعة التاسعة والتاسعة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي.
وعقب انقطاع بث الإذاعة والتلفزيون في كينشاسا قال مسؤول بالجمارك في مطار انغييلي الدولي بالمدينة “إن إطلاق النار بدأ هنا الآن، إنهم يطلقون النار بكل الاتجاهات ونحن جميعا مختبئون”.
وبعد تلك الأحداث استأنفت الإذاعة والتلفزيون الحكوميين بث برامجهما الاعتيادية.
من جانبها، حذرت السفارة الأمريكية في كينشاسا مواطنيها من التنقل في محيط المدينة حتى إشعار أخر. “تلقت السفارة العديد من التقارير تفيد بوقوع اشتباكات مسلحة في محيط كينشاسا، وإقامة الجيش والشرطة حواجز ونقاط تفتيش في أماكن كثيرة”، حسب ما جاء في بيان على صفحتها بموقع فيس بوك
وقالت في بيان على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك “إن السفارة تلقت العديد من التقارير تفيد بوقوع اشتباكات مسلحة في محيط كينشاسا، كما تلقت تقارير عن إقامة الجيش والشرطة حواجز ونقاط تفتيش في أماكن كثيرة”.