حرب بين المعارضة السورية و«القاعدة»
قال نشطاء إن فصائل من المعارضة السورية المسلحة اشتبكت مع مقاتلين من جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام في شمال غرب سوريا يوم السبت في اعنف مواجهة بين معارضي الرئيس بشار الأسد خلال الصراع المستمر منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام.
تأتي الهجمات المنسقة فيما يبدو ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام بعد اشهر من تزايد الاستياء من مقاتلي تلك الجماعة القوية المرتبطة بالقاعدة وأغلبهم من الجهاديين الأجانب الذين اثاروا غضب الكثير من المواطنين السوريين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وقال نشطاء إن عشرات من مسلحي هذه الجماعة قتلوا في الاشتباكات بين جماعات المعارضة المتنافسة والتي بدأت امس الجمعة في محافظتي حلب وإدلب بالقرب من الحدود مع تركيا.
وأدى الاقتتال بين معارضي الأسد إلى تعزيز موقفه قبل محادثات السلام المقررة في جنيف في 22 يناير كانون الثاني. وتمكن الأسد بدعم من مقاتلين شيعة من العراق وميليشيا جماعة حزب الله اللبنانية من صد مقاتلي المعارضة حول دمشق وفي وسط سوريا ولا يواجه ضغوطا تذكر لتقديم تنازلات.
وكان جيش المجاهدين الذين شكل حديثا وهو ائتلاف من ثمانية ألوية من بين الجماعات التي اشتبكت مع مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام. ويتهم جيش المجاهدين الدولة الإسلامية في العراق والشام بالسطو على كفاحهم للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وقال إن مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام يعملون على تقويض الاستقرار والأمن في المناطق “المحررة” من خلال السرقة والخطف ومحاولة فرض رؤيتهم الخاصة للإسلام وتعهد بقتالهم إلى ان يتم طرد مقاتلي هذه الجماعة من سوريا.
من جهتها تعهدت الدولة الإسلامية في العراق والشام بشن هجمات مضادة. وأضافت في بيان أن دماء “اشقائنا” لن تذهب سدى.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين من الجبهة الإسلامية -المؤلفة من عدة الوية إسلامية كانت في السابق على صلة وثيقة بالدولة الإسلامية في العراق والشام- خاضوا معارك عنيفة مع الجماعة في محافظة حلب الشمالية.
وقال المرصد وهو جماعة مراقبة مقرها بريطانيا إن ما لا يقل عن 60 شخصا قتلوا في الاشتباكات التي وصفها بانها تحد كبير لسيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام في حلب ومحافظة إدلب المجاورة.
ونقل المصدر ونشطاء اخرون عن تقارير غير مؤكدة قولها إن مقاتلي الدولة الإسلامية في قرية حارم التي تبعد نحو كيلومترين عن الحدود التركية قتلوا 30 أسيرا بعد ان حاصرهم مقاتلو المعارضة.
وتوارى الجيش السوري الحر الذي كانت القوى الغربية تأمل في أن يشكل قوة معتدلة قادرة على الإطاحة بالأسد خلف كل من الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وهي فرع اخر للقاعدة ومقاتلين إسلاميين من الجبهة الإسلامية.
وتجلى ذلك في نوفمبر تشرين الثاني عندما فقدت القيادة العسكرية للجيش السوري الحر سيطرتها على قاعدة عسكرية ومخزن أسلحة كبير بالقرب من الحدود التركية.
وسعى الائتلاف الوطني للمعارضة السورية وهو جماعة المعارضة الرئيسية للأسد في المنفى إلى تصوير اشتباكات اليوم السبت على انها هجوم مضاد من قبل الجيش السوري الحر ضد “القمع الاستبدادي” للدولة الإسلامية في العراق والشام.
وقال منذر اقبيق العضو بالائتلاف إن الشعب السوري رفض بوضوح محاولات القاعدة للتواجد في “الأراضي المحررة”. وأضاف أن محاربة التطرف في سوريا تتطلب تعزيز الجيش السوري الحر في هذه المرحلة الحرجة.
وقال الائتلاف إن الاشتباكات تفجرت بعد ان اطلق مسلحون من الدولة الإسلامية في العراق والشام النار على حشد من المدنيين في قرية كفر تخاريم كانوا يحيون ذكرى وفاة حسين سليمان وهو طبيب سوري شهير وقيادي بالمعارضة لقي حتفه أثناه احتجازه لدى مقاتلي هذه الجماعة.
وسلمت الدولة الإسلامية في العراق والشام جثة سليمان يوم الثلاثاء في إطار تبادل الأسرى بين قوى المعارضة المتنافسة. وأظهرت لقطات مصورة لجثته وجود علامات على تعرضه للضرب وكانت احدى اذنيه مقطوعة.
وجرت عدة مظاهرات في انحاء حلب يوم الجمعة للتنديد بمقتله. وشارك في بعض المظاهرات مئات من المحتجين وهو عدد ضئيل بالمقارنة بالالاف الذين نزلوا إلى الشوارع في مظاهرات مناهضة للأسد في الاشهر الاولى من الانتفاضة التي تحولت بعد ذلك إلى صراع مسلح.
وقتل أكثر من 100 ألف شخص في الصراع المستمر منذ نحو ثلاثة أعوام . وتقول الأمم المتحدة إن اكثر من مليوني شخص غادروا سوريا هربا من الصراع وان 6.5 مليون اخرين نزحوا داخليا.
ويدور الصراع بين مقاتلين من السنة والقوات الموالية للأسد المنتمي للطائفة العلوية الشيعية.
وأدت بواعث القلق من ازدياد نفوذ الجماعات السنية المتصلة بالقاعدة في مناطق المعارضة في شمال وغرب سوريا إلى زيادة احجام الغرب عن التدخل عسكريا في الصراع خلافا لتدخل حلف شمال الأطلسي السريع في ليبيا عام 2011.
وتزامن اتساع نفوذهم داخل سوريا مع نفوذ مماثل عبر الحدود في غرب العراق حيث شددت الدولة الإسلامية في العراق والشام قبضتها في محافظة الانبار السنية.
وأعلنت الجماعة ايضا مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري الذي وقع في الضاحية الجنوبية في بيروت وأودى بحياة خمسة اشخاص يوم الخميس قائلة انه مجرد البداية لحملة ضد جماعة حزب الله.