“كتائب عبدالله عزام”: هدفنا إيران وحزب الله
أصدرت “كتائب عبدالله عزام” بياناً توضيحياً بشأن وفاة أميرها السعودي ماجد الماجد بعد أن ألقى الجيش اللبناني القبض عليه عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
وأعلنت الكتائب “مُضيّ أميرها في بلادِ الشام إلى مولاه، سائلة الله أن “يتقبّل عبَده ماجد بن محمد الماجد عنده شهيدًا، وأن يرحمه ويغفر له ويتجاوز عنه، وأن يعظم أجرَه ويكرمه ويعلي درجاته”.
وقالت “الكتائب” في نعي أميرها “نقدّم العزاء إلى أمّة الإسلام عامّة، وإلى السائرين على طريق إعلاء الشريعة خاصة؛ المجاهدين في سبيل الله في كلّ مصر، في وفاة سيِد من سادات الجهاد، وأسدٍ من أسود الله، وداهية من دهاة هذه الأمّة، علم فضلَه أقلّهم، وجهله أكثرهم”.
وأضافت في بيان، “لهذا الدين الذي نجاهد في سبيل نشره ونصرة المستضعفين من أهله، وكم ترك شيخنا من أعمال صالحة عظيمة نحسبها في موازين حسناته، صنعها في سني جهاده”.
وضمّنت “الكتائب” بيانها نبذةً عن الماجد، مشيرة إلى أنه “قصد العراق وبقي مدةً في سوريا، ولم يتيسَّر له دخول العراق، فطلب منه الإخوة الرجوع إلى جزيرة العرب والعمل في الدعم والتنسيق لاستغلال علاقات الشيخ ومعارفه، ثم بعد مدةٍ من عملِه مع المجاهدين في الجزيرة تابعته الأجهزة الأمنية المحاربة لكل جهد دعوي وكل عمل في دعم الجهاد لنصرة الإسلام والمسلمين حيث أشار الماجد في رسالة قبل مغادرة وطنه: فهذه رسالة من العبد الفقير إلى عفو ربِّه وإحسانه ماجد بن محمد الماجد، المهاجرِ بدينه، التاركِ وطنَه، المفارقِ أهلَه وأحبابه، بعد أن طارده الظالمون يريدون سَجنه بتهمة الإرهاب، وما هو إلا الجهاد في سبيل الله ونصرة المجاهدين الذين خرجوا ينصرون الدِّين، ويغيثون إخوانهم المستضعفين في العراق وأفغانستان”.
وأشار البيان إلى أن الماجد سافر من بعدها إلى اليمن حيث استخدم اسم “ماجد محمد” وبقي هناك إلى العام 2006 حيث توجّه إلى دمشق حيث رفضت الحكومة السورية منحه تأشيرة دخول فاختار أقرب البلاد إليها فكان لبنان، مؤكدة أنه “من هنا بدأ شيخنا مسيرة جديدة في العطاء والصبر وحسن التوكل على الله وعلو الهمة ووضوح الهدف، لم يعقه شيء من العوائق عن نصرة دين الله، ولم يثنه مرضُه ولم يُضعِفْه عن إنشاء أحدِ أهمِّ الأعمال وأصعبِها، وما راءٍ كمن سمع”.
وأشار البيان على أن الماجد “قضى سنواته في لبنان صابرًا على مرضه، فكان مدرسة عملية، ومربيا قدوة لإخوانه، يعجبون من همتِه في نصرة الدين، ومضيِّه في طريق الجهاد، مع صعوبة حاله وأحوال البلاد”، مؤكداً أن الماجد عايش “الأحداث التي عصفت بالساحة اللبنانية في 2007 و2008 وقدَّم فيها هو وإخوانه ما يسَّره الله لهم في نصرةِ إخوانِهم وأهلِهم من هذه الطائفة المظلومة في لبنان، وكانت تلك مرحلة شديدة ذات بلاء لا يعلمه إلا الله على أهل السنة في لبنان عامة والمجاهدين منهم خاصة، وكثرت فيها الاعتقالات العشوائية لكثير ممن لهم علاقة بعمل جهادي أو دعوي على منهج أهل السنة والجماعة، تولى كِبرَ هذه الهجمة الجائرة على شبابِ أهل السنة حزبُ إيران المسيطر على مخابرات جيش لبنان يحرِّكها كيف يشاء، بل كيف تشاء إيران الصفوية أمُّ الحزب؛ تحرِّكه وما تحت يدِه من أجهزة الدولة اللبنانية لمصالحها ومصالح حليفها البعثي في سوريا”.
وأكد البيان أنه “في تلك الظروف العصيبة، كان شيخُنا يعدُّ مجموعاتِ العمل حتى اكتملَتْ مراحل إعدادِه، وأكرَمَه الله بالانضمام إلى كتائب عبد الله عزام، وبايعَ الإخوة في الشام شيخَهم ومعلِّمهم وقائدهم الشيخ ماجد الماجد بيعةً على الجهاد والثبات على الطريق، والسمع له والطاعة، وإتمام مشروعٍ متكامل الأركان واضح الوسائل والأهداف”، مشيرة إلى أن الماجد بدا يعدّ حينها مشروعَه “بعد دراسة عميقةٍ للظروف الدولية، وظروف لبنان الشرعية والسياسية والاجتماعية، وظروف الوسط الجهاديِّ فيه، رسم مِن خلالِها سياسةً متزنة، يصعد فيها عملُه بخطواتٍ متأنية لا عجلى ولا مبطئة. ويحاول فيه نصرةَ هذه الطائفة المظلومة (أهل السنة في لبنان) ، واستنهاضهم ليحملوا لواء دينِهم لواء العزة والكرامة والحرية من الطغاةِ والدفاع عن الحرمات. وكان له في ذلك جهود مباركة بناها على فقه دقيق لأوضاع أهلِه في لبنان. فكان عملُ المجموعات التابعة للكتائب ابتداءً من قصف اليهود، ومرورًا بأعمالٍ كثيرةٍ جهاديةٍ وإغاثية ودعوية عظيمةٍ يخفَى أكثرُها لمصالح معتبرة، وانتهاءً بإيذانِه حزبَ إيران بالحرب وإعدادِه لها، وقيامِه على غزوةِ السفارة الإيرانية التي أشرف الشيخُ إشرافًا مباشرًا على الإعداد لها وتنفيذِها وإعداد ما تعلَّق بها من أمورٍ إعلامية، فكانت هذه الغزوة المباركة التي أسعدت الملايين من أهل السنة في لبنان وخارجه، وأهانَتْ إيران وحزبَها؛ كانت مسكَ ختام أعمال شيخِنا المباركة”.
وأضاف “ترك الماجد لأعداء الله أمورًا سيرونها، وترك مشروعًا قد اشتدَّ عودُه بجهد شيخنا، واستدَّ مسيرُه بتوجيهاتِه وحكمتِه، ورسخت قدمُه ببعدِ نظرِه وأناته”.
وتابع “بعد أن قرَّت عينُ الشيخ بغزوةِ السفارة الإيرانية وإهانةِ إيرانَ في أرضِها ديبلوماسيًّا وأحصن مواقع ضاحيةِ حزبها، وبعد فراغه من الإشراف على بعض الأعمال المتعلِّقةِ بالغزوة؛ كانت شدة مرضِه قد ألجأته إلى الرعاية الطبية العالية؛ فبدأ تنقلُّه في لبنان وبين مستشفياته منذ 4 كانون الأول 2013 وكان منذ دخوله للمستشفيات في غيبوبة فاقدًا وعيَه، وظلَّ يتنقل؛ لم يتمكَّن الحزبُ الإيرانيُّ وأدواتُه من الوصول إليه أو الشعور به، إلى أن اعتقل بتاريخ 27 كانون الأول 2013 بعد تقارير عن مرضه لا عن طريق مرافقين كما زعم الحزب في إعلامِه، لجهل مرافقيه بشخصيته”.
وأشار البيان إلى أنه حين ألقي القبض على الماجد كان الأخير في غيبوبة، متهماً “حزب إيران بازالة الأجهزة الطبية التي تجعلُه يتنفَّس فتوفي”.
وختم “هكذا قضى الشيخُ نحبه، ولقي ربَّه؛ بعد أن أرسى قواعد مشروع طموح، وبعد أن ربَّى في سنواتٍ رجالاً قادرين –بعون الله- على إدارته من بعده على نفس منهجه. وسيستمرُّ مشروعُه –بإذن الله- في ضرب إيران وحزبِها، واستهدافِ اليهود المعتدين، والدفاع عن أهل السنة والمستضعفين من كل ملة”.