داعش تسيطرة على «إمارة» الرقة
انسحب مقاتلو كتائب معارضة للنظام السوري الثلاثاء من مدينة الرقة (شمال) التي باتت “الدولة الاسلامية في العراق والشام” تتفرد بالسيطرة عليها، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الكتائب الاخرى استمرت اياما.
في المقابل، سيطر مقاتلون من كتائب تقاتل ضد النظام وضد “الدولة الاسلامية” على قريتين في ريف حلب (شمال).
سياسيا، نقلت وسائل اعلام بريطانية الثلاثاء عن مسؤول في الائتلاف السوري المعارض ان واشنطن ولندن حذرتا المعارضة من انهما قد توقفان دعمهما لها في حال لم تشارك في مؤتمر جنيف-2 المقرر في 22 كانون الثاني/يناير.
وتستمر المواجهات بين تنظيم “داعش” ومقاتلي المعارضة في مناطق عدة من محافظات الرقة وحلب وادلب حيث قتل 13 مقاتلا في انفجار نفذه انتحاري من الدولة الاسلامية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني بعد ظهر الثلاثاء “أكدت مصادر متطابقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن الدولة الإسلامية في العراق والشام سيطرت بشكل كامل على مدينة الرقة، عقب اشتباكات استمرت لأيام مع لواء مقاتل” انسحب من المدينة.
ومدينة الرقة هي مركز المحافظة الوحيد في سوريا الخارج عن سيطرة النظام.
وقال المرصد من جهة ثانية ان “كتائب مقاتلة سيطرت على قريتي كفر كلبين وكفرة في ريف حلب الشمالي عقب اشتباكات مع الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
ووقعت الثلاثاء “اشتباكات عنيفة” بين الجهتين في مدينة جرابلس في ريف حلب.
وكان المرصد افاد صباحا عن “تفجير ضخم نفذه مقاتل من الدولة الاسلامية في العراق والشام بسيارة مفخخة” في ريف ادلب واستهدفت مقاتلين من كتائب معارضة. وقد ارتفعت حصيلة قتلى التفجير بين المقاتلين الى 13، بعد ان كانت حصيلة اولية اشارت الى مقتل ثمانية.
واوضح المرصد ان التفجير استهدف “حاجزا لحركة اسلامية مقاتلة ورتلا عسكريا للمقاتلين بين قريتي رام حمدان وزردنا”.
وبدأت المعارك بين الطرفين اللذين كانا يقاتلان في خندق واحد ضد النظام السوري في الثالث من كانون الثاني/يناير. ويتهم مقاتلو الكتائب الدولة الاسلامية بعمليات خطف وقتل واعتقالات عشوائية والتشدد في تطبيق الشريعة الاسلامية واستهداف المقاتلين والناشطين الاعلاميين، فاعلنوا الحرب عليها. واتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية “الدولة الاسلامية” بانها “تنفذ مآرب النظام”.
ولجات “الدولة الاسلامية” في ردها على المجموعات التي تقاتلها وابرزها “الجبهة الاسلامية” و”جبهة ثوار سوريا” و”جيش المجاهدين”، الى عمليات انتحارية عدة تسببت بمقتل العشرات. وتسببت المعارك بين الطرفين في عشرة ايام بمقتل اكثر من سبعمئة شخص، بحسب المرصد.
وقتل اكثر من 130 الف شخص في النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011.
على خط آخر، تستمر العمليات العسكرية والمواجهات بين قوات النظام ومجموعات المعارضة المسلحة في مناطق عدة، لا سيما في ريف دمشق.
وتعرضت مدينة داريا الثلاثاء لقصف وغارات بحسب المرصد وناشطين.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية ان طائرات القت “براميل متفجرة” على المدينة، مشيرة الى “انفجارات قوية وتصاعد دخان كثيف في سماء المنطقة”.
وسقطت بعد ظهر الثلاثاء قذائف هاون عدة في منطقتي القصاع والمزرعة في وسط دمشق، يرجح ان مصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة قريبة من العاصمة.
من جانبه، قال مسؤول في الائتلاف السوري المعارض طلب عدم الكشف عن اسمه ان “الولايات المتحدة وبريطانيا قالتا لنا: يجب ان تشاركوا في مؤتمر جنيف” بحسب ما نقلت البي بي سي وصحيفة الغارديان الثلاثاء.
واضاف “لقد ابلغونا بوضوح شديد انهم سيوقفون دعمهم لنا واننا سنخسر مصداقيتنا لدى المجموعة الدولية اذا لم نشارك في المؤتمر”.
ونفت الولايات المتحدة تفكيرها في سحب دعمها للمعارضة. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي ان وزير الخارجية جون كيري “لم يقل ان الولايات المتحدة تنوي سحب دعمها”.
واضافت بساكي التي ترافق كيري في زيارة قصيرة الى الفاتيكان ان وزير الخارجية “قال بوضوح (…) ان الرهان كبير بالنسبة لائتلاف المعارضة السورية وان الاسرة الدولية مقتنعة بانه من مصلحته ومصلحة الشعب السوري ان يرسل وفدا تمثيليا الى المؤتمر”.
وسيقرر الائتلاف الوطني السوري المعارض المنقسم بشدة حول هذه المسالة، الجمعة ما اذا كان سيشارك في هذا المؤتمر ام لا.
والاحد، جدد وزراء خارجية الدول ال11 المؤيدة للائتلاف السوري المعارض ضمن مجموعة اصدقاء سوريا (بريطانيا والمانيا وفرنسا وايطاليا والسعودية والامارات وقطر والاردن والولايات المتحدة وتركيا) التزاماتهم لتبديد شكوك المعارضة وخصوصا حول رحيل الرئيس السوري بشار الاسد من السلطة وحثوا المعارضة على المشاركة في المؤتمر الذي سيعقد في مدينة مونترو السويسرية.
واوصى الكرسي الرسولي في ختام اجتماع لمجموعة من الخبراء في الفاتيكان بوقف غير مشروط لاطلاق النار في سوريا وبمشاركة “جميع الاطراف الاقليميين” للمساهمة في انجاح مؤتمر جنيف 2.
انسانيا، دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الناشطة في مجال حقوق الانسان الثلاثاء الجهات المانحة لسوريا التي ستجتمع الاربعاء في الكويت الى الضغط على الحكومة السورية من اجل السماح بتوزيع المساعدات في المناطق المحاصرة.
وتفرض قوات النظام السوري حصارا على مناطق عدة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، لا سيما في ريف دمشق ومخيم اليرموك في العاصمة، وفي حمص (وسط).
واتهم وزير العمل الفلسطيني احمد مجدلاني الثلاثاء في دمشق مجموعات مسلحة قال انها صاحبة “نهج واهداف ارهابية” بافشال دخول قافلة مساعدات غذائية وطبية الى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، داعيا الى عدم استخدام المخيم “رهينة” في الازمة السورية.
في المقابل، اتهم ناشطون في مخيم اليرموك قوات النظام والفلسطينيين الموالين له باعاقة دخول قافلة الاغاثة.
من جانبها، تعهدت منظمات غير حكومية الثلاثاء بتقديم اربعمئة مليون دولار للمساعدة في اغاثة السوريين المتضررين جراء النزاع المستمر في بلادهم، حسب ما افاد مشاركون في اجتماع لهذه المنظمات في الكويت.
ويأتي اجتماع الثلاثاء في الكويت عشية مؤتمر المانحين الدولي الثاني الذي يعقد في العاصمة الكويتية من اجل سوريا.