أنصار #القذافي يتحركون في جنوب ليبيا
اعلن المؤتمر الوطني العام، اعلى سلطة سياسية في ليبيا، أمس السبت حالة الطوارئ بعد مواجهات في جنوب البلاد وتردد شائعات بشأن ضلوع انصار لنظام معمر القذافي في اعمال العنف.
وقال رئيس الحكومة علي زيدان في تصريحات عرضها التلفزيون الليبي ان المؤتمر العام اتخذ هذا القرار خلال جلسة استثنائية خصصت للوضع في مدينة سبها جنوب ليبيا التي شهدت مواجهات قبلية قبل ايام عدة.
وشهدت سبها مواجهات جديدة السبت اثر سيطرة مجموعة مسلحة على قاعدة عسكرية بعد ايام من الهدوء النسبي، بحسب الحكومة. والاسبوع الماضي، اسفرت معارك بين قبائل محلية عن سقوط حوالى ثلاثين قتيلا.
وتؤكد مصادر محلية ان المجموعة المسلحة تتألف من انصار لنظام الزعيم الليبي الراحل حاولوا الاستفادة من هشاشة الوضع الامني في المدينة. وسرت شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي عن قيام مسيرات لمؤيدي القذافي في بعض المدن غرب العاصمة طرابلس خصوصا في ورشفانة والعجيلات. وتم نشر بعض الصور على موقع فيسبوك من دون التثبت من صحتها. كذلك فإن هذه الشائعات اججتها قنوات تلفزيونية مؤيدة للقذافي تبث من خارج ليبيا.
وحذر علي زيدان من انتشار هذه الشائعات الرامية على حد تعبيره الى التسبب بازمة في البلاد. كذلك اكد ان الوضع في سبها “تحت السيطرة” معلنا في الوقت عينه ارسال عدد من الثوار السابقين الى المدينة كتعزيزات. وأعلن في كلمة نقلها التلفزيون انه أمر بإرسال قوات إلى الجنوب بعد ان دخل مسلحون قاعدة تمنهنت الجوية الواقعة خارج سبها على بعد 770 كيلومترا جنوبي العاصمة طرابلس.
كذلك هاجمت طائرات حربية ليبية اهدافا في الجنوب المضطرب يوم السبت بعد ان اقتحم مسلحون قاعدة للقوات الجنوبية كما أمرت الحكومة بارسال قوات برية عقب اشتباكات لعدة أيام بين رجال قبائل وميليشيات متناحرة.
وتخشى القوى الغربية انزلاق ليبيا إلى عدم الاستقرار في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة جاهدة للسيطرة على الميليشيات ورجال القبائل والإسلاميين المدججين بالسلاح الذين ساهموا في الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011 ويرفضون إلقاء السلاح.
وأدت السيطرة الضعيفة على الحدود وافتقار الجيش للعتاد إلى تحويل ليبيا إلى ممر لتهريب الأسلحة إلى أفراد القاعدة في الدول الواقعة جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى وتحويلها أيضا إلى معبر للمقاتلين الإسلاميين المتجهين إلى سوريا والمهاجرين الذين يقصدون أوروبا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع عبد الرازق الشباهي في وقت لاحق إن القوات الحكومية استعادت السيطرة على القاعدة بعد ضربات جوية. وقال للصحفيين في طرابلس انه تم تجهيز قوة عسكرية ثم اقلعت الطائرات وتعاملت مع الأهداف المقصودة. ولم يذكر المتحدث اي تفاصيل عن العملية العسكرية لكنه ألقى باللوم في العنف على قوات موالية للقذافي. وتشهد سبها اكبر مدينة في الجنوب اشتباكات منذ ايام بين رجال قبائل وميليشيات متناحرة.
وأضاف أن الوضع في الجنوب أعطى فرصة لبعض “المجرمين” الموالين لنظام القذافي لاستغلال هذا الامر ومهاجمة قاعدة تمنهنت الجوية. وتابع ان الجيش سيحمي الثورة والشعب الليبي.
وذكرت وكالة الأنباء الليبية وأحد النواب انه بعد تصريحات زيدان وافق المؤتمر الوطني العام على وضع الجيش في حالة تأهب.
وقال نائب باللجنة الامنية بالمؤتمر الوطني ان هناك بعض التحركات العدائية ضد الثورة الليبية في بعض المدن.
وفي طرابلس قال متحدث امني ان حالة التأهب القصوى اعلنت في صفوف قوات الأمن.
وفي شرق البلاد قال مصدر امني ان اثنين من عمال الإنشاءات الإيطاليين خطفا في منطقة درنة شرقي بنغازي حيث كانا موجودين في مصنع للأسمنت.
وقال المصدر “كانت هناك مجموعة من عمال الإنشاءات الليبيين ينتظرونهما على الطريق السريع شرقي درنة لإصلاح حفرة في الطريق.”
وأضاف “نحاول تحديد هوية الخاطفين ومعرفة مطالبهم.”
ودرنة معقل للإسلاميين المتشددين في شرق ليبيا التي تعاني من اضطرابات منذ عامين ونصف العام بعد الإطاحة بمعمر القذافي.
وشهدت بنغازي كبرى مدن شرق ليبيا موجة من الاغتيالات التي استهدفت ضباط الجيش والشرطة إلى جانب تفجيرات بسيارات ملغومة. وغادر معظم الغربيين المدينة بعد مقتل السفير الأمريكي في هجوم شنه إسلاميون على القنصلية الأمريكية هناك في سبتمبر أيلول 2012.
وسيطرت مجموعة من الميليشيات ورجال القبائل على موانئ تصدير النفط الرئيسية في شرق ليبيا للمطالبة بقدر من الاستقلال السياسي مما تسبب في فقدان إيرادات النفط التي تمثل شريان الحياة للاقتصاد الليبي.
ويعيش افراد قبائل التبو المتحدرون من دول جنوب الصحراء، في المناطق الممتدة بين ليبيا وتشاد والنيجر، وينددون دائما بما يعتبرونه تهميشا لهم في المجتمع الليبي.
كذلك يتم اتهامهم من جانب القبائل الاخرى بانهم يضمون في صفوفهم مقاتلين اجانب اتين خصوصا من تشاد. وتندد القبائل العربية بوقوف الحكومة متفرجة في مواجهة “غزو اجنبي” لليبيا.