«مجتهد»: #السعودية تفرج عن الجهاديين لـ… تتخلص منهم
كيف يرى السعوديون موقف المملكة من الحرب الأهلية في سوريا؟ ماذا يقولون أهل المملكة الوهابية عندما يتناقلون أخبار «التكفيريين» الذين سبق لهم أن صلوا المملكة بنيران إرهابهم؟ ماذا يردون على الاتهامات التي تشير إلى إطلاق سراح تكفيريين وإرسالهم للجهاد في سوريا (إن صحت هذه الاتهامات)؟
المغرد الشهير «مجتهد» يرد على هذه التساؤلات ويضيف إليها بعض المعلومات، وهو الذي يبدو عليه أنه مطلع على ما يدور وراء ستائر وأروقة القصور السعودية. يؤكد أشياء وينفي أشياء والله أعلم.
يغرد بطرح ما ورد له من أسئلة «وردني سؤال عما يتردد بأن الحركات الجهادية أُختُرِقَت عن طريق من أطلقَ سراحهم من السجون السعودية» ويضيف وأنهم«ساهموا في إذكاء المواجهات» وينطلق مبرراً بعض الشيء فيغرد «وهذا هو تعليقي:صحيح أن السلطات السعودية أطلقت سراح البعض وغضت الطرف عن ذهابهم لسوريا لكن لم يكن الهدف اختراق بل أن يـُـقتلوا هناك فيتخلص منهم آل سعود». إذا مجتهد لا ينكر ولكنه يرى في إرسالهم إلى سوريا نوع من الماكيافيلية لدى المسؤولين السعوديين.
ويضيف«لن أتحدث عن كل التفاصيل التي لدي لأن الوضع حساس والنفوس مشحونة وسوف يتهمني كل طرف بالتحيز للطرف الآخر وسأكتفي بالاشارة لحقيقة الاختراق».
ولكنه مباشر وفي التغريدة التالية يتراجع عن تأكيد هدف التخلص من الجهاديين، ويكتفي بتأكيد خبر إرسالهم إلى سوريا. ويحول المداورة «لن أسمي أحدا في هذه المعلومات وسأترك للقارىء الاستنتاج بذكائه».
لغاية هذه التغريدة يدور ويحور مجتهد ويستدر «حشرية» متابعي تغريداته. ثم يبدأ بالتفاصيل فيكتب «وكلامي لا يشمل الجهات المحسوبة على الائتلاف والمجلس الوطني وكذلك التابعة لإدريس (يقصد هنا سليم إدريس قائد الجيش السوري الحر) لأن هؤلاء ينسقون علنا مع أمريكا والسعودية والأردن بدون تحفظ».
يوجه هنا مجتهد اتهامات بشكل نصل ذو حدين فهو من جهة يشير إلى تعامل الائتلاف والمجلس والجيش السوري الحر مع ذههذ الدول وبينها السعودية، ولكنه في آن واحد يقول إنه سيتكلم عن كتائب غير مرتبطة بالأركان الثلاثة التي تتعامل مع تلك الدول أي أنه يعفي المعارضة «المعتدلة» من تهمة استقبال جهاديين … حتى ولو أرسلتهم السعودية… لو صحت الاتهامات.
ينتقل مباشرة لشرح ما هي أنواع «الاختراق» بالمعنى التنظيمي (ويشار له بالغة الإنكليزية بـEntryism) أي يقصد أن الجهات السعودية (لو صحت الاتهامات) تريد اختراق «الجماعات». فيعدد مراحل تقدمها حسب أنواعها ويصفها بأنها «ثلاثة أنواع 1) صنعت على يد الأمير بندر 2) اخترقت جزئيا وزرع فيها عملاء 3) لم تخترق لكن توجه بالحيلة بعد فهم نفسية قياداتها».
يعود مجتهد للتذكير بما سبق وغرده (راجع أخباربووم) فيكتب «الأولى سبق أن أشرت إليها حين تحدثت عن معسكرات في الأردن والطائف تم فيها تجنيد عملاء سوريون للعودة لأرض القتال وإنشاء جماعات تدعي الجهاد».
بين هذه التغريدة والتغريدة التي سبقتها نرى أنه يوجه أصابع الاتهام مباشرة إليس الأمير بندر، ويتبعها بتغريدة يقول فيها «وفعلا تأسست جماعات صغيرة على غرار صحوات العراق ولكنها فشلت في البداية ولم تتمكن من التقدم في مهمتها إلا بعد نجاح الاختراقين التالييين».
إذا هنا يشير إلى أن الجماعات التي أنشأها الأمير بندر فشلت (مع غمزة باتجاه المملكة واتهام بأنها وراء صحوات العراق!).
ويتابع بالاختراق من النوع الثاني أي « زرع عملاء مدربين داخل جماعات قائمة» ويبارك مجتهد هذا النوع من الجماعت المخترقة فيقول « فيها خير لكنها غير دقيقة في فحص المجندين وترقية القيادات وربما وصل أحد العملاء لمركز قيادي».
ويشرح «تعرضت عدة جماعات لهذا النوع من الاختراق وبعضها لم يمكن إنجازالاختراق بكفاءة إلا بعد قتل القادة المعروفين بالحذر في التجنيد وترقية القيادات». وقد يفسر ذلك اغتيال أعداد كبيرة من قيادات الكتائب المحاربة في سوريا… والله أعلم.
أما النوع الثالث من الجماعات فقد «تم تحقيق المطلوب دون اختراق بشري وذلك بالتأثير على القيادات وتوجيهها بالحيلة لاتخاذ قرار يخدم مصالح آل سعود!» بعد أن يوضح اتهاماته يتسائل« كيف؟» أي كيف تكون مصلحة آل سعود في هذه الاختراقات.
ويبدو أن لدى مجتهد اطلاع على مكنوات وأسرار القيمين على هذا العمل «آلاستخباراتي العملي» فيغرد«تدرس نفسية القيادات وآلية اتخاذ القرار وصلاحيات القيادات الفرعية والأفراد وتدرس طريقة جمع المعلومات التي يعتمد عليها التنظيم ووسائل إعلامه» ويتابع «وبناء على هذه المعرفة يستخدم الاختراق الالكتروني لتمرير معلومات للقيادات بطريقة تعطيها مصداقية عالية تكفي بالنسبة لهم لاتخاذ قرار حاسم». هنا يدخل مجتهد في تفسيرات علمية بسيكولوجية لنظريات تستعملها المخابرات لاختراق المجموعات السياسية أو القتالية.
ويتابع «وتغلف المعلومات بديباجة مقصودة حتى تحقق التأثير النفسي المطلوب على القيادات التي درست نفسيتها بعناية فتتخذ القرار الذي تريده المخابرات» أي ضم المبعوثين أو تجندي من هو مطلوب تجنيده.
ويتابع «كما يتم التأثر على المجندين والقيادات الوسطى بعد فهم صلاحياتهم للتصرف بطريقة تحقق ما تريده المخابرات ويؤدي إلى تأجيج الصدام وإزالة الثقة»، وفي الواقع فقد شهدت بعض الكتائب المقاتلة في سوريا عمليات «نقلابية في داخلها» فهل يوعد ذلك لعمل المخابرات السعودية؟ الله أعلم.
إلا أن مجتهد يرى أن المخابرات السعودية غير قادرة «والحقيقة فإن المخابرات السعودية ليست بهذه الكفاءة والفضل يعود للأردنيين من ناحية الكفاءة البشرية والأمريكان من ناحية الاختراق الالكتروني» رغم ذلك يعترف مجتهد بأن للسعوديين دوراً ريادياً في هذا الشأن. «لكن توجيه الاختراق تديره المخابرات السعودية لأنها الأكثر حماسا لتوجيه الثورة بالطريقة التي تريد ولديها كوادر أكثر من الآخرين».
وكعادته يترك مجتهد متابعيه وهم في قارب الحشرية يتأرجح بهم في بحيرات الشك فيقطع حب المعلومات بتلك التغريدة «كل من يطلب مني التسمية أعتذر عن ذلك كما أعتذر عن التصريح بمعلومات أخرى فهي تضر ولا تنفع مع أنها مثيرة».
ولكن يحق لنا أن نتسائل ما معنى هذه التغريدة؟ وما قصد من وراءها مجتهد؟ إن قراءة سريعة لهذه التغريدات تفيد بأن مجتهد يسعى لوضع اللوم على المملكة السعودية في «توريد» الجهاديين إلى سوريا. ولكنه «يرطب» هذا الاتهام بإرداءه عباءة ماكيافيلية منذ بداية تغريداته في هذه المسألة فيقول بأن بندر يفرج عنهم من سجون المملكة لـ …يتخلص منهم.
في ذلك يقوم مجتهد بضرب عدة عصافير بمجموعة تغريدات واحدة: يصيب الأمير بندر ثم يرفع اللوم عن السعودية فهي تتخلص من الجهاديين بإرسالهم ليموتوا وبعد ذلك يلمح إلى أن المملكة أرسلت صحوات العراق وبعد ذلك يمدح قدرة المخابرات السعودية على إدارة المخابرات الأردنية والأميركية لمصلحتها ولا ينسى أن يشير إلى وفرة كوادرها.
والله أعلم ما إراد مجتهد من وراء هذه التغريدات!