مجتهد: سحب #السعودية للجهاديين من سوريا وإرسالهم إلى العراق
يتطرق اليوم «مجتهد» في مجموعة تغريدات إلى مسألة منع رحيل الجهاديين السعوديين إلى سوريا بعد قرار العاهل السعودي الملك عبد الله أن الانضمام لجبهات القتال في الخارج يعرض صاحبه لعقوبة سجن ثقيلة.
تفسيرات مجتهد كالعادة تعتمد على معلومات مستقاة من داخل أركان النظام الملكي السعودي. وهذه المرة الأولى التي يتطرق فيها مجتهد لمعلومات تمس «جهاز المخابرات السعودية»…لماذا؟ الله أعلم.
يكتب:«الاستخبارات السعودية ترصد زيارة فريق من خبراء وزارة الاستخبارات والحرس الثوري الإيراني إلى لبنان للوقوف على الثغرات الأمنية عند حزب الله». ويفسر مجتهد بأن «الزيارة تأتي بعد تعرض مواقع في لبنان تحت سلطة حزب الله لاختراقات غير مسبوقة من قبل التيارات الجهادية وكانت مصنفة من قبل محصنة ومأمونة» في إشارة لسلسلة التفجيرات التي استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله والسفارة الإيرانية.
ويقول مسنداً قوله إلى الأجهزة السعودية إن«الهدف من زيارة الفريق الإيراني -طبقا للمخابرات السعودية- هو إعادة هيكلة الحزب أمنياً وتقوية التعاون مع الحكومة اللبنانية ضد الجهاديين».
ولكن مجتهد يستطرد بالتفسير، ما يدفعنا للسؤال ما إذا كانت تغريدات مجتهد تشكل رسائل خاصة فهو يكتب «خلافا للمتوقع لم يفرح المسؤولون السعوديون بالتقرير» ويجيب أيضاً شارحاً بأن المسؤولين السعوديين قد «اشتد قلقهم من تمدد سريع للجهاديين في لبنان خاصة، وينقل عن التقرير سبب هذا القلق «أكد قابلية لبنان لهذا التمدد».
هنا في حال صحت تغريدات مجتهد يكون ما يكتبه هو «سكوب الوضع الحالي في لبنان» يقول بانه «بناء على التقرير وُجهت رسائل سعودية لعملاء آل سعود في لبنان بالتعاون مع حزب الله (الذي ينفذ توصيات الفريق الإيراني) في محاصرة الجهاديين».
كلام مجتهد خطير فهو (في حال صحت المعلومات والله أعلم) يشير إلى تحول كبير جداً في سياسة السعودية فهو يغرد قائلاً «من أخطر التوصات بذل كل السبل لمنع تجنيد الفلسطينيين في المخيمات في لبنان مع الجهاديين وتنفيذ برنامج حصار سياسي وعسكري وإعلامي للمخيمات».
إذ أن مجتهد يتحدث عن «تعاون بين الأجهزة السعودية وأجهزة حزب الله»! ويشير إلى أن التعاون لن يتوقف على الأمن بل يمكن أن يطال الإعلام إذ يكتب «وتعهد آل سعود بتنفيذ حملة إعلامية تنفذها قناة العربية وغيرها من القنوات التابعة لهم للتخويف من تورط المخيمات الفسلطيينة في “أعمال إرهابية”».
ولكن وقد تبدو الرسالة هنا فإن مجتهد يشير إلى «تغيير في أهداف الساسة السعوديين» فحسب ما يتبين من تغريدات مجتهد فإن «العراق بات الهدف الأول للجهاديين» ويمكن تبيان بين كلمات تغريداته بأن «سحب المجاهدين من سوريا وتهدئة الوضع في لبنان هو للاهتمام بجبهة جديدة هي: «العراق».
إذ تبدو الظروف في العراق أفضل لتحقيق «انتصار للجهاديين» المدعومين من السعودية. فمجتهد يغرد بوضع مشاهد تظهر «انتصارات الجهاديين» في منطقة الكرمة حيث
«أسر عدد كبير من كتاكيت المالكي» (يقصد الجنود)
كما يشير إلى معركة الفلوجة الأخيرة وتحرير سد الفلوجة من قبل «ثوار العشائر» ولا يكتفي بذلك بل ينصح بـ«مشاهدتها وحفظها ».
ولكن كعادته فإن مجتهد يربط هذا التحول بالخلاف الدائر داخل الأسرة الملكية السعودية إذ يلمح إلى «تباين رأي» بين المسؤؤلين فيكتب بأن «السعودية تتلقى تقويما أمريكيا حول الأوضاع في العراق يثير قلق الجهتين (أمريكا والسعودية)» ولكن لا نعرف أي جهة يقصد بالسعودية (فريق الأمير متعب بن عبد الله أو فريق الأمير محمد بن نايف) ويتابع بأن القل مصدره هو الـ«خوف من انتصار الجهاديين.»
ويختصر هذا التقرير بخمس نقاط فيغرد:
1) ميدانيا، محافظة الأنبار ومحافظة نينوى عمليا خارج سيطرة المالكي وكذلك الحزام الغربي والشمالي والجنوبي من بغداد ومحافظة بابل في الطريق.
2) تفاهم كبير بين الجهاديين والعشائر وفشل المحاولات لإعادة العداوة بينهم كما حصل في2007، ونبذ العشائر لكل قيادات الصحوات (أبوريشه وجماعته).
3) نجاح العشائر في تنفيذ عمليات نوعية بتخطيط ذكي وإتقان استخدام ما تم اغتنامه من أسلحة متطورة مما يدل على مشاركة عناصر عسكرية بخبرة عالية.
4) تدهور معنويات جيش المالكي وكثرة حالات التسرب والهروب، وسريان الرعب في الميليشيا الطائفية التي جاءت متحمسة عقائديا فانقلب الحماس إلى هلع،
5) المتوقع طبقا للتقدير الأمريكي هو تفوق حلف العشائر مع الجهاديين واحتمالية سقوط كل المناطق السنية بيدهم ولا يستبعد ان تسقط بغداد نفسها.
هل تصح هذه التقديرات؟ الله أعلم.
ولكن هذا يدل إن لزم الأمر على أن سحب الجهاديين من سوريا ما هو إلا تكتيك يرافق تغير في الأهداف بعد أن احتدمت معركة العراق.