- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

بوتفليقة يتحدى المعارضة

حض الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة مواطنيه على المشاركة «بكثافة» في الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 نيسان (ابريل) المقبل، وذلك في أول رد منسوب له على دعوات أحزاب كبيرة بدأت في التحريض على المقاطعة.

واستخدم الرئيس مصطلح «المتربصين بالسوء» للجزائر في تأكيد على خطاب الموالاة الذي يتهم معارضين بالعمل على «أجندة خارجية». وفي أول موقف سياسي له مناهض لدعوات مقاطعة الاستحقاق، حض الرئيس الجزائري في رسالة قرأها نيابة عنه وزير العدل الطيب لوح، الجزائريين على «الإدلاء بأصواتهم لاختيار من يرونه الأصلح لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة»، كما طالب منهم المشاركة القوية في الانتخابات، لتتحول «عرساً من الأعراس الوطنية».

وتقاطع الانتخابات الرئاسية، كبرى الأحزاب العلمانية والإسلامية المحسوبة على «الإخوان المسلمين»، مثل «حركة مجتمع السلم» و «النهضة» و «العدالة والتنمية». وانضم الى هذا الخيار «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية»، وهو حزب علماني بربري، وبعده شخصيات مستقلة كثيرة من بينها مرشحون سابقون للانتخابات الرئاسية.

وقال بوتفليقة انه بالمشاركة «يقدم الشعب الجزائري مرة أخرى وكعادته، درساً في المواطنة لمن يتربصون بسوء لهذا الوطن العزيز ويرد على كل من يشكك في نضجه السياسي وقدرته على المحافظة على مكتسباته وصون أمنه واستقرار بلده».

وهذه اللهجة تشبه كثيراً خطاب حلفاء بوتفليقة السياسيين الذين يحذرون في تجمعاتهم من خطر «التفريط في الاستقرار»، ناسبين مزايا المرحلة الحالية للرئيس الراغب في الترشح لولاية رابعة بعدما حكم البلاد منذ نيسان 1999. وطعن بوتفليقة في شكوك معارضين طالبوا بإنشاء هيئة محايدة تراقب الانتخابات، فذكرهم بأنهم شاركوا في صناعة الهيئة الوطنية التي تشرف على كل عملية انتخابية ويقودها قضاة، وقال إن «إنشاء اللجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات هو ثمرة المشاورات مع الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية لإعطاء ثقة وصدقية للعمليات الإنتخابية المختلفة، إلى جانب اللجان الأخرى التي يشرف عليها القضاة والتي تساهم بدورها في إضفاء الشفافية والصدقية على الانتخابات».

ومع اقتراب موعد بدء الحملة الانتخابية في 23 الشهر الجاري، بات خطاب الموالاة والمعارضة أكثر حدة وتشنجاً وزادت وتيرة الاستقطاب بين معسر السلطة وخيار التغيير، وفي مقابل المسيرة المناهضة لمشروع الولاية الرابعة والتي اجهضتها الشرطة أول من أمس، جمع عمارة بن يونس زعيم «الحركة الشعبية الجزائرية» الموالية للرئيس، المئات من أنصار «الرابعة» معتبراً أن «أقطاب المعارضة تحاول الانقلاب على بوتفليقة من خلال استعمال ورقة الجيش أو الملف الطبي» للرئيس، مجدداً تأكيده على «صحة الرئيس الذي لا يزال عقله يقدم النصيحة والمشورة لعدد من الدول».

على صعيد آخر، أعلن الجيش الجزائري، أن وحدات تابعة له في بومرداس (50 كلم شرق العاصمة) قتلت ارهابيين اثنين، احدهما أول من أمس، بعد ساعات على زيارة رئيس الوزراء عبدالمالك سلال للولاية ودعوته المسلحين إلى اللحاق بمشروع المصالحة.

وورد في بيان الجيش أنه «في عملية تمشيط واسعة لمنطقة واد أقرقور بغابة سيدي علي بوناب، تم القضاء يوم السبت، على إرهابي ومصادرة سلاحه المتمثل في بندقية صيد وثلاث قنابل». وذكر البيان ان العمليات الميدانية في منطقة وادي أقرقور في غابة سيدي علي بوناب بين ولايتي بومرداس وتيزي وزو والتي تنفذها مفارز الجيش في قطاع بومرداس، تمكنت في 25 شباط (فبراير) الماضي، من القضاء على إرهابي آخر.