جولة أفق جنبلاط: تحذيرات من نقل المعركة إلى لبنان
اندلعت الاشتباكات قبيل الفجر بين مسلحين مؤيدين لشاكر البرجاوي وهو سني يؤيد الأسد ومسلمين سنة يؤيدون الانتفاضة المندلعة منذ ثلاث سنوات ضد حكم الأسد.
وسمع السكان دوي إطلاق نار وانفجارات من الحي الغربي في جنوب بيروت حيث يوجد مكتب للبرجاوي.
وقالت مصادر أمنية إن القتيل يدعى نبيل الحنش. وأضافت أن آخرين بينهم مدنيون أصيبوا في الاشتباكات. وانتشر الجيش في وقت لاحق في المنطقة ويبدو أن الاشتباكات هدأت.
ويأتي القتال في بيروت بعد أسبوع من العنف في مدينة طرابلس بشمال البلاد حيث قتل 27 شخصا في اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الأسد انضم اليها الجيش اللبناني.
وأثار الصراع في سوريا أعمال عنف طائفية في لبنان بين السنة الذين يدعمون المعارضة السورية والشيعة الذين يؤيدون الأسد.
واستهدفت احياء للشيعة في بيروت وبلدات في سهل البقاع بسلسلة تفجيرات بسيارات ملغومة كان اخرها يوم الأحد الماضي عندما لقي ثلاثة أشخاص حتفهم في معقل لجماعة حزب الله اللبنانية الشيعية.
وتقول مصادر امنية انه تم اعداد الكثير من القنابل في منطقة القلمون الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية على الجانب السوري من الحدود مع لبنان.
وقال مصدر لبناني يوم الأحد إن قوات سورية مدعومة بمقاتلين من حزب الله قتلت ثمانية أشخاص في القلمون يشتبه في ضلوعهم في اعداد السيارات الملغومة ويعتقد ان اثنين منهم يتزعمان شبكتين محليتين
في هذا الإطار أكد النائب وليد جنبلاط، مساء اليوم، “عدم الحاجة” لتصريحات الرئيس السوري بشار الاسد او لدروس من احد في الممانعة، مبدياً قلقه على وضع الطائفة الدرزية في سوريا في ظل الأزمة.
وقال جنبلاط إننا “اقرّينا مبدأ حكومة المصلحة الوطنية والجامعة وتجاوب معنا كل الفرقاء من بينهم رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري”، معلناً ان “الجميع في مأزق في طرابلس وانصح بدخول الجيش الى جبل محسن وباب التبانة”.
وأضاف أن “حزب الله غرق في الوحل السوري واذا ظن انه منتصر بعد يبرود فهو مخطئ. اليوم الحزب يغذي بعض التنظيمات البيروتية وغيرها تحت شعار سرايا المقاومة، هذا الامر لن يوصل الى مكان وانصحه برفع الغطاء وترك الجماعات هذه”، ناصحاً الحزب بان “لديه هموم أكبر من رئيس حزب التيّار العربي شاكر البرجاوي والأمين العام للحزب العربي الديموقراطي رفعت علي عيد”.
وأعتبر أن “سرايا المقاومة لا قيمة لها وعلى حزب الله رفع الغطاء عن رفعت عيد. لم اخوّن يوما المقاومة بل قلت اعادة تصويب للبندقية”، مشيرا الى أن “التنسيق بين فرع المعلومات واستخبارات الجيش موجود ولا يجوز لاحد اعتبار احدهما محسوب على تيار سياسي، اذ أن الخطر اليوم على الجميع والانهيار”.
وأكد جنبلاط “وجود اللا مركزية لدى تنظيم القاعدة. وهناك فكر انتشر اليوم عبر معظم الفضائيات التي تكفر السنّة بالشيعة وغيرها موجودة في بلاد تتدعي انها متحضرة، هناك 6 فضائيات في بريطانيا تعمل على ذلك، ما يدل على ان الغرب يرعى ويريد الفتنة السنية الشيعية”، مضيفاً أن “حزب الله ارتكب خطأً تاريخيا بتحويل البندقية من وظيفتها في حماية لبنان وتحرير الارض الى الدخول في المعترك السوري لكن هذا القرار ليس لبنانيا بل ابعد بكثير، من هنا يجب أن نحاول حماية بلدنا ثم ندخل في المعادلة التي هي اكبر من رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري ومني”.
وتابع : “في مقابلة فيها منتهى الخبث للرئيس الاميركي يقول ها هي ايران تستنزف بسوريا وكذلك روسيا، وها هو حليفكم يستنزف بسوريا، واقول اشترك بالجريمة ايضا اصدقاء الشعب السوري الذين سمحوا لكل انواع المرتزقة بأن يأتوا ويخطفوا طموحات الشعب السوري بالاصلاح والتخلص من الديكتاتورية ولكن الجريمة الاولى كانوا اطفال درعا”، معتبرا أن “سوريا وصلت لحرب اهلية طاحنة لكن يبقى الحق المشروع للشعب السوري بالتخلص من الديكتاتورية”.
واعتبر جنبلاط أن “الارهاب موجود، لا صفة ولا دين ولا عرق له، الارهاب العالمي قرر ان لبنان قد يكون محطة، لا اشارك وجهة النظر ان دخول حزب الله الى سوريا سبب وجود الارهابيين”، مشيرا الى أن “قرار السعودية جدا مهم حول الارهابيين، ولي تمني بحل قضية مطالب اهالي البحرين”.
وأبدى جنبلاط قلقه من ان “يكون المشروع ربما تدمير سوريا وتفتيتها بعد 10 سنوات، لان الحرب السورية طويلة، والمنطقة العربية كلها مرشحة للتفتيت”، متسائلاً “هل النظام هذا يسيطر على كل سوريا؟ ثم هل يسيطر على ركام؟ يقوم بسياسة اخلاء وتهجير شعبه والسلاح الكيميائي سلمه وخيرة عسكره مات”.
وأكد جنبلاط “مسؤولية النظام عن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، مثلا شاكر العبسي الذي كان في السجون السورية”، لافتا الى أنه “كان من الممكن تفادي كل ما يحصل، ويجري اصلاح، لكن منذ اللحظة قال الرئيس السوري بشار الاسد انه يحارب التكفيريين ولم يغيّر كلمة، ثم الارهاب لم يكن موجودا بداية”.
وأعلن أنه “من المستحيل ان تبقى سوريا موحدة وسالمة بوجود الرئيس السوري بشار الاسد، وهو وقع بالفخ وهناك دول اكبر منه ستقرر مصير سوريا، لكن رغم كل الصعوبات يجب الحوار على الحل السياسي ليحفظ ما تبقى من مؤسسات بسوريا”، قائلاً إنه “ليس هناك انتصار في يبرود، فأين ذهب النازحون والمسلحون؟ جاؤوا الينا”.
وأشار الى أن “هناك ضرورة قصوى لاقامة مخيمات للنازحين في لبنان مهما كان الثمن، وعلى الاقل من خلالها يمكن تنظيم المساعدات الدولية، وللمخيمات شروط، انا مع اعطاء الدولة اراض لذلك”، متابعا: “لا بد من قرار بانشاء مخيمات لاستيعاب النازحين، ويجب اخراج الجيش من المستنقع الطرابلسي لنشره العديد الاكبر منه على الحدود”.
وحول الوجود الدرزي في سوريا، قال: “أنا قلقٌ على مصير الدروز في سوريا اكثر من اي وقت، مستقبل الدروز بسوريا مع الاغلبية السنية العربية، وادعوهم الى تحييد انفسهم اذا استطاعوا”.
وحول الاستحقاق الرئاسي، لفت جنبلاط الى أنه “يجب تحضير الجو لانتخابات الرئاسة ويمكن للحكومة ايضا اتخاذ قرار بموضوع طرابلس وملء الفراغ بالادارة، واتخاذ قرار بانشاء مخيمات للنازحين”، مؤكدا “ضرورة انشاء صندوق سيادي لملف النفط، وهو يحفظ مستقبل الاجيال”.
وتابع: “الحكومة تشكلت وعلى مجلس النواب الاجتماع في 15 ايار لانتخاب رئيس. قررت ان لا اناقش مسبقا الاستحقاق الرئاسي وعندما يأتي الاستحقاق سأنسق مع حليفي الاول رئيس مجلس النواب نبيه بري”.
واكد جنبلاط “اجتماعاته المتكررة مع السفير الاميركي ديفيد هيل. لست مغشوشا واسير وفق قناعاتي وليس بتوجيهات السفراء، وقلت للجميع ان الحكومة يجب ان تكون جامعة وهي لن تسير من دون حزب الله”، معلناً أننا “لسنا بحاجة الى تصريحات الاسد حول رئيس ممانع ولسنا بحاجة لدروس من احد بالممانعة، اهل الجنوب واهل بيروت ابطال بالممانعة لكن الاسد دمر جيشه الممانع”.
واعتبر أنه “ليس صحيحا ان الارهاب يحتاج لإذن او ذريعة ليأتي، فيجب ان نرى كيف نقي انفسنا من الحرب السورية ومن الارهاب الذي هو موجود الآن”، مشيرا الى أن “الحوار مفيد وانصح ان لا ندخل بالحلقة المفرغة حول سلاح المقاومة، يمكن التحاور حول السلاح بالمدن ورفع الغطاء عن التنظيمات، والقرار حول سلاح المقاومة ليس لبنانيا. يجب على الجميع تلبية الدعوة للحوار لخلق شبكة أمان”.
وأضاف جنبلاط أننا “نتشاور بشكل دائم مع الحريري، ودائما كان هناك تنسيق مع رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا وليس لدي مشكلة في زيارة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله”.
وأشار الى أن “نائب الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان صديقي، وجاءتني أخيرا تأشيرة دخول الى أميركا لسنة واحدة ومر من هذه الفترة شهرين، واذا كان الظروف ملائمة فلا مانع من الذهاب الى هناك. قد اذهب الى موسكو خلال اسبوعين لاستكمال التشاور”.
وحول زيارته ايران، قال إنه “سيزور ايران عندما تقتنع ان الطريقة التي تتعامل بها في سوريا خطأ، ولا يمكن اعتبار الشعب السوري كله تكفيريا”.
وعن ترشح نجله تيمور، أعلن جنبلاط أن “تيمور سيترشح للنيابة في الوقت المناسب”.