قال نشطون يوم الثلاثاء إن مسلحين إسلاميين سيطروا للمرة الأولى على قرية على ساحل سوريا على البحر المتوسط وخاضوا معارك للاحتفاظ بأراض متاخمة للحدود التركية استولوا عليها من قوات الرئيس بشار الأسد.
وظهر في لقطات مصورة ستة مقاتلين يرفعون الراية السوداء للواء أنصار الشام على شاطيء صخري وهو انتصار رمزي للمعارضة في محافظة اللاذقية الساحلية التي ظلت معقلا للأسد طوال الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وقال نشط استخدم اسم أبو بكر إن هذه أول منطقة “محررة” على الساحل في سوريا مشيرا إلى الشاطيء وقرية السمرا القريبة.
وتشكل محافظتا اللاذقية وطرطوس المجاورة سويا المعقل الرئيسي للأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد على البحر المتوسط واحتفظتا بالولاء له في حربه ضد المعارضة السنية. وحصد الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات أرواح ما يربو على 140 ألف شخص.
وبعد أشهر من الانتكاسات في وسط سوريا شن مقاتلون إسلاميون من المعارضة السورية هجوما يوم الجمعة على منطقة اللاذقية واستولوا على معبر حدودي وبلدة كسب الأرمنية.
وأرسل الأسد منذ ذلك الحين تعزيزات عسكرية تدعمها قوة جوية لصد المسلحين مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة في انحاء حزام من الأراضي على امتداد الحدود التركية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وهو جماعة مراقبة مؤيدة للمعارضة إن 14 مقاتلا من القوات الموالية للأسد وستة من مسلحي المعارضة معظمهم جهاديون أجانب قتلوا في الاشتباكات التي دارت الثلاثاء للسيطرة على تل استراتيجي بالقرب من كسب. ونقل 75 مصابا من مسلحي المعارضة إلى تركيا للعلاج.
وتسلط ضراوة القتال الضوء على الأهمية التي يوليها الأسد لوقف تقدم المسلحين. وكان هلال الأسد ابن عم الرئيس السوري وقائد قوة الدفاع الوطني المحلية قتل قرب كسب يوم الأحد.
وفقد الأسد السيطرة على كثير من مناطق الشرق والشمال لكن جيشه المدعوم من مقاتلين شيعة من العراق ولبنان طرد مقاتلي المعارضة من مناطق كبيرة حول دمشق وقرب الحدود اللبنانية.
ونتيجة لذلك استطاع الرئيس تأمين سيطرة اكبر على وسط سوريا وقطع طرق توصيل الامدادات للمعارضة المسلحة من لبنان.
وتخوض جماعات إسلامية متنافسة قتالا فيما بينها منذ أشهر في المناطق الشمالية والشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة مما يبدد أي أمل في الإطاحة بالأسد كما أدى أسلوب الحكم المتشدد للإسلاميين إلى نفور الكثير من سكان هذه المناطق.
وحاول المقاتلون الإسلاميون الذين سيطروا على بلدة كسب المسيحية اظهار أنفسهم بصورة مغايرة حيث بثوا لقطات مصورة لمقاتلين يحرسون كنيسة ويطمئنون بضعة سكان مسنين لم يفروا من القتال.
وكان المعبر الحدودي الذي استولت عليه المعارضة في كسب يمثل اخر نقطة دخول من تركيا لمناطق تخضع بالكامل لسيطرة قوات الأسد نظرا لأن معظم المنطقة الحدودية الشمالية يسيطر عليها بالفعل مقاتلو المعارضة.
وعند معبر القامشلي الحدودي الواقع على مسافة نحو 480 كيلومترا إلى الشرق قالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء انها أتمت مهمة استغرقت خمسة ايام لتوصيل مساعدات إنسانية إلى سوريا.
ويقع معبر القامشلي في منطقة شمال شرق سوريا حيث لا تزال تحتفظ قوات الأسد بوجود لها لكن الأكراد يمارسون حكما ذاتيا على نطاق أكبر منذ بداية الانتفاضة ضد حكم عائلة الأسد المستمر منذ أربعة عقود.
وقال ينس لاركي المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية إن اخر 12 شاحنة من قافلة تضم 78 شاحنة عبرت القامشلي محملة بأغذية وأغطية وحشايا وإمدادات طبية.
وتقول الأمم المتحدة إنها تحاول مساعدة تسعة ملايين شخص داخل سوريا يحتاجون المساعدة شأنهم في ذلك شأن 2.6 مليون لاجيء في الدول المجاورة بيد انه لا يحصل كل شخص على المساعدة المطلوبة.
وفي مدينة طرابلس بشمال لبنان أشعلت امراة سورية (45 عاما) النار في نفسها أمام مكتب للأمم المتحدة للاحتجاج على عدم تلقيها مساعدات وفقا لما ذكرته مصادر طبية في المستشفى الذي نقلت اليه للعلاج