حفيظ دراجي: مونديال 2014 وترشح بوتفليقة
الجزائر على موعدين هامين في تاريخها هذا العام، موعدها الأوّل الذّي يترقبه الجزائريون هو ذات طابع سياسي، والمتمثّل في الاستحقاقات الرّئاسية المزمع إجراؤها يوم 17 من شهر أبريل/نيسان الجاري. أمّا الموعد الثّاني الذّي يتلهف إليه الجزائريون فيتمثّل في كأس العالم لكرة القدم، والتّي ستقام في البرازيل ابتداءً من 12 من شهر جوان/حزيران إلى غاية 13 جويلية/تموز 2014. وللحديث عن هذين الموعدين قمنا بالاتصال بالصّحفي والمذيع المتخصّص في الشؤون الرّياضية في قناة الجزيرة الرّياضية، المتألّق السّيد حفيظ دراجي، وأجرينا معه هذا اللّقاء بخصوص مونديال 2014 وكذلك بشأن الانتخابات الرّئاسية، خاصة وأنّه قام بإرسال برقية مفتوحة إلى رئيس الجمهورية الجزائرية السّيد عبد العزيز بوتفليقة عندما تقدّم للتّرشح للمرة الرّابعة.
برس نت: الفريق الوطني الجزائري تمكّن من التّأهل للمونديال 2014، ما هو شعورك أمام هذا التأهل؟
حفيظ دراجي: أنا سعيد جدًا ليس فقط بصفتي صحفيًا رياضيًا ولكني سعيد كذلك من أجل بلادي الجزائر. بالنّسبة لي، هذا التأهيل هو خاص، إنّه نصر حقيقي، وهذا ما سيسمح مستقبلاً بتطوير الرّياضة في الجزائر.
برس نت: هل تعتقد أنّ هذا الفريق الشّاب بإمكانه الذّهاب بعيدًا في هذا المونديال، ما هي حظوظه؟ وفي اعتقادك أيّ فريق يمكن أن يشكّل خطرًا أمام الفريق الوطني الجزائري؟ بعبارة أخرى، ما هي التّحدّيات الحقيقية التّي تنتظر الفريق الوطني؟
حفيظ دراجي: باعتقادي أنّ أعظم شيء حقّقه الفريق الوطني هو تأهله للمونديال، هذا الفريق له حظ كبير، لكن لا يجب أن ننسى الضّغوطات التّي تمارس عليه، سواءً كان ذلك من قبل الصّحافة أو من قبل الجمهور، كما أنّه خلال مونديال 2010، تمّ تجاهل تمامًا الفريق الوطني. وبخصوص الفريق الوطني الحالي، يمكنني القول أنّه لا يمتلك تجربة كبيرة على الميدان، هذا لا يعني أنّ الفريق سيذهب إلى البرازيل للسّياحة والتّجوّل، لديه قدرات، صحيح أنّه فريق غير صعب، لكنّه فريق “كمين” ويمكنه مواجهة فرق أخرى ككوريا وبلجيكا.
برس نت: إلى أيّ مستوى يمكن للفريق الوطني أن يجلب رضا مناصريه ورضا الجزائريين، هل إذا زعمنا، مثلاً، أنّ الفريق الوطني تمكّن من التّأهل إلى ربع النّهائي، نكون حينها بلغنا غايتنا المنشودة؟
حفيظ دراجي: الغاية المنشودة هو اجتياز الدّورة الثّانية، بالنّسبة لنا هذا سيكون انتصارًا كبيرًا. إلاّ أنّ الحديث حاليًا عن هذا الموضوع، يبدو لي أنّه لا يزال مبكرًا جدًا، يجب أيضًا الأخذ بعين الاعتبار مستوى اللّياقة البدنية للفريق، لكنّني أعتقد صراحة أنّ اجتياز الدّور الثّاني في المونديال ممكن جدًا، أمّا الوصول إلى الدّور ثمن أو ربع النّهائي فهذا سيكون حدثًا خاصًا جدًا.
برس نت: خلال مجريات مونديال 2010 الذّي أقيم في جنوب إفريقيا، جلب لنا المناصرون مزامير “الفوفوزيلا”، برأيك، ماذا سيجلبون لنا هذه المرّة من البرازيل؟
حفيظ دراجي: على كلّ حال لن يجلبوا لنا حسنوات البرازيل، البرازيل بلد جميل وهو بلد كرة القدم بامتياز، إنّها فرصة للمناصرين لاكتشافه، وإن شاء الله سيجلبون لنا تأهيلاً والكثير من البهجة والسّعادة.
برس نت: خلال كأس العالم لكرة القدم لعام 1982، انتصرت الجزائر أمام مناظرتها ألمانيا الغربية بهدفين مقابل هدف واحد، برأيك، ماذا بقي من الثنائي الأسطوري “رابح ماجر ولخضر بلومي”؟ ماذا بقي من شريف الوزاني وموسى صايب وعصاد وقاسي سعيد ومداد وغيرهم؟
حفيظ دراجي: كلّ شيء لديه وقته، مونديال 1982 مرّ عليه قرابة أكثر من 30 عامًا، ولذا فمن الصّعب عليّ أن أقارن أجيالاً مختلفة في فترات وأحقاب مختلفة. ما يمكنني قوله هو أنّ الجزائر كانت أوّل بلد عربي يسجّل وينتصر أمام فريق أوروبي في تلك الفترة (أي 1982) حينها كانت الوضعية الاقتصادية للجزائر غير التّي عليها اليوم وأحسن بكثير. أمّا اليوم فالفرق تطوّرت كثيرًا، صحيح أنّه من الصّعب العثور على “لخضر بلومي” آخر أو “ماجر” آخر، لكن عندنا “بوقرة” وغيرهم.
برس نت: “لخضر بلومي” تمّ إزاحته من قبل مدرّبه “كرمالي” (رحمه الله) خلال التّصفيات النّهائية لكأس 1990 بالجزائر، مؤخرًا، صرّح بتاريخ 26 مارس/آذار الفارط في جريدة “ليبرتي” (الناطقة باللّغة الفرنسية) بأنّه لحدّ الآن لم يتقبل هذه الإزاحة، في رأيك ما هو السّبب الذّي دفع باللّاعب الوطني السّابق إلى الحديث مجددًا عن كأس 90؟
حفيظ دراجي: “لخضر بلومي” وخزته الصّحافة التّي فتحت من جديد هذا الملف، ومع ذلك، فـ”لخضر بلومي” يبقى أحد أحسن اللّاعبين في الجزائر إن لم يكن أحسنهم جميعًا، هو رجل طيّب وقدّم الكثير في مجال كرة القدم، وكأس 90 تبقى صفحة من صفحات الماضي.
برس نت: هل باعتقادك أنّ المقابلة الودّية الأخيرة التّي جرت بين الجزائر وسلوفانيا عزّزت موقع الفريق الوطني وأقنعت المناصرين بشأن قدرات الفريق الجزائري في رياضة كرة القدم؟
حفيظ دراجي: المباراة التّي جرت بين الجزائر وسلوفانيا ليست مؤشرًا رئيسًا، لكنّها سمحت للصّحافة بإعطاء فكرة ما عن الفريق الوطني وما يمكنه أن يبذله على المستوى الإفريقي.
برس نت: ما هو انطباعك بخصوص كرة القدم النسوية في الجزائر، هل الفريق النّسوي لديه حظوظ للمعايشة بجانب الفريق الرّجالي في الجزائر؟
حفيظ دراجي: كرة القدم النسوية في الجزائر تبقى ممارسة صعبة جدًا، أوّلاً في مجال الممارسة في حدّ ذاتها، وأيضًا في أمل فيدرالية كرة القدم لتطوير هذه الممارسة الرّياضية النّسوية، ويمكنني القول إنّ ممارسة كرة القدم النّسوية في الجزائر ما زالت تعدّ من الطابوهات، أو لنقل إنّ هذه الممارسة النسوية هي لا زالت في المستوى “البدائي” وحتّى وإن وجدنا الكثير من البنات الجزائريات يحببن ممارستها، لا يجب أن ننسى كذلك الموانع والضّغوطات الاجتماعية والدّينية المفروضة على البنات. كما ينقصهن الوسائل الخاصة مقارنة بالوسائل التّي يستعملها الرّجال وأيضا توفير لهن الأمن الضّروري.
برس نت: الفريق النّسوي الجزائري لكرة القدم انتصر على نظيره المغربي خلال مباراة كأس كرة إفريقيا النّسوية 2014، ما هو شعورك أمام هذا الانتصار هل كان هذا فأل خير بالنّسبة للفريق النّسوي الجزائري؟
حفيظ دراجي: أكيد، إحراز نتائج كهذه لن يكون إلاّ فأل خير، هذا شيء محفّز للفريق، ومع تكفّل جيّد أظنّ أنّ الفريق النّسوي يمكنه التّقدم في هذه الممارسة.
برس نت: عكس الفريق الرّجالي، يعاني الفريق النّسوي من نقص في التّكوينات والتّربصات، ما رأيك أمام هذا التّمييز الذّي يعانيه الفريق النّسوي؟
حفيظ دراجي: لا يوجد أيّ تمييز؛ فالرّياضة النّسوية مثلها مثل الرّياضة الرّجالية تعاني من نقص في الكثير من الوسائل. بالنّسبة للنّساء، كما قلت، هي الضغوطات الاجتماعية التّي تعدّ ثقلاً عليهن عكس الرّجال، كما لا يجب التّغاضي عن العقليات المتواجدة في الجزائر وخاصة فيما يتعلّق بهذا النّوع من الرّياضة.
برس نت: نحن على مقربة بأيام قلائل من الاستحقاقات الرّئاسية التّي ستجرى يوم 17 من شهر نيسان/أبريل المقبل، وجّهت رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بعد اتخاذه قرارًا للتّرشح في الرّئاسيات للمرة الرّابعة
من جهة أخرى، صرّحت في أحدّ المواقع الإعلامية: “إذا بقي بوتفليقة في رئاسة الدّولة سنصبح أضحوكة للعالم كله…” في رأيك، هل ما زال الوقت كافيًا للسّيد عبد العزيز بوتفليقة للاستدراك والتّخلي عن السّلطة والخروج من “الباب الواسع” للتّاريخ؟
حفيظ دراجي: لديه ما يتسع من الوقت للتّخلي عن السّلطة أكان هذا قبل أو بعد الانتخابات. بصفتي صحفيًا حرًّا وكوني مواطنًا جزائريًا، وجّهت رسالة ودّية إلى رئيس الجمهورية، سواءً ساندني البعض أو عارضوني في هذه الفكرة لا يهمّ، لقد حرّرت هذه الرّسالة لأنّني لست فخورًا بما يحدث حاليًا في الجزائر، في اعتقادي، يجب على الرّئيس عبد العزيز بوتفليقة الدّخول إلى بيته.
برس نت: لنبق في “المصطلحات الرّياضية”، كيف تصف ترشح السّيد عبد العزيز بوتفليقة للمرة الرّابعة؟
حفيظ دراجي: لا يمكنني اعتبار هذا التّرشّح “بطاقة حمراء” لأنني لست الحكم ليقرّر ذلك، ثمّ لم يكن هناك خرق، إلاّ أنّني أعتبر هذا التّرشح “خارج اللّعبة” الدّيمقراطية حتّى وإن كان تعديل المادة 74 من الدّستور عام 2008، خرقًا في حدّ ذاته. الرّئيس عبد العزيز بوتفليقة لا يجب أن يلعب هذه المباراة، بل عليه أن يبقى في مقصورات الملاعب ويتابع هذه المباريات الانتخابية.