مقابلة للزميلة نجاة شرف الدين في «جنوبية»
ودعت نجاة شرف الدين ابنة بلدة الطيبة الجنوبية برنامجها “ترانزيت” الذي انطلق في آذار 2007، على قناة المستقبل، مغادرة المحطّة التي انطلقت منها قبل 18 عاماً. وشرف الدين إعلامية خرّيجة الجامعة اللبنانية قسم الصحافة، هادئة، رزينة، تتقن عملها وتزرع الثقة في ذهن المشاهد. تعتز بتجربتها كمراسلة خلال حرب العراق واجتياح أفغانستان، وتغطيتها للقمم العربيّة ايضا. وترى أنها مواطنة لبنانيّة علمانيّة لا تؤمن بالطوائف. كما تأسف لعدم وجود قناة لبنانيّة تتابع ما يجري بموضوعية ومن دون حسابات خاصة.
في حديث لـ(شؤون جنوبية) قالت شرف الدين ردّاً على سؤال من هي نجاة شرف الدين؟
“أنا إعلامية صحفية، خريجة كلية الاعلام قسم الصحافة، اهتممت بالشأن السياسي، وعملت دورات في فرنسا. ومن خلال عملي في تلفزيون المستقبل عبر نشرة الأخبار اكتسبت خبرات عديدة حيث اشتغلت كمراسلة لقضايا وعربية ودولية في كل من أفغانستان والعراق، وتناولت كافة الموضوعات السياسية، وغطيت القمم العربية، والقمم المتعلقة بالمرأة العربية، كما غطيت مؤخراً الانتخابات الأميركية في العام 2012. كما مررت على محطات اعلامية عديدة كمدربة، في دورات ولقاءات، ومحاضرات، وورش عمل مختصة بالاعلام.
وتابعت: “كان برنامجي (ترانزيت) الذي انطلق في العام 2007 خلاصة نشاطي الإعلامي. وأحب ات اقول أني احترم الذين يعتبرون الإعلام مهنة مهمة، اذ يجب على الإنسان أن يطوّر نفسه بجهوده خاصة، وعليه متابعة كل القضايا، فأنا لم أهتم بالشأن اللبناني فقط”.
*إعداد خاص
“كنت دائماً معدّة لبرنامجي، لذا كنت دائماً مُلمة بكل تفصيل، حيث صارت طبيعة حياتي الاطلاع على التفاصيل، اذ اني يوميا أقرأ أربع صحف، وأبدأ يومي بمشاهدة الأخبار. وحالياً أكتب نص إسبوعي سياسي لموقع (برس نت، وعرب برس، وأخبار بوم دوت كوم).
*بماذا تؤمن نجاة شرف الدين؟ وإلى أي تيار تنتمي؟
“أنا مواطنة أحترم مواطنيّ ببلدي من دون البحث في الهوية الدينية، وأنتمي إلى الدولة والمدنيّة، وللوطن. وأتمنى أن يصبح في بلدنا نظام مدني، وقانون يحترم قناعاتي المدنيّة، بغض النظر عن موقعي. وأحب الحرية، وهي أساس للأشخاص.
“وأنا أقرب للتوجه إلى العلمانية. وأؤكد أني ضد حيازة أية جنسية ثانية. اذ لم أفكر للحظة أن أترك بلدي، لأن عملي هنا، وهنا نضجت ولم أعدأحب العيش في الخارج. ولكن للأسف اليوم أرى أن الحياة صارت صعبة وبتّ أفكر بالسفر”.
*ما هو موقفك من قضايا العنف ضد المرأة ومسألة الحرمان من الحضانة؟
“أرى أن كثرة حالات العنف تعود إلى أن الإعلام بات يضيئ عليها بشكل كامل عكس ما مضى من الأيام. هذه الحالات كانت تحصل سابقاً، ولكن سرعة كشفها هو ما يشعرنا اليوم بزيادة نسبتها. وأعتقد أننا بتنا نقترب من إقرار القانون الذي يحمي المرأة. وأنا مع إقرار قانون مدني للزواج في لبنان. واتعتقد ان اقرار هو لوحده قد يغير الواقع.
*هل اكتفيت إعلامياً؟
“لا، لم أكتف. فالإعلام في دمّي، لكن للإعلام وجوه متعددة، والكتابة جزء منها. فقد كنت مؤخراً في المغرب اتابع بعض الدورات، ولا زلت أقدم ندوات، وأدير حوارات، وأعقد لقاءات. فقد امضيت أكثر من عشرين عاماً في عالم الإعلام، حيث كنت سابقاً أعمل في مجلة الشراع”.
وارى ان وسائل الاتصال غيّرت مفهوم الإعلام. اليوم المواطن موجود في مكان، فينقل الحدث مباشرة، من هنا على الإعلامي إعادة النظر في طريقة عمله. فنحن نمرّ بمرحلة جديدة. لان المواطن بات هو المراسل، فهو “يرمي الخبرية” وعلينا نحن أن نتأكد منها. هذه ضربة قوية للمراسلين. ونتيجة ذلك قد يحتفظ الإعلام بالمحللين، لكن ثمة تغيير كبير حدث وقد يحدث.
أحب الجنوب
*هل تصفين نفسك بأنك إبنة الجنوب، وانك تنتسبين للجنوب؟
“ولدت في الضاحية في منطقة الشياح، وكنت أقضيّ الصيف في بلدتي الطيبة، وخلال فترات الحرب الأهلية أيضاً، ولي علاقة خاصة مع أهلي بالجنوب.
*من هي المرأة التي ترينها مثالاً للمرأة العربية في الإعلام؟
“في مهنتي التي أنا فيها كنت كثيراً ما احب الشخصيات التي طورت نفسها، وأوجد أصحابها لأنفسهم مساحة مثال الفرنسية كلود شازال التي تمثل البساطة. فأنا من المدرسة التي تقول يجب أن أشبه الناس، لان دوري في الإعلام هو البساطة وليس خطأ أن يكون شكلي مرتباً، ولكن ببساطة، فأنا أفضّل أن أكون قريبة من الناس. وعلى الصعيد عربياً تعجبني ليلى الشيخلي في قناة الجزيرة.
*ما هي انتقاداتك على الإعلاميات اللبنانيات العاملات في البرامج السياسية؟
“إنتقادي اسجله على المحطات التي صارت منابر تحريضية. فمجرد أن تقولي أن هذه محطة كذا نعرف موقفها مسبقاً من الأحداث، وإذا كانت المحطة لأي طرف سياسي فتصبح المذيعة، بنظر الجمهور، تعبّر عن المحطة وأن كانت هذه المذيعة عندها استقلالية”.
تختم شرف الدين حديثها لـ (شؤون جنوبية) بالقول: “صنعت لبرنامجي هامشاً من الاستقلالية كوني ضد تسييس المحطات الإعلامية. لان مجرد تسييسها يعني انحرافها. وأنا أقول ذلك لأني صحفية مهنية، ولست ناشطة سياسية في هذا التيار أو ذاك. وارفض ان يحاسبني الجمهور على سياسة المحطة التي أعمل بها”.
نشرت في تاريخ: Tuesday, April 08
الكاتب: سلوى فاضل
عرفناها لسنوات عديدة كمذيعة أخبار ذات طلة أنيقة و ملامح شرقية جذابة من الصعب نسيانها و نبرة صوت صادقة…
أي كان سبب تركها للعمل في مؤسسته الاعلامية , فان الخاسر هو تلفزيون المستقبل لأنه بهذه الخطوة المتزمتة المرتجلة و الغير محسوبة فانه قد فقد أحد أعمدته الأساس المتمثل في السيدة المحترمة الاعلامية نجاة شرف الدين صاحبة المهنية و المبدأ و الحضور ,لان مثلها يأمر و ترفع له القبعة احتراما ولا الخوض معه في التفاصيل الصغيرة أو التدخل في شؤون مهنته من أي كان.
يكفي قولها (إنتقادي اسجله على المحطات التي صارت منابر تحريضية) ردا على السؤال الموجه اليها عندما سؤلت عن انتقاداتها على الاعلاميات العاملات في البرامج السياسية…مدافعة عن زملاء المهنة و مختصرة الموضوع في أساس المشكلة التي تتمثل في المالك.. دليلا على اتزانها و سرعة بديهتها و ذكآئها و صحة حدسها في اتخاذها للقرارات.
ان بقيتي في لبنان و بيروت فهو واقعكي و أنت أقوى من الواقع بأهلك ومن يحبونك ,أما و قد فكرتي في الرحيل و لم تنفع حتى بلدتك -الأشبه بكحلون- أو أحضان الأصدقاء المقربين و أغاني فيروز و الذكريات الجميلة و الحزينة في ثنيكي عن ذلك ,فاننا كممتتبعين و ضحايا لسياسات الحدث ,لا نملك غير الدعاء المتواصل لكي حتى تتخطي هذه الايام العصيبة و الصور التى تنكأ جراحكي ,و اننا نعلم أنه لازال هناك مكان لأمثالك من المهنيين في مكان ما-ربما كان مقدرا-كما و نتمنى أن لا نحرم من طلتك الجميلة أينما كنت و أن نسمع عنكي و منكي كل جديد.
أجمل الأماني
تاريخ نشر التعليق: 2014/07/08اُكتب تعليقك (Your comment):