هل تتسبب أوكرانيا بحرب عالمية ثالثة؟
قالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها مستعدة لفرض مزيد من العقوبات على روسيا بسبب تحركاتها في أوكرانيا وإن زعماء أوروبيين اتفقوا على التنسيق للخطوات حتى تدفع روسيا ثمناًك وكانت الولايات المتحدة قد ذكرت أن طائرات عسكرية روسية اخترقت المجال الجوي الأوكراني عدة مرات خلال 24 ساعة.
وأوضح متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) لبي بي سي أن الاختراق تم عند الحدود مع روسيا، ولكنه لم يقدم أي تفاصيل أخرى.
وتصاعدت الأزمة حين استولى انفصاليون مسلحون موالون لروسيا في مدينة سلافيانسك في شرق أوكرانيا على حافلة تقل وسطاء دوليين. وقال زعيم للانفصاليين إن من المعتقد أن هناك “جواسيس” لكييف بين الوسطاء.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما والحلفاء الأوروبيين يشعرون بأن روسيا صعدت التوتر في شرق أوكرانيا حيث رفض انفصاليون موالون لموسكو الانسحاب من المباني الحكومية التي يحتلونها. لكنه لم يذكر تفاصيل عن طبيعة العقوبات أو المحتملة أو الموعد المزمع تطبيقها فيه.
وأرسلت أوكرانيا قوات لمحاولة إخراج الانفصاليين من سلافيانسك يوم الخميس فقتلت ما يصل الى خمسة انفصاليين فيما قالت إنه رد على خطف وتعذيب سياسي عثر عليه ميتا يوم السبت. وقال مسؤول بالفريق الرئاسي إن القوات الخاصة بدأت مرحلة ثانية من عمليتها يوم الجمعة حين فرضت حصارا كاملا على سلافيانسك المعقل العسكري للانفصاليين.
وقالت وزارة الدفاع إن إحدى طائراتها الهليكوبتر أصابها صاروخ وانفجرت على الأرض في مطار قرب المدينة. ويقول الزعماء الموالون للغرب في كييف الذين تولوا السلطة في فبراير شباط بعد فرار الرئيس فيكتور يانوكوفيتش حليف موسكو من البلاد إثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه ان روسيا هي التي توجه الانفصاليين. وسيطرت قوات روسية على منطقة القرم بعيد فرار يانوكوفيتش.
كما تدفع روسيا ثمنا للصراع مع هروب رؤوس المال وهو ما دفع وكالة ستاندارد آند بورز الى خفض التصنيف الائتماني للبلاد يوم الجمعة. ودفع هذا بدوره البنك المركزي في روسيا الى زيادة سعر الفائدة الرئيسي لوقف تراجع قيمة الروبل.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف السلطات في كييف بشن “حرب ضد شعبها”. وقال لافروف “هذه جريمة دموية والذين دفعوا الجيش لعمل ذلك سيدفعون الثمن وأنا واثق من انهم سيقدمون للعدالة.”
ويقول للكرملين إن له الحق في الدفاع عن الناطقين بالروسية في أي مكان إذا تعرضوا للتهديد ونشر قوات إضافية على الحدود مع أوكرانيا يقول حلف شمال الأطلسي إن عددها يصل الى 40 ألف شخص.
وبدأ الجيش مناورات الخميس وقالت أوكرانيا إنها اقتربت إلى نطاق كيلومتر من حدودها وإنها ستتعامل مع اي توغل بوصفه غزوا.
واتهم القائم بأعمال الرئيس الأوكراني موسكو بدعم “الإرهاب على مستوى الدولة” ضد بلاده لمساندتها المتمردين الذين تحملهم المسؤولية عن قتل السياسي.
وأكد وزير الداخلية ارسين افاكوف أنه تم اتخاذ كل الاحتياطات لتفادي سقوط قتلى بين غير المقاتلين بعد أن حذرت موسكو بأنها قد تتحرك اذا استخدمت كييف الجيش ضد المدنيين.
وجاء بيان البيت الأبيض بعد أن أكد أوباما خلال حديثه مع أربعة زعماء أوروبيين على الحاجة الى القيام بتحرك أقوى ضد روسيا. وتحجم اوروبا عن فرض عقوبات قاسية لاعتمادها على الغاز الروسي وصلاتها التجارية بموسكو.
وقال البيان “أشار الرئيس الى أن الولايات المتحدة مستعدة لفرض عقوبات موجهة للرد على تحركات روسيا الأخيرة.”
وأضاف “اتفق الزعماء على العمل معا عن كثب ومن خلال مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي للتنسيق لخطوات إضافية لتدفع روسيا ثمنا.”
وترى بريطانيا أنه يجب توسيع نطاق العقوبات الحالية نظرا لرفض روسيا دعم اتفاق السلام الدولي الذي وقعت عليه الاسبوع الماضي واتفقت جميع الأطراف بموجبه على نزع سلاح الجماعات غير المشروعة.
وقالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إن على الزعماء أن يتحركوا. وأضافت قبل المؤتمر الهاتفي الذي عقده الزعماء “علينا أن ندرس فرض مزيد من العقوبات نتيجة عدم إحراز تقدم.”
وقالت فرنسا إنه تمت مناقشة العقوبات وإن الزعماء دعوا “لرد فعل سريع” على الأزمة من الدول الصناعية الكبرى بينما قالت ايطاليا إنها توافق على هذا.
وقال بيان البيت الابيض “أكد الزعماء أن روسيا مازالت تستطيع اختيار حل سلمي للأزمة ويشمل ذلك تنفيذ اتفاق جنيف.”
وقال لافروف إن موسكو ملتزمة باتفاق جنيف لكنه اتهم واشنطن بتشويهه من خلال “مطالب أحادية الجانب.” وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها مستعدة لإجراء محادثات “غير منحازة وبناءة” مع الولايات المتحدة لإعادة الاستقرار للوضع.
واتهم أوباما موسكو بإرسال عملاء لتنسيق الاضطرابات في الشرق على غرار ما حدث قبل ضم منطقة القرم الأوكرانية في فبراير شباط.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ان روسيا تستخدم الدعاية لاخفاء ما تحاول عمله في شرق اوكرانيا لزعزعة الاستقرار في المنطقة وتقويض انتخابات الرئاسة الاوكرانية التي ستجرى الشهر القادم وشجب تحريكها قوات حتى حدود أوكرانيا.
وقال كيري “اذا واصلت روسيا هذا الاتجاه فانه لن يكون خطأ جسيما فحسب وانما باهظ التكاليف.”
وسخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من العقوبات التي فرضت حتى الان والتي اقتصرت على حظر سفر افراد وتجميد ارصدتهم في الخارج.
وقال رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك يوم الجمعة إن روسيا تريد اشعال الحرب العالمية الثالثة باحتلالها أوكرانيا “عسكريا وسياسيا” وخلق صراع يمتد الى بقية ارجاء أوروبا.
وقال ياتسينيوك للحكومة المؤقتة في تصريحات اذيعت على الهواء “محاولات (اشعال) صراع عسكري في أوكرانيا ستقود الى صراع عسكري في أوروبا.”
وقالت الشرطة يوم الجمعة إن سبعة أشخاص أصيبوا مساء الخميس عند نقطة تفتيش يحرسها موالون لأوكرانيا قرب ميناء أوديسا على البحر الأسود حين انفجرت عبوة ناسفة.
وأقام السكان عدة نقاط تفتيش قرب البلدة بهدف منع الانفصاليين الموالين لروسيا من دخول منطقة ترانسدنيستريا المنشقة على مولدوفا.
وحذر حلف الأطلسي الشهر الماضي من سيطرة عسكرية روسية محتملة على هذه المنطقة بعد أن ضمت القرم