دمشق- بدري ونوس (خاص)
بعد التلال الحمر بريف القنيطرة سيطر المسلحون على تل الجابية الاستراتيجي قرب نوى بريف درعا الغربي ، الذي يتحكم بقرى حوران الغربية ، التي بقي فيها خمسون الفا من سكانها الاربعمئة الف. وتقول اخر البيانات العسكرية للجيش السوري ان اللواء واحد وستين لايزال يسيطر على الجهة الجنوبية من التل ، وان المهاجمين خسروا اكثر من ستين قتيلا ، عندما قام الطيران بقصف مستودعات الدخيرة بهم ، عند دخولهم الجهة الشمالية للتل ، وقتل منهم ستين عنصرا ، وهو رقم اكده المرصد السوري لحقوق الانسان النقرب من المعارضة. قوات الجيش تحاول احتواء الهجوم والقيام بهجوم معاكس بقصف التل بالطيران المروحي والمدفعية لاستعادته .
المسلحون يحاولون التقدم نحو تل جموع الواقع على مسافة نحو خمسة كيلومترات الى الجنوب من نوى.للامساك بالطرق الرئيسية وربط مناطق سيطرتهم في ريف درعا الجنوبي وريف القنيطرة حتى الشريط الفاصل مع جيش الاحتلال . نواة القوة المهاجمة أصبحت النصرة ،ولوآءان من احرار الشام ، وكتائب الصحابة ، وغرباء الشام . وخمسون في المئة من المقاتلين سعوديون واردنيون ، الكتائب المحلية ، كلواء شهداء اليرموك ، وفلوجة حوران اصيبت بخسائر كبيرة ، اربعون قتيلا من الوية امية وشهداء حوران ، واحرار نوى. دافع عن تل الجابية اللواء مئة واثنا عشر ،واللواء واحد وستون المدرع ، اللذان لا يملكان عديدا كثيفا في منطقة انتشارهما .
ومن الواضح ان تغييرا مهما طرآ بعد المعركة على تلة الجابية على خريطة المعارك في الجبهة الجنوبية ، على طول سهل حوران وريف القنيطرة الجنوبي . اذ سيطرت المعارضة المسلحة للمرة الاولى ، على منطقة حماية الاول الممتدة من جنوب نوى باتجاه الغرب نحو الشيخ سعد ، تسيل ، وادي اليرموك . كما تمددت في منطقة انتشار الثاني من غرب نوى حتى خط الفصل في الجولان مع جيش الاحتلال الاسرائيلي ، بدئا من الرفيد ، السكرية ، النصرية ، غدير البستان ، عين التينة ، صيدا .
والاخطر في تقدم المعارضة في المنطقة ، انها تشرع الباب امام نشوء منطقة عازلة مع الاحتلال وتستند اليه لحماية خطوط امدادها بحكم الواقع الجديد ، مع استكمال المعارضة انتشارها في ثلاثين كيلومترا ، من المنطقة العازلة ، من اصل ثلاثة واربعين كيلومترا .
اذ تسيطر الالوية الجهادية والمحلية على خط يمتد من وادي اليرموك جنوبا ، حتى مجدل شمس شمالا ،وانجزت المعارضة وصل التل الاحمر الغربي ، بوادي اليرموك ، فيما لا يزال الجيش السوري يمسك بعشرة كيلومترات اخيرة من مجدل شمس ، حتى خان ارنبة . ولا تزال المعركة الاساسية تنتظر المعارضة التي تحاول منذ اكثر من عامين الاستيلاء على تل الحارة الاستراتيجي ، الذي يتمركز فيه الجيش السوري ، وهو الذي يحكم عقدة المواصلات والامداد ، حتى قطنا على مشارف دمشق ، من نبع الصخز ، حتى قطنا ، والكسوة ، فداريا في غرب الغوطة .
والارجح ان المعارضة التي عجزت عن توجيه هجوم واسع في الجبهة الجنوبية ، كما كان منتظرا في الاسابيع الماضية ، استعاضت عنها بعمليات قضم وهجمات على التلال الحاكمة في سهول حوران ، مستندين الى خطوط امداد تنطلق من وادي اليرموك مع الاردن ، تحت حماية خط الفصل مع الجيش الاسرائيلي ، وبفضل المساعدات اللوجستية والانسانية التي يبدو أن مراكز الاستشفاء الاسرائيلية تقدمها على خطوط الفصل.