قالت السلطات العراقية وشهود عيان إن 50 شخصا قتلوا يوم الاثنين عندما هاجم إنتحاريون تجمعا سياسيا حاشدا وأفرادا من الشرطة والجيش كانوا يدلون بأصواتهم مبكرا في الانتخابات العامة التي تجرى خلال يومين.
وقالت مصادر أمنية إن مهاجما انتحاريا قتل 30 شخصا على الأقل وأصاب 50 آخرين في تجمع سياسي كردي يوم الاثنين في بلدة خانقين على مسافة 140 كيلومترا شمال شرقي بغداد.
وكان الأكراد يحتفلون بظهور الرئيس الكردي جلال الطالباني الذي أقعده المرض منذ أواخر 2012 على شاشة التلفزيون. وكان الطالباني يدلي بصوته في المانيا حيث يخضع لعلاج طبي.
وقال ضابط شرطة اختنق صوته بالدموع بعدما اكتشف أن شقيقه ضمن القتلى “تسلل المهاجم وسط الحشود قرب مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وفجر نفسه مما تسبب في مذبحة مأساوية.”
في اثناء ذلك هاجم مسلحون سنة تنكر معظمهم في ملابس الجيش والشرطة عددا من مراكز الاقتراع في مناطق متفرقة من بغداد وفي شمال العراق اذ يحاول المسلحون تعطيل رابع انتخابات عامة تجري في العراق منذ سقوط صدام حسين في 2003.
ويبدأ سريان حظر تجول اعتبارا من مساء الثلاثاء فيما يستعد العراقيون للتصويت يوم الأربعاء. وتخوض قوات الأمن حربا ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام وهي تنظيم يستلهم نهج القاعدة في محافظة الأنبار الغربية وغيرها من المناطق المحيطة بالعاصمة.
ويسعى رئيس الوزراء نوري المالكي للفوز بولاية ثالثة لكنه يواجه معارضة شرسة من معارضين سياسيين مع بلوغ العنف الطائفي في البلد الذي تسكنه أغلبية شيعية أعلى مستوياته منذ عام 2008.
وفي حي المنصور ببغداد قالت مصادر في الشرطة ومصادر طبية إن ستة من أفراد الشرطة لاقوا حتفهم وأصيب 16 آخرون عندما فجر انتحاري يرتدي زي الشرطة المتفجرات التي كانت بحوزته عند مدخل مدرسة كانت تستخدم كمركز اقتراع.
وفي حي الأعظمية السني فجر انتحاري نفسه أمام مركز آخر للاقتراع مما أدى إلى مقتل أربعة جنود وإصابة سبعة. وكان أحمد سلطان ينتظر دوره للتصويت وقال “شاهدنا شخصا يرتدي زي الجيش يخرج من شارع جانبي. بدأ يجري في اتجاهنا فلذنا جميعا بالفرار بعد أن أدركنا انه انتحاري.”
وهدد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي يريد إقامة خلافة إسلامية السنة بالقتل إذا شاركوا في التصويت.
وفي شمال العراق حيث يشن هذا التنظيم هجمات على قوات الأمن تتنوع بين الكمائن والاغتيالات وتفجير منازلهم قتل مالا يقل عن عشرة من أفراد الشرطة.
وفي طوزخرماتو قالت الشرطة إن انتحاريا يرتدي زي الشرطة فجر نفسه قرب مركز اقتراع فقتل ثلاثة من رجال الشرطة وأصاب تسعة.
وهاجم مسلحون سنة مرارا المنطقة التي تسكنها الأقلية التركمانية الشيعية. وفجر انتحاري يرتدي زي الشرطة نفسه فقتل ستة من أفراد الشرطة عند مركز للاقتراع في مدينة كركوك بشمال البلاد.
وذكرت الشرطة أن جنديا قتل وأصيب أربعة عندما فجر انتحاري يرتدي زي الجيش نفسه قرب مركز اقتراع في بلدة الحويجة التي تقع على بعد 70 كيلومترا جنوب غربي مدينة كركوك