- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لقاء حريري باسيل: اتفاق على عدم الاتفاق

Capture d’écran 2014-04-30 à 01.51.08باريس – بسّام الطيارة

لم ييتفقوا على تأييد عون ولكن على ماذا اتفقوا؟  التقوا على تفادي الفراغ الرئاسي واتفقوا على ضرورة إنجاز الاستحقاق ضمن الفترات الدستورية. بدا واضحاً أن سعد الحريري لا ينوي أن «يكسرها مع عون» حسب قول مقرب من الحريري الذي يرى أن الحوار «مهم جداً لمحافظة على أجواء اإيجابية». يشدد هذا المصدر  على القول بأنه «من غير الممكن أن يدعم الحريري عون» مع الاعتراف بأن هذا الاستحقاق يجب أن يكون «مسيحياً بالمطلق»،
بعد خمس ساعات من لقاء بدأ على مائدة الغداء وضم الحريري وجبران باسيل ووزير التربية الياس أبو صعب، لم توحي أجواء اللقاء بأن اي اتفاق بات ممكناً. وتفسر أوساط الحريري بأن «١٤ آذار لا يريد التخلي عن جعجع» إلا أن هذه اللازمة لا تعني «عدم التخلي عن سمير جعجع بالذات» حسب هذه الأوساط بل «ترك الأمور في أيادي القوى المسيحية»، وهو ما يمكن أن يتم التطرق إليه خلال لقاء البطريرك الراعي والحريري.
إذا هذا اللقاء الذي تم عشية انعقاد الجلسة الثانية لمجس النواب لانتخاب رئيس للبنان، ولم يسفر عن أي تقدم في «مسلسل الوعود التي يتعلق بها الجنرال عون» والتي يقول مصدر فرنسي إنها «فبركة أميركية». وحسب أكثر من مصدر متابع هنا في باريس فإن الفرنسيين الذين يعتبرون «أنهم يحملون تكليف أميركي سعودي» لهم بإدارة ملف الرئاسة اللبنانية وهو ما يقوم به «مانويل بون» مستشار الرئيس فرنسوا هولاند أكان عبر زياراته إلى بيروت  حيث التقى خلالها القوى الأساسية أو عبر استقباله لـ«زوار» باريس. المصادر الفرنسية «لا ترى أي إمكانية» لقبول «تيار المستقبل بعون» وترى هذه المصادر أن «الحديث عن محاولات أميركية لاقناع السعودية بالقبول بعون رئيساً» هي نوع من «البروباغاندا الاستباقية» التي تحاول فرض الجنرال كـ«مرشح توافقي» في حين يعلم الجميع ن الأمر ليس كذلك. ولا يتردد المقربون من الجنرال من التلويح بأن «مطالب الأميركيين ممكن أن تلاقي قبولاً لدى فريق ٨ آذار» خصوصاً وأن «مسألة سلاح حزب الله ليست ضمن حزمة هذه المطالب الأميركية» حسب تلك المصادر المقربة من الجنرال، التي تؤكد أن مجمل الضمانات تتعلق بلبنان وسياسة الجيش والنفط، من دون أن «ينكر» هؤلاء (حسب قولهم) بأن واشنطن ترى «أن الجنرال يستطيع أن يمون على حزب الله» مع «الاعتراف» بأن أكثر ما يمكن أن يطلب من الحزب هو «تعجيل الانسحاب من سوريا».
إلى أين يمكن أن تسير الأمور؟ ديفيد هيل السفير الأميركي في لبنان كان من عداد «زوار باريس» هذ الأيام، وهو يتوجه بعد يومين (الجمعة) إلى السعودية حاملاً «أفكاراً جديدة» يؤكد المتابعون هنا بأن هذه الأفكار تدور في «ضمن مجموعة حلقات منها حلقة إقليمية» يمكن أن تقود إلى مراجعة بعض القوى اللبنانية «الفيتو موضوع على اسم قائد الجيش جان قهوجي» لأسباب يقال إنها مبدأية ولكن يمكن تدجينها عبر ضغط سعودي وقبول سعد الحريري وهو اسم لا ينفر حزب الله ويمكن أن يستفيد من هذا السياق الجنرال بشكل غير مباشر عبر جائزة ترضية تكون بتسلم «شامل روكز» قيادة الجيش.