أوكرانيا: عودة الستار الحديدي
شجبت موسكو الثلاثاء العقوبات الغربية الجديدة على اعتبار انها تعني فرض “ستار حديدي” جديد بإيعاز من واشنطن وتدفع الازمة الاوكرانية الى “حائط مسدود” فيما يستمر التوتر في المنطقة الشرقية الناطقة بالروسية.
ونشرت الجريدة الرسمية للاتحاد الاوروبي الثلاثاء لائحة الاشخاص الذين تعتبرهم “مسؤولين عن اعمال تهدد وحدة اراضي اوكرانيا وسيادتها واستقلالها” وبينهم زعماء مجموعات انفصالية في شرق اوكرانيا. وتشمل اللائحة ايضا رئيس هيئة اركان الجيش الروسي ومدير الاستخبارات العسكرية.
وبدورها قررت اليابان الثلاثاء منع تأشيرات الدخول عن 23 روسيا من دون ان تعلن عن اسمائهم، فيما توعدت موسكو بالرد على قرار طوكيو.
وكان الاميركيون اعلنوا الاثنين عن عقوبات تطال سبعة مسؤولين روس و17 شركة مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وستعيد واشنطن ايضا النظر في شروط تصدير بعض المعدات المتطورة الى روسيا والتي يمكن ان يكون لها استخدام عسكري.
وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء في هافانا العقوبات الغربية. وقال خلال لقاء مع نظيره الكوبي برونو رودريغيس “نرفض العقوبات ايا كانت، وخصوصا العقوبات التي تبنتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي خلافا لأي منطق على خلفية الأحداث في اوكرانيا”.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف حذر ان العقوبات “تضرب شركاتنا وقطاعات التكنولوجيا الفائقة. انها عودة الى النظام الذي انشىء في 1949 عندما اغلق الغربيون الستار الحديدي امام نقل التكنولوجيا الى الاتحاد السوفياتي ودول اخرى”.
ومن جهته اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين ان “هذه سياسة غير بناءة على الاطلاق (…) وتدفع الوضع المتأزم أصلا في اوكرانيا نحو حائط مسدود”.
كذلك صرح نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين الثلاثاء ان الولايات المتحدة “تعرض” روادها على محطة الفضاء الدولية للخطر عبر تبني عقوبات على موسكو قد تؤثر على قطاع الفضاء الروسي.
وتعتمد الولايات المتحدة منذ 2011 على صواريخ سويوز الروسية لنقل روادها من محطة الفضاء الدولية واليها.
الى ذلك حذرت شركة غازبروم الروسية الثلاثاء السوق المالية من مخاطر الازمة الاوكرانية والعقوبات ضد موسكو على الارباح والبورصة.
ويتهم الغربيون موسكو بتازيم الوضع في اوكرانيا وتحريك قواتها على الحدود الشرقية بعد حشد 40 الف جندي بحسب الاطلسي.
والاثنين اكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لنظيره الاميركي تشاك هيغل ان “القوات الروسية لن تجتاح اوكرانيا”.
وقال شويغو ان “روسيا ارغمت على اطلاق مناورات واسعة النطاق قرب الحدود مع اوكرانيا في مواجهة احتمال حصول تحرك عسكري (اوكراني) ضد المدنيين. وما ان اعلنت السلطات الاوكرانية انها لن تستخدم الوحدات العسكرية النظامية ضد الشعب الاعزل، فان القوات الروسية عادت الى ثكناتها”.
ونفى شويغو ايضا “بشكل قاطع وجود مجموعات تخريب روسية في جنوب شرق اوكرانيا”.
ومن جهته اشار مسؤول في حلف الاطلسي الثلاثاء انه ليس لديهم “اي معلومات حتى الساعة تشير الى انسحاب القوات الروسية من الحدود الاوكرانية”.
وارسلت كندا الثلاثاء ست طائرات مقاتلات “اف 18” الى رومانيا للمشاركة في اطار الحلف الاطلسي في مهمة مراقبة المجال الجوي لوسط وغرب اوروبا على خلفية الازمة الاوكرانية.
وكانت بريطانيا وفرنسا نشرتا مقاتلات الاثنين لتعزيز الدوريات الجوية لقوات الحلف الاطلسي فوق منطقة البلطيق. كما اعلنت الولايات المتحدة الاسبوع الماضي انها سترسل 600 جندي الى بولندا ودول البلطيق.
وبالرغم من الحرب الدبلوماسية الدائرة بينهم، يعقد الاتحاد الاوروبي وروسيا واوكرانيا في الثاني من ايار/مايو في وارسو اجتماعا مخصصا لضمان وصول امدادات الغاز الروسي الى اوكرانيا والاتحاد الاوروبي، كما اعلنت المفوضية الاوروبية الثلاثاء.
وفي شرق اوكرانيا، يستمر التوتر فيما لا يزال مصير مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا المحتجزين لدى عناصر موالية للروس غير معروف.
وتوجه الامين العام لمنظمة الامن والتعاون لامبيرتو زانييه الثلاثاء الى كييف حيث من المفترض ان يلتقي وزير الخارجية الاوكراني اندريه ديشتشيستا.
ولم تحصل اي تطورات ميدانية جديدة في سلافيانسك معقل المتمردين في شرق اوكرانيا، والخارجة منذ اكثر من اسبوعين عن سيطرة كييف، وحيث يحتجر الموالون لروسيا مراقبي المنظمة الاوروبية.
واكد رئيس بلدية سلافيانسك فياتشيسلاف بانوماريف الاثنين “انهم على قيد الحياة جميعا وفي صحة جيدة”.
ويحتجز المتمردون في سلافيانسك ايضا منذ الاحد ثلاثة ضباط اوكرانيين يتهمونهم بالتجسس.
وفي لوغانسك، هاجم حوالي ثلاثة آلاف متظاهر من الموالين لروسيا الثلاثاء مقر الادارة المحلية، وفق ما نقل موفد وكالة فرانس برس.
وقام حوالي 20 شابا مسلحين بقضبان حديد بكسر احدى نوافذ المبنى في غياب الشرطة، في حين وقف المتظاهرون في الخارج بانتظار الدخول.
واستبدل المتظاهرون العلم الاوكراني على المبنى بالعلم الروسي. ويسيطر الموالون لروسيا منذ بداية نيسان/ابريل على مباني الاجهزة الامنية في المدينة، التي يبلغ عدد سكانها 465 الفا.
اما رئيس بلدية خاركيف المؤيد للروس غينادي كيرنس الذي اصيب بجروح بالغة الاثنين في اعتداء في مدينته فنقل الى اسرائيل لتلقي العلاج الطبي كما اعلن ممثل للبلدية على فيسبوك.
واضاف ممثل البلدية ان كيرنس نقل مساء الى المطار، وهو يتلقى العلاج في مستشفى اليشع في حيفا. وتابع “يبدو انه لن يكون بحاجة الى عمليات جراحية اخرى”.
والتوتر بين الموالين لروسيا والمناهضين لها في اوكرانيا يبقى على اشده ايضا في مدن اخرى في شرق البلاد. واقتحم موالون للروس الاثنين مبنى بلدية كوستيانتينيفكا حيث رفعوا علم “جمهورية دونيتسك”. وبالاجمال اصبحت القوات الموالية للروس تحتل مباني رسمية في 12 مدينة في شرق اوكرانيا.
ومساء الاثنين اعتدى ناشطون موالون لروسيا يحملون هراوات وسكاكين على تظاهرة داعمة للسلطات في كييف، ما اسفر عن سقوط حوالي عشرة جرحى.