- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سوريا: ما بعد حمص…قتال في الدار الكبيرة

Capture d’écran 2014-05-07 à 13.43.19حمص- بدري ونوس (خاص)
خلال ساعات تطوى صفحة حمص كعاصمة للثورة . ومع اكتمال عملية اجلاء اكثر من الف  مقاتل ، وعائلاتهم ، من حمص القديمة ، تخرج حمص من البيانات العسكرية للمعارضة السورية المسلحة ، وتبدآ عملية تقييم لما حدث خلال عام ونصف من القتال حول قلب المنطقة الوسطى في سوريا . ملاحظة اولية ، تشكل مؤشرا مهما على استمرار هروب المعارضة  الى الامام ، والالتفاف على واجب محاسبة النفس لما جرى في حمص : الائتلاف تحاشى الاشارة الى الهزيمة ، وعمم على اعلامه ضرورة وصف ما يجرى بالنكسة ، كي لا يعترف بالهزيمة, ويعمل على تغطية هزيمته بالاحتفال باستقبال باراك حسين اوباما لاحمد الجربا ، زعيم الائتلاف في البيت الابيض ، باعتباره فاتحة انتصارات سياسية وعسكرية مقبلة   .
فخلال المفاوضات في فندق السفير الحمصي ، بين مشايخ المعارضة المسلحة ، واللواء احمد ابراهيم ، مسؤول اللجنة الامنية في حمص ، قدمت المعارضة هزيمتها ، انتصارا  كبيرا  ، لمجرد خروج المقاتلين احياءا من حمص القديمة  ، مع بنادقهم الخفيفة ، وحقيبة ثياب ، تاركين خلفهم ، متاريسهم ، وحصونهم لجنود الجيش السوري .
وحتى الانجاز الذي تحقق بخروج المقاتلين احياءا من حمص ، يبدو مؤقتا ، ومهددا بتفاصيل الاتفاق نفسه .  ينسحب المقاتلون ، من الفخ الحمصي القاتل ، الى فخ اخر في وجهتهم الانسحابية . اذ لا تشكل الدار الكبيرة ، وجهة الانسحاب التي اختاروها ، موقعا افضل بكثير ، من جورة الشياح او القرابيص ، او ابواب هود والسباع ، او الوعر ، الذي ينضم جزء من مسلحيه ، بموجب الاتفاق ، الى اعداء الامس  ، وهي رسالة تصيب مقتلا من معنويات المقاتلين ، فضلا عن انهيار الرمز الحمصي ، عاصمة الثورة .  كما ان الجيش السوري ، يقف على مداخل الدار الكبيرة ، لاستئناف المعركة ، فيما رفضت “داعش ” استقبال “المتخاذلين ” عن القتال في الرستن القريبة ،فيما اغلقت “تلبيسة ” وجهتهم الاولى الابواب بوجههم ، بعد ان رفض مسلحوها منح الملجآ لجماعة مهزومة .
وخلال ساعات ، يغلق الجيش السوري عاما كاملا من القتال لاستعادة حمص ، المدينة واريافها الغربية والجنوبية وجزء كبيو من ريفيها الشرقي والغربي . وكانت العملية بدآت في نيسان من العام الماضي ، مع الاستيلاء على قرى حوض العاصي الغربي ، واقتحام القصير في الخامس من حزيران .
ويستكمل الجيش السوري ، بسط سلطة دمشق على قلب سوريا الاساسية : من درعا ، مرورا بالغوطتين ، اللتين تشهدان اخر المعارك ، لفك الطوق المسلح عنها ، وطرد المعارضة المسلحة منها . ومع استعادة القلمون ، اعاد الجيش السوري ، وصل دمشق ، بقلب المنطقة الوسطى ، والساحل الغربي ، وجزء كبير من الشمال الحلبي ، الذي استعاد فيه المبادرة على الارض ، وبات يهدد معاقل المعارضة في شرقها ، بعد احتوآء هجومها على شرق المدينة .
ومع هزيمة حمص ، التي يتحاشى  النظام السوري وصفها في اعلامه كذلك ، بناءا  على طلب المفاوضين ، خلال عملية الانسحاب ، تفاديا لاستفزاز المنسحبين,تضيق الارض التي يقف عليها المعارضون ، كما تضيق قدرتهم على استعادة المبادرة ، بعد فشل معركة الانفال في تحقيق اي تقدم في حلب . ومع ذلك ليس مؤكدا ،  ان تجري الانتخابات الرئاسية في اجواء هادئة وهو احد الاهداف التي حققها استعادة المنطقة الوسطى  ، ولكن ستة عشر مليون سوري ، باتوا في عهدة المناطق التي سيطر عليها النظام ، مع استعادة حمص احد الاحواض السكانية الكبرى في سوريا، وهؤلاء سينتخبون بمجرد وجودهم على خارطة دمشق ، للمنتصر في هذه المعركة .