قال الزعيم الايراني الأعلى آية الله علي خامنئي يوم الأحد إن التوقعات الغربية بأن تحد إيران من برنامجها الصاروخي “غبية وحمقاء” وذلك قبيل بدء جولة جديدة من المحادثات النووية.
ودعا خامنئي أيضا الحرس الثوري إلى إنتاج الصواريخ بكميات ضخمة قائلا إن المفاوضات النووية ليست المكان الملائم لمناقشة البرنامج الدفاعي لطهران أو لحل مشكلة العقوبات التي تضر بالاقتصاد الإيراني.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن خامنئي قوله لدى زيارته معرض طيران أقامه الحرس الثوري “إنهم يتوقعون منا أن نحد من برنامجنا الصاروخي في حين يهددون ايران باستمرار بتحرك عسكري.”
واضاف “لذا فهذا توقع غبي وأحمق.. يجب بالتأكيد على الحرس الثوري أن ينفذ برنامجه وألا يرضى بالمستوى الحالي. يجب ان ينتجوا بكميات ضخمة. هذا واجب أساسي على كل المسؤولين العسكريين.”
وعبرت الولايات المتحدة وحلفاؤها عن القلق بشأن برنامج ايران الصاروخي خشية أن يمكن للصواريخ حمل رؤوس نووية. وتنفي إيران منذ أمد بعيد امتلاكها لأي خطط لانتاج أسلحة نووية.
وستعاود إيران والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا الاجتماع في فيينا في محاولة لتسوية الخلافات بشأن كيفية إنهاء الأزمة المستمرة منذ أمد طويل بشأن الشكوك بأن طهران تسعى لإنتاج أسلحة نووية.
وعلى الرغم من أن الصواريخ ليست محور المحادثات المتعلقة بالأنشطة النووية الإيرانية التي تتركز على إنتاج المواد التي يمكن استخدامها في القنابل الذرية فإن الدول الغربية ستود بحث موضوع الصواريخ في المحادثات النووية.
ولدى إيران واحد من أكبر برامج الصواريخ في الشرق الأوسط وتعتبره ضرورة دفاعية احترازية في مواجهة الولايات المتحدة وغيرها من الخصوم كإسرائيل.
وتنفي إيران اتهامات بأنها تسعى لامتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية. وتصر على أن الصواريخ جزء من قواتها المسلحة التقليدية وتستبعد ضمها إلى جدول المباحثات النووية.
وبدت تصريحات خامنئي مناقضة لتصريحات أكثر تصالحية أدلى بها في وقت سابق الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي قال إنه يريد أن تشرح إيران بصورة أفضل برنامجها النووي من أجل منع “ذوي العقلية الشريرة” من تضليل الرأي العام العالمي.
وطالبت القوى الغربية منذ وقت طويل بمزيد من الانفتاح من جانب إيران بغرض التعامل مع هذه المخاوف وتجنب تصاعد الموقف نحو نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط حيث تهدد إسرائيل بمهاجمة إيران إذا أخفقت الجهود الدبلوماسية مع إيران.
وروحاني معتدل نسبيا بالنسبة لسلفه المتشدد محمود أحمدي نجاد الذي استخدم شعارات حادة خلال حكمه الذي استمر ثمانية أعوام مما زاد التصميم الدولي على وضع حد للبرنامج النووي الإيراني.
وأيد خامنئي صاحب الكلمة الأخيرة في جميع شؤون إيران انفتاح روحاني الحذر على الغرب وكذا المحادثات النووية ولكنه قال أيضا إنه يشك في أن الغرب مستعد للتخلي عما يراه عداوة إزاء طهران.
وأعرب يوم الأحد عن مزيد من الهواجس.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عنه قوله “كنت على الدوام أؤيد مبادرة التفاوض في السياسة الخارجية.. ولكن على المرء ألا يربط احتياجات بلادنا وقضايا مثل العقوبات بالمحادثات (النووية).. ينبغي على المسؤولين أن يتعاملوا مع قضية العقوبات بطريقة أخرى.”
وأوقفت إيران في يناير كانون الثاني أكثر عملياتها النووية حساسية في إطار اتفاق أولي مع القوى العالمية وهو ما أدى إلى بعض التخفيف للعقوبات الاقتصادية المؤثرة والتي أضرت باقتصاد البلاد.
وقال روحاني إنه إذا اختارت إيران أن تخصب اليورانيوم إلى مستوى نقاء 20 في المئة فبمقدورها أن تفعل ذلك وهو أكثر انشطتها النووية حساسية لأنه لا تفصله سوى خطوة فنية صغيرة عن المستوى المطلوب لإنتاج أسلحة نووية.
وقال “أردنا أن نقول للعالم إن أنشطتنا تتحرك في الاتجاه الصحيح: وحين نقول أن بمقدورنا التخصيب لنسبة 3.5 في المئة فيمكننا فعل ذلك. وإذا لزم الأمر فسنقوم (بالتخصيب لنسبة) 20 في المئة.”
ووافقت إيران بموجب اتفاق 24 نوفمبر تشرين الثاني على تجنب التخصيب لنسبة 20 في المئة.