الرئيسية » مختارات »

ثورة أنصار #القذافي تحت رماد الفوضى

Capture d’écran 2014-05-18 à 23.56.59تزداد معاناة المواطنين الليبيين مع انتشار الفوضى وانعدام الأمن. ويرى المراقبون أن استمرار الوضع على هذا المنوال يزيد «الحنان لعهد القذافي»، وقد يؤهب لثورة «قذافية». وقد قام فريق صحيفة «لوموند» بتحقيق على الأرض يفيد بشكل لا يترك مجالاً للشك بأن القوى التي تؤيد القذافي الراحل ما زالت متماسكة وتنتظر الفرصة المؤاتية لـ…الثورة.

كتب مراسل «لوموند» الخاص يصف الوضع المعيشي وحالة القلقل التي تسيطر على الليبيين وخصوصاً الذين كانوا مؤيدين للقذافي أو عملوا في إدارته، والذين هربوا إما إلى تونس والجزائر أو إلى مصر. ويصف أحد أقارب الزّعيم الليبي السابق، معمر القذافي، الذي كان جالسًا على شرفة مقهى بتونس، وهو رجل يبلغ من العمر 39 سنة، وهو من بين الآلاف من الرّجال والنّساء الذّين فروا بلدهم ليبيا نحو قرابة ثلاث سنوات، وجعلوا من تونس أكبر مخيم للاجئين لا يحمل أيّ اسم.

وقال بصوت تعلوه نبرة من الحزن: “لقد أدركت للتوّ أنّ كلّ شيء ذهب هباء عندما حلت “هيلاري كلينتون” بطرابلس يوم 18 أكتوبر 2011″ وبعدما قُتل قريبه المشهور “سعدي”.

في هذا المكان لا توجد أيّه خيمة، ولا منظمة إنسانية، لكن في العديد من الأحياء أو المدن التونسية مثل الحمامات وسوس ونابل وقابس، نجد مباني بأكملها تأوي العديد من العائلات الليبية والتّي يتزايد عددها يومًا بعد يوم والتّي تعرف أوضاعًا متدهورة، وحسب تقديرات وزارة الداخلية التونسية فإنّ عددهم وصل من 600 ألف إلى مليون لاجئ ليبي. وإذا أضفنا عدد هؤلاء إلى عدد اللاجئين المتواجدين في مصر، يمكننا القول إنّ هناك أكثر من مليوني ليبي متواجدون حاليًا خارج الحدود اللّيبية، علمًا أنّ عدد سكانها لا يتجاوز ستة ملايين، وهي أرقام مرعبة.

وافتتحت في تونس خمس مدارس هذا العام، وقامت الحكومة اللّيبية بتمويلها عندما أدركت هول هذه الظاهرة المتفشية، ويقول هشام فتحي بوشعلة، التّابع للملحق الثّقافي اللّيبي في تونس إنّ: “هذه المدارس مجانية، ونحن نحاول إدماج أكبر عدد من الأطفال اللّيبيين”، لكن هذه المهمة لا تبدو دائمًا سهلة. وداخل المدرسة الصّغيرة الجميلة المتواجدة في الحي الراقي لـ”موتويل فيل”، والتّي تستقبل 300 تلميذ، الكثير منهم يرفضون التّغني بالنّشيد الوطني الجديد ويديرون أنظارهم لمرأى العلم الجديد لليبيا وهو شعار احتفال “ثورة 17 فيفري” 2011.

وتعتبر الأغلبية السّاحقة من العائلات موالية للقذافي وأعضاء من قبيلة “سيرت” و”بني وليد” أو “ورشفانا” أو ينتمون إلى النّظام السّابق. وقالت أمال بن عايد، وهي معلمة: “في البداية كان هناك الكثير من المشاجرات، كان ذلك صعبًا، كان لابدّ من تلقينهم كيف يبدؤون العيش من جديد من أجل البلد وليس من أجل شخص، ولكن القذافي لا يزال دائمًا حاضرًا”.

ففي منزل “شهد” نرى صوره في كلّ مكان، فنجده معلقا في ميدالية سلسلة حول العنق أو في صورة مشدودة على حيطان الصالون أو على الشاشة التلفزيون التّي تبثها القناة الخضراء وهي قناة موالية للقذافي والتي تذيع حلقات من مشاهد الحرب، والصور البشعة التي ارتكبها المتمردون ولقطات من خطاب الزّعيم السّابق اللّيبي. و”شهد” التّي تبلغ 32 عامًا، كانت فرّت من طرابلس، أيامًا قلائل بعد سقوط العاصمة، وتقول المرأة الشابة هامسةً: “لم أكن أعتقد أن أخرج سالمة”.

وقد بدأت بمظاهرات “سلمية” مساندة النّظام لتنظم بعدها في صفوف العسكر قبل أن يلقي عليها القبض المتمردون في 28 أوت 2011، وتروي الشّابة: “لقد تمّ احتجازي في السّجن لمدة ثلاثة أشهر، أوله كان في سجن “تاجورا” وكان الأسوأ”.

وقام زعيم المليشيا باغتصابها لمدة خمسة أيام وتقول أيضًا أنّه تمّ ضربها وتعذيبها بـ”أنابيب غاز”، وتضيف: “لو استعدنا العلم الأخضر ولو عاد “سيف الإسلام” ربما ستلتئم الجروح، غير أنّني لا أجرؤ تصوّر مدى الكراهية التّي يكنّها أولئك الأشخاص المتواجدون داخل السّجون”. وتتحدث عن “الكراهية” وعن “الانتقام” مثل الكثير من اللّاجئين الذّين لا يعترفون بليبيا الجديدة والتّي يعتبرونها “خاضعة” كما يقولون “للإسلاميين والإرهابيين”.

“بالنسبة إلينا لم تكن ثورة بل خراب وتدمير”، يقول أحد المعلمين الجامعيين القدامى والذّي كان كذلك المسؤول السّابق للشبيبة في مدينة يرفض أن يصرح لنا باسمها. ويضيف: “كلّ ما حدث هي غلطة الحلف الأطلسي والغرب، ماذا ينتظرون لفعل شيء ما؟ لقد أرسلت ابني البالغ من العمر تسع سنوات إلى ليبيا والآن أصبح يعرف جميع الأسلحة، وظلت العائلة في منعزل”. وكان “حميد” البالغ من العمر 50 سنة قد فرّ من ليبيا في شهر أوت 2011 ليتوجه أولاً نحو مصر: “هناك كانت الأوضاع أسوأ، لقد كنا ننام أربعتنا في الغرفة ذاتها، حتّى إنّ البعض كانوا ينامون في القبور”.

ويؤكد عاطف، البالغ 32 سنة: “لقد قضيت عامًا وثمانية أشهر في مصر، إخوتي لا يزالون هناك، إنّها كارثة”، وينحدر هذا الشاب من مدينة “زنتن” وكان يعمل في جمعية إنسانية مع “سيف الإسلام القذافي”، وكان إخوته “يتبوءون مناصب سامية في الشركات” في عهد النظام السابق. ويؤكّد عاطف بأنّه دفع قرابة 50000 دينار تونسي (أي ما يعادل 23000 أورو) لاجتياز الحدود التّونسية في “راس جدير”. وقرر منذ خمسة أشهر إرسال زوجته وأبنائه الثلاثة إلى ليبيا، ويقول: “لم أعد قادرًا على تحمل نفقات العائلة، ولست الوحيد الذّي قام بذلك، كما أنّه هناك العديد من المقاهي في تونس تشغل نساء ليبيات لممارسة الدعارة لكسب لقمة عيشهن. لقد أصبحنا نحن الليبيين لا نملك أيّة قيمة في أيّ بلد كان، كلّ هذا كانت غلطة ساركوزي”.

وقد أدى التواجد الهائل لليبيين في تونس إلى زيادة أسعار العقارات والسكنات، فهم لا يحوزون لا على أوراق ولا بطاقات إقامة ولا ترخيصات للعمل، وجودهم هو المسموح فقط. ويقول علي عروي، المتحدث باسم الوزارة الداخلية التونسية والتّي تتكلف بوثائق الأجانب: “منذ ثلاث سنوات تمّ تسليم أكثر من 1000 بطاقة إقامة، على وجه الخصوص، لرجال أعمال يملكون مؤسسات”.

ويقول أحد أعضاء قبيلة “ورشفانة”: “بدأت أشاهد بعضهم يتوسل في شارع بورقيبة، يا للعار”. ومنذ أسبوع لم يتمكن من تسديد إيجار شقته ذات غرفتين التّي يقطنها في الطابق العلوي لمنزل صغير مع زوجته وأخت زوجته.

وهو والد لأربعة أطفال يبلغ كل واحد منهم 15 سنة، و14 سنة، و9 سنوات و6 سنوات، وكان يشغل وظيفة شرطي سابقًا، أقام في تونس منذ ثلاث سنوات حيث باع كلّ ما يملكه قبل الرحيل، زوجته كانت تشغل منصب معلمة إلاّ أنه تمّ طردها، وهو اليوم منهمك في كيفية تسديد إيجاره الذّي يبلغ 1000 دينار تونسي (450 أورو) كلّ شهر وكذلك في صلاحية جواز سفره التّي تنتهي مدتها قريبًا. ويقول متنهدًا: “أردت تغيير جنسيتي حتّى وإن تحصلت على الجنسية التشادية”.

ويكون “عبد المنعم” من بين اللّاجئين الذّين وصلوا من بين الأواخر، وأصله من مدينة “سيرت” وعضو في قبيلة القذافي وقد استطاع الرحيل إلى تونس بفضل مساعدة شبكات داخلية قوية ومقابل تسديد مبلغ معيّن. وقد اهتم به “مرافق”، ويؤكد بمرارة قائلاً: “هناك شيئان اثنان يمنع لفظهما عند اجتياز الحدود: سيرت والقذافي. لقد أخذوا منّا كلّ شيء، أملاكنا وسياراتنا. إنّهم يأتونا عندنا كلّ أسبوع ليأخذوا منّا شيئًا ما، لم أستطع تحمّل ذلك”.

وقد أصبحت مدينة القذافي، اليوم، والتي تعد مسقط رأسه، مكانًا معززًا للقوات الإسلامية الراديكالية “أنصار الشريعة” وفتحت قناة تلفزيونية خاصة بها، لقد أصبحت “جحيمًا” بكلّ معنى الكلمة. إنّه عاش ذلك الجحيم عندما كان في طرابلس وسُجن لمدة شهرين في نهاية الحرب. “كان كل يوم، على الساعة الخامسة زوالا، يحل علينا أطفال بأسلاك كهربائية ويضربوننا بها، في المساء كان يحل علينا السكارى ويفعلون بنا ما شاؤوا”.

كان بعض أعضاء من عائلة القذافي لم يستقل، أحدهم فرّ عن طريق النيجر كأحد أبناء القذافي “سعدي القذافي”، قبل أن يعيدوه إلى ليبيا في شهر مارس الماضي، لقد ذهب للقتال في الجنوب اللّيبي منذ أربعة أشهر. وقد شهدت “سبحة” في منطقة “فرزان” مواجهات عنيفة في شهر جانفي الماضي وخلفت الكثير من الموتى.

ويؤكد الرجل بأنّ: “طائرات قطرية قامت بقصفنا، لقد قمنا باصطياد واحدة منها في القاعدة العسكرية لتامنهانت”. ويضيف: “إذا لم يحدث أيّ شيء خلال عامين اثنين سأعود إلى النيجر أو إلى الصحراء، حيث يمكننا التفاهم حتّى مع المتطرفين. وفي خلال ثلاثة أشهر، يمكننا استرداد السلطة، هل تفهمون؟ خلال ثلاثة أشهر”.

اُكتب تعليقك (Your comment):

صحافة اسرائيل

إعلان

خاص «برس - نت»

صفحة رأي

مدونات الكتاب

آخر التعليقات

    أخبار بووم على الفيسبوك

    تابعنا على تويتر

    Translate »
    We use cookies to personalise content and ads, to provide social media features and to analyse our traffic. We also share information about your use of our site with our social media, advertising and analytics partners.
    Cookies settings
    Accept
    Privacy & Cookie policy
    Privacy & Cookies policy
    Cookie name Active

    Privacy Policy

    What information do we collect?

    We collect information from you when you register on our site or place an order. When ordering or registering on our site, as appropriate, you may be asked to enter your: name, e-mail address or mailing address.

    What do we use your information for?

    Any of the information we collect from you may be used in one of the following ways: To personalize your experience (your information helps us to better respond to your individual needs) To improve our website (we continually strive to improve our website offerings based on the information and feedback we receive from you) To improve customer service (your information helps us to more effectively respond to your customer service requests and support needs) To process transactions Your information, whether public or private, will not be sold, exchanged, transferred, or given to any other company for any reason whatsoever, without your consent, other than for the express purpose of delivering the purchased product or service requested. To administer a contest, promotion, survey or other site feature To send periodic emails The email address you provide for order processing, will only be used to send you information and updates pertaining to your order.

    How do we protect your information?

    We implement a variety of security measures to maintain the safety of your personal information when you place an order or enter, submit, or access your personal information. We offer the use of a secure server. All supplied sensitive/credit information is transmitted via Secure Socket Layer (SSL) technology and then encrypted into our Payment gateway providers database only to be accessible by those authorized with special access rights to such systems, and are required to?keep the information confidential. After a transaction, your private information (credit cards, social security numbers, financials, etc.) will not be kept on file for more than 60 days.

    Do we use cookies?

    Yes (Cookies are small files that a site or its service provider transfers to your computers hard drive through your Web browser (if you allow) that enables the sites or service providers systems to recognize your browser and capture and remember certain information We use cookies to help us remember and process the items in your shopping cart, understand and save your preferences for future visits, keep track of advertisements and compile aggregate data about site traffic and site interaction so that we can offer better site experiences and tools in the future. We may contract with third-party service providers to assist us in better understanding our site visitors. These service providers are not permitted to use the information collected on our behalf except to help us conduct and improve our business. If you prefer, you can choose to have your computer warn you each time a cookie is being sent, or you can choose to turn off all cookies via your browser settings. Like most websites, if you turn your cookies off, some of our services may not function properly. However, you can still place orders by contacting customer service. Google Analytics We use Google Analytics on our sites for anonymous reporting of site usage and for advertising on the site. If you would like to opt-out of Google Analytics monitoring your behaviour on our sites please use this link (https://tools.google.com/dlpage/gaoptout/)

    Do we disclose any information to outside parties?

    We do not sell, trade, or otherwise transfer to outside parties your personally identifiable information. This does not include trusted third parties who assist us in operating our website, conducting our business, or servicing you, so long as those parties agree to keep this information confidential. We may also release your information when we believe release is appropriate to comply with the law, enforce our site policies, or protect ours or others rights, property, or safety. However, non-personally identifiable visitor information may be provided to other parties for marketing, advertising, or other uses.

    Registration

    The minimum information we need to register you is your name, email address and a password. We will ask you more questions for different services, including sales promotions. Unless we say otherwise, you have to answer all the registration questions. We may also ask some other, voluntary questions during registration for certain services (for example, professional networks) so we can gain a clearer understanding of who you are. This also allows us to personalise services for you. To assist us in our marketing, in addition to the data that you provide to us if you register, we may also obtain data from trusted third parties to help us understand what you might be interested in. This ‘profiling’ information is produced from a variety of sources, including publicly available data (such as the electoral roll) or from sources such as surveys and polls where you have given your permission for your data to be shared. You can choose not to have such data shared with the Guardian from these sources by logging into your account and changing the settings in the privacy section. After you have registered, and with your permission, we may send you emails we think may interest you. Newsletters may be personalised based on what you have been reading on theguardian.com. At any time you can decide not to receive these emails and will be able to ‘unsubscribe’. Logging in using social networking credentials If you log-in to our sites using a Facebook log-in, you are granting permission to Facebook to share your user details with us. This will include your name, email address, date of birth and location which will then be used to form a Guardian identity. You can also use your picture from Facebook as part of your profile. This will also allow us and Facebook to share your, networks, user ID and any other information you choose to share according to your Facebook account settings. If you remove the Guardian app from your Facebook settings, we will no longer have access to this information. If you log-in to our sites using a Google log-in, you grant permission to Google to share your user details with us. This will include your name, email address, date of birth, sex and location which we will then use to form a Guardian identity. You may use your picture from Google as part of your profile. This also allows us to share your networks, user ID and any other information you choose to share according to your Google account settings. If you remove the Guardian from your Google settings, we will no longer have access to this information. If you log-in to our sites using a twitter log-in, we receive your avatar (the small picture that appears next to your tweets) and twitter username.

    Children’s Online Privacy Protection Act Compliance

    We are in compliance with the requirements of COPPA (Childrens Online Privacy Protection Act), we do not collect any information from anyone under 13 years of age. Our website, products and services are all directed to people who are at least 13 years old or older.

    Updating your personal information

    We offer a ‘My details’ page (also known as Dashboard), where you can update your personal information at any time, and change your marketing preferences. You can get to this page from most pages on the site – simply click on the ‘My details’ link at the top of the screen when you are signed in.

    Online Privacy Policy Only

    This online privacy policy applies only to information collected through our website and not to information collected offline.

    Your Consent

    By using our site, you consent to our privacy policy.

    Changes to our Privacy Policy

    If we decide to change our privacy policy, we will post those changes on this page.
    Save settings
    Cookies settings