حفيظ دراجي: “دومينو”
بعد صدور أول كتاب له: “لا ملاك ولا شيطان”، ها هو الصحفي الجزائري “حفيظ دراجي” يعود إلينا بكتاب جديد صُدر مؤخرًا عن دار النّشر القصبة الجزائرية، تحت عنوان: “دومينو”.
وعمل “حفيظ دراجي” كمعلق ومقدم برامج رياضية وسياسية واجتماعية أيضًا، عمل مديرًا للأخبار ثمّ مدير عام مساعد في التلفزة الوطنية الجزائرية إلى غاية 2008 حيث التحق للعمل بقناة الجزيرة الرّياضية.
ويستهل حفيظ دراجي كتابه “دومينو” بالحديث عن الأسباب التّي تحثّه عن الكتابة، قائلاً: “لا يزال الوطن وسيبقى ملهمًا لكل واحد منّا وسيضل غايتنا وسبب وجودنا في هذه الحياة، لذلك أواصل الاستمتاع بفنّ الكتابة عن الوطن بأفراحه وأحزانه وهمومه وانشغالات أبنائه وبعيون لم تغفل يومًا عن متابعة الأحداث وبقلب تملأه الحرقة على التّراجع الذّي نعيشه، وبعقل يسعى جاهدًا لكي يكتب عن واقع أكثر مرارة ممّا نصفه ونقوله ونكتبه دون حقد وكراهية أو تصفية حسابات مع أيّ كان، لأنّ الوطن أكبر منّا جميعًا ويستحق أفضل ممّا هو عليه اليوم”.
وقد قام “حفيظ دراجي” على غرار كتابه “لا ملاك ولا شيطان” بجمع مقالات نشرها في العديد من الجرائد والصحف الجزائرية من “آراء في السّياسة والرّياضة والإعلام وكلّ مناحي الحياة اليومية التّي كانت ثرية بالأحداث والمستجدات المثيرة للجدل والنّقاش”.
ويمكن للقارئ لكتاب “دومينو” أن يتفق في أشياء وآراء مع الصحفي ويخالفه في أشياء أخرى ويفتح مجالاً لنقاش مثر، ويقول “دراجي”: “هذه المقالات فيها بعض القسوة على واقع أكثر ممّا نكتبه ونقوله ولا أدّعي من خلال مقالاتي أنّني على صواب في كلّ ما أكتب، وأنّني كاتب أو مفكّر أو فيلسوف، لأنّ حال البلاد والعباد يستفزنا ويثير فينا الغيرة (…) قد لا يتّفق معي البعض في محتواها ولكنّ البعض الآخر قد يجد فيما أكتب وجهة نظر يشاركني فيها”.
وفي أحد المقالات، يعود بنا الصحفي إلى فترة ما قبل الانتخابات وغياب الرّئيس السّيد عبد العزيز بوتفليقة عن المشهد السّياسي وطلاته النّادرة ومحادثته للشّعب الجزائري: “كان يمكن لكم أن تقولوا للشّعب إنّكم في عطلة ولو طويلة الأمد لتبرير الفراغ وغياب الدّولة ورجالها ومؤسساتها كلّ هذه الفترة”.
وأنّ الرّجوع الرّئيس إلى السّاحة السّياسية واستفاقته أشهرًا قلائل قبيل الاستحقاقات ليست إلاّ “بداية لإعادة توزيع الأدوار قبيل الرّئاسيات المقبلة دون أن يتغيّر أيّ شيء ويكون الشّعب كلّه “قد طاب جنانو فعلاً” ويبقى رهينة حلقة مفرغة تدور دون إرادته ورغبته!”.
وكانت بعض المقالات التّي جاءت في كتاب “دومينو” استرعت انتباهنا حيث تكلم في إحداها عن غياب الكتابات عن تاريخ الجزائر وعن واقع الجزائري الحالي، فهناك: “غياب فادح وفاضح للكتابات التّاريخية وكأنّه لا تاريخ لهذا الوطن ولا محطات نعتزّ بها ونفتخر، رغم أنّنا أصحاب واحدة من أعظم ثورات القرن العشرين”، ويضيف:”نتوجّه إلى التّوثيق في مجتمع يكاد يتحوّل إلى ثرثار وكاذب ومنافق بسبب بائعي الكلام والأحلام الزّائفة (…) كما ينبغي ألا نكتفي بالعودة إليكم فقط في المواعيد الانتخابية الكثيرة والمتكرّرة من دون فائدة ولا جدوى ما دامت النّتائج محسومة! (هناك) رجال سبقونا في كلّ المجالات، لكنّنا تنكرنا لهم وهم أحياء، وأسأنا إليهم وهم أموات”.
وتحدث “حفيظ دراجي” عن الجيل الجديد وقال إنّ: “جيل اليوم يختلف عن كل الأجيال ولم نفهمه ولن نفهمه ولن نقدر على التّجاوب معه بالشّكل الذّي تسير عليه الأمور، ومن يدّعي غير ذلك فهو مخطئ (…) وعندما نختار ونفشل في فهم أبنائنا، فهذا لا يعني أيضًا أنّ المشكل في شبابنا الذّي لا يعرف ماذا يريد وأين يتّجه وماذا يفعل في ظلّ الاختلالات الموجودة، بل المشكلة فينا وفي منظومتنا السياسية والاجتماعية والثقافية، والمشكلة في أسرنا ومدارسنا وجامعاتنا، وفي مساجدنا وجمعياتنا وأحزابنا، وفي بعض الوزارات والإدارات والمسؤولين الذّين يتذكّرون الشّبان عندما يحتاجون إلى أصواتهم في المواعيد الانتخابية دون أن يجدوا حلولاً لمشاكلهم في السّكن والشّغل والتّربية والهوية، ودون القدرة على التّواصل والحوار معهم والإصغاء إليهم لرسم معالم مشروع المجتمع المناسب وإيجاد الحلول لكلّ المشاكل، فتعمّقت الهوّة بينهم وتراكمت المتاعب، واستمرّ العجز والفشل واليأس”.
ويضيف: “لم نقدر على فهمه ولسنا في مستوى تطلّعاته وطموحاته، ونحن مخطئون ونكرّر أخطائنا ونصرّ عليها كلّ مرة دون أن نحفظ الدرس”.
وعن اهتمام الجزائريين بكرة القدم يقول: “التّفاؤل المفرط والمبالغة في التّعلق بالكرة والمنتخب (…) أصبح العامل الوحيد لصنع الفرحة والسّعادة والإحساس بالإنتماء إلى هذا الوطن. صار كذلك إلى درجة أنّ خسارة المنتخب عندنا تصنّف ضمن خانة الكوارث والمآسي الوطنية، وتُعتبر عارًا وعيبًا أكثر من كلّ خسارة أو هزيمة أو تراجع في مجالات أخرى أكثر أهمية في حياة الأمة!”.
وتحدث الكاتب عن الإعلام الجزائري وقال إنّ: “المشكل لا يكمن في هجرة بعض المهنيين إلى فضاءات أخرى لتحسين أوضاعهم وتطوير مهاراتهم، لأنّ ذلك أمر طبيعي وحقّ مشروع قد يفسح المجال لجيل آخر حتّى ينال فرصته في الحياة المهنية، بل المشكل في القنوات الجديدة التّي لن تجد من يطلقها ويجنبها الفشل، والمشكل في الكمّ الهائل من الرّاغبين في “الهروب” من وضع يسوء من يوم إلى آخر في التلفزيون العمومي الوطني، وفي فشلنا في الحفاظ على “الرّجال” من الإطارات والمهنيين وحمايتهم وتحسين ظروفهم (…) في وقت يستمر فيه النّفاق السّياسي والكذب والتّلاعب بمشاعر النّاس، ونواصل فيه الحديث عن فتح المجال السّمعي البصري بكيفية مُريبة ومُخيفة يطبعها الشّك في صدق الإرادة نحو الذّهاب إلى تعددية إعلامية فعلية، تعدُدية غير عرجاء ولا يتحكّم فيها أصحاب النُّفوذ والمافيا السّياسية والمالية الجديدة التّي سيطرت على العقول والقلوب وعلى بعض المؤسسات والإدارات، وستؤدّي إلى عواقب وكوارث لا يُمكن تداركها مستقبلاً”.
كما عرج به إلى الحديث عن بعض السلوكات المشينة والتّي نجدها ليس فقط في الجزائر بل في أقطار أخرى: “لا يزال الحقد عندنا سائدًا في أوساط السّاسة والمثقفين والرّياضيين والبسطاء من النّاس بسبب الغيرة والحسد والخوف على المناصب والمصالح، والخوف من مواجهة الحقائق التّاريخية والوقائع، فتجد الحاكم والمسؤول يحقدان على من يعارضهما ويكنان له كلّ الكره، والسّياسي يحقد على كلّ من يختلف معه، والمثقف يحقد على زميله لأنّه حقق نجاحًا، والرّياضي بدوره يحقد على رياضي آخر أو على مدرب لأنّه يحتل موقعًا ما ويحقق النّجاح، فينشأ الجيل الحالي على ثقافة الانتقام ونكران الجميل (…) فالمشكلة (…) تحوّلت إلى حالة مرضية (…) عندما تصدر عن أفراد يحتلّون مناصب ويشرفون على كلّ ما هو ناجح ومتألّق لأنّ أعداء النّجاح لا يمكنهم تحقيق نفس النّجاحات فيسعون إلى طمس كلّ شيء جميل وتحطيمه حتّى يغطوا على فشلهم وإخفاقهم (…) وتجد بعض المبدعين في مجالات أخرى يكرهون ويحقدون على من يحقّق نجاحًا لأنّهم لا يتصوّرون نجاحًا وتألقًا من دونهم ولا يتقبلون بروز جيل آخر يصنع الإنجازات ويحقّق الانتصارات وكأنّها حكر عليهم”.
ويعود بنا “حفيظ دراجي” إلى ملاعب كرة القدم قبل تأهل الفريق الوطني إلى مونديال 2014 وكذلك إلى ذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر ويقول: “كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن فشل الاحتراف في نوادي كرة القدم الجزائرية!! (…) ونسي الجميع أنّنا نعيش عهد “الهواية” الشاملة والبعد عن الاحتراف والمهنية في كلّ المجالات، وأنّ بلدنا وبعض مؤسساتنا تسير بعقلية الهواة، ولم ترتق إلى المستوى الاحترافي في التّفكير والتّخطيط والتّسيير رغم ما نزخر به من ثروات طبيعية ومادية، ورصيد حضاري وثقافي وتاريخي، ورغم توفّر الرّجال الأكفاء في كلّ المجالات”، ويضيف: “جزائر الخمسين سنة بعد الاستقلال، وهي بهذا الشّكل، ليست بحاجة إلى بطولة محترفة في كرة القدم بقدر حاجتها إلى ساسة ومسؤولين ومثقفين محترفين غير منافقين ولا مخادعين. جزائر اليوم ليست بحاجة إلى الفوز بكأس أمم إفريقيا والتّأهل إلى كأس العالم بقدر حاجتها إلى التأسيس لثقافة اجتماعية جديدة ومؤسسات قوية، إنّها بحاجة إلى دولة القانون والمؤسسات، لا دولة الهواة (…) بعد خمسين سنة من الاستقلال، كان يجب أن نصل إلى احتراف شامل لكلّ مناحي الحياة عندنا، وليس إلى احتراف في كرة القدم فحسب، لأنّ وطننا لم يرق إلى مستوى قدراتنا وتضحيات أجدادنا (…) إنّ التّاريخ لن يرحمنا إذا واصلنا تسيير وطن من حجم الجزائر بعقلية هاوية؛ نلقي فيها اللّوم على الآخرين ونطالب فيها الشّعب كلّ مرة القيام بواجباته، دون أن نقدر على القيام بواجباتنا تجاهه وتجاه الوطن، وحرام أن تحلّ علينا الذكرى الخمسون للاستقلال وبلدنا بكلّ ما يزخر به من رجال وقدرات وثروات، يتخبّط في مشاكل هامشية، ويبتعد عن المعايير العالمية، ويعاني فشل القائمين عليه في احتراف التسيير!”.
بل يقول إنّنا محترفون في النّفاق والنّصب والاحتيال ويضيف: “هناك أطراف كثيرة في الممارسة السّياسية تحترف الكذب والاحتيال والابتزاز، وتتلوّن كلّ يوم لتقف مع “الواقف” دون قناعة خوفًا وطمعًا. فينتقلون من حزب إلى آخر كما ينتقل اللّاعبون من ناد إلى آخر بحثًا عن الشّهرة والمال، ويغيرون مواقفهم ومواقعهم حسب اتجاه الرّياح والمصلحة الخاصة دون أدنى اعتبار للمبادئ والقيم والأخلاق”.
ويذكّر “دراجي” بأنّ أوّل شيء علينا القيام به هو التّصالح مع شعبنا فـ: “في غمرة الاحتفال بالذّكرى الخمسين للاستقلال وفي ظلّ المتاعب والنّقائص التّي نعانيها في السّياسة والثّقافة والاقتصاد والرّياضة والإعلام والكثير من شؤوننا اليومية، ممّا يقتضي صحوة وجرأة وشجاعة تقودنا إلى التّصالح مع أنفسنا ومع الشّعب بكلّ فئاته من خلال الاعتذار أولاً ثمّ الإقرار والإعتراف بأنّنا نجحنا تارة وفشلنا تارة أخرى، وبعدها نلتزم بالتّصحيح والإصلاح والتّغيير إذا اقتضت الضّرورة”.
وأنّه علينا أن نكف بترداد عبارات من مثل: “كلّ شيء على ما يرام!” فـ: “عندنا لا نسمع أصواتًا ولا نقرأ أفكارًا وآراء، ولا أحد يتحدّث عن الدّستور الذّي سيتغيّر مثلما يتغيّر كلّ مرة، ولا عن أزمة الثّقة واليأس المتفشي (…) الكلّ يترقّب ويتفرّج خوفًا وطمعًا، وينتظر نزول الوحي وما ستسفر عنه الرّئاسيات المقبلة دون أن يتجرأ المثقفون والشّخصيات الوطنية والأحزاب على إثراء النّقاش والحوار الاجتماعي وتقديم المشروع البديل الذّي يناسب الظّرف الحالي وكأنّنا نعيش أزمة أفكار ورجال”.
وفي مقال آخر يتحدث الكاتب عن كتابته وكونه لا يكتب كثيرًا في الرّياضة لأنّه كما يقول: “لم أعد أجد ما أكتب بشأن أسرة تعيش أجواء غير رياضية، أسرة تنخر جسدها المكائد والدّسائس وتتميّز بالجمود والتّراجع، وحركة رياضية تصنع وتكرّر صناعة الفشل منذ سنوات بسبب مسيريها ومؤطريها، رغم كلّ النّيات الحسنة والكفاءات والقدرات التّي يزخر بها بلدنا وأبناؤنا (…) أصبحت أكتب وأعبّر عن رأيي في كلّ شيء بعيدًا عن التّطبيل أو التّهويل، لأنّني أشعر بالحرية والاستقلالية التّامة في الكتابة والتّعبير عن آرائي، وأشعر بالتّحرر من كلّ الالتزامات المهنية التّي كانت تمنعني من ذلك سابقًا وتفرض علي الالتزام بمبدأ التّحفظ، وأشعر بأنّ أبناءنا بحاجة إلى تنوير وتبصير بمعطيات تقودهم إلى بلورة أفكار ومواقف في كلّ الحراك الحاصل عندنا وعند غيرنا”، ويضيف: “الكتابة عند الأحرار مثل الكلام والتّنفس والتّفكير والتّعبير، والواحد منّا يحتاج إلى ممارستها بكلّ حرية ومسؤولية تجاه نفسه وبلده وقرائه، إيمانًا منه أنّ وطننا ملك للجميع وليس مملكة ولا ملكية خاصة (…) ومهما بلغ التّخوين والنّفاق والإقصاء والخوف الحاصل في بعض الأوساط التّي تتأهب للتموقع، وتتردد أو تخاف من التّعبير عن آرائها رغم أنّ قوانين بلدنا لا تكمّم الأفواه ولا تجرّم الكتابة الصّحافية (…) لن أتوقّف عن الكتابة عن الرّياضة ولكنّ المهنة علمّتنا أنّ الكلمة والكتابة والصّورة وسائلنا للتّعبير بحرية ومسؤولية، دون الحاجة إلى أن يدفعنا أو يستأجرنا أحد”.
كما تساءل الكاتب في أحد الصّفحات عن عدم مُحاسبة المسؤولين في الوقت الذّي يُحاسب المدربون الوطنيون: “صحيح أنّنا نتعامل مع شؤون المنتخب الوطني بالكثير من العواطف والمشاعر، وصحيح أنّ الكرة صارت متنفسنا الوحيد، والمنتخب بالكثير من العواطف والمشاعر، وصحيح أنّه لا يمكننا أن نبخس حقّ الجماهير الطّامحة للفوز والتّأهل. ولكن حبذا لو نسعى لتحقيق طموحات جماهيرنا الأخرى في الكرامة والعدالة والعيش الكريم ونحاسب كلّ مخطئ وكلّ فاشل وكلّ من يخفق في تحقيق النّتائج بالشّكل الذّي نفعل مع المنتخب. فنحاسب الرّئيس والوزير والمدير بنفس الحماس والحرص، وبنفس الإصرار والقسوة. ولو فعلنا ذلك لكانت أحوالنا أفضل ممّا هي عليه اليوم وكانت الجزائر في أحسن أحوالها وكنّا سنتجاوز التّخلّف والتّراجع والفشل السّائد في كلّ المجالات، ونقضي على الجهوية والمحسوبية والتّبذير والنّهب والسّرقة وكلّ الآفات، وننجح في بناء مشروع مجتمع متوازن ومحترم يقدّس العمل والجهد ويثمنها ويحترم الرّجال والمؤسسات”.
وفي هذه النّقطة بالذّات يحثّ الصحفي الجزائري إلى ضرورة “استفاقة” الشّعب الجزائري من أوهامه: “تُرى متى نفهم أنّ كرة القدم لا يجب أن تكون كلّ شيء في حياتنا ولا يجب أن تفرّق بيننا، ونفهم أنّ نجاح المنتخب أو إخفاقه ليس دليل تطوّر الوطن أو تدهوره؟ ومتى نفهم أنّ الوطن أهمّ من المنتخب؟ (…) متى نفهم أنّ مشكلتنا ليست كروية، بل هي أخلاقية وفكرية وعلمية وتربوية؟”.
وفي أحدّ الصّفحات الأخرى من الكتاب، ينوّه “دراجي” بنقطة يستحق التّمعن فيها جيدًا وهو جهل (أو تجاهل؟) البلدان الشّرقية والعربية وحتّى المجاورة والأوربية للصورة الصّحيحة للشعب الجزائري، فعلى ما يبدو أنّهم يجهلون عنّا كلّ شيء: “بعد تجربة مهنية دامت خمس سنوات قضيتها بعيدًا عن الجزائر في الجزيرة الرّياضية وسط زميلات وزملاء من مختلف الجنسيات العربية والأوربية (…) أدركت مدى تقصيرنا الرّسمي والشّعبي في التّواصل بيننا والتّسويق لصورة بلد من حجم الجزائر بشعبها العظيم ورصيدها الكبير والذّي وللأسف لا يعرف عنه الإخوة العرب والمسلمون سوى أنّه بلد المليون شهيد، الغنيّ بالبترول والغاز والذّي يتميّز شعبه بالعصبية والنرفزة والذّي لم يتخلّص من تبعيته السّياسية والثّقافية لفرنسا، ولا يتقن أبنائه اللّغة العربية جيدًا، وأنّه البلد الذّي شارك في مونديال كرة القدم ثلاث مرات عبر التّاريخ!!”
ويختتم “حفيظ دراجي” كتابه “دومينو” بقوله إنّ الجزائر ليست فقط “فأل خير” للجزائريين بل “فأل خير” للجميع.