شدد الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني السيد حسن نصرالله، اليوم، على ضرورة تذكير كل الأجيال بأهمية إنجاز الانتصار الذي أسقط مشروع إسرائيل الكبرى،مشيراً إلى أن انتصار 25 أيار هو الانتصار المؤسس لزمن الانتصارات اللاحقة. وذكّر بتضحيات الجيش السوري والفصائل الفلسطينية من أجل تحرير العام 2000.
وقال نصرالله، خلال كلمته المتلفزة عبر شاشة عملاقة في مهرجان عيد المقاومة والتحرير في بنت جبيل، إن “الربط بين الفكر الإسلامي والحركات المتطرفة هو جريمة بحق الإسلام”، لافتاً الانتباه إلى أنه عند دخول “حزب الله” إلى قرى الشريط الحدودي الكل يتذكر أنه لم يُمس أي أحد بأذى أو سوء، موضحاً أن “حزب الله يمثل الإسلام الحقيقي والقيم الإسلامية التي لا تقبل الإساءة”.
وأكد تمسك “حزب الله” بالمعادلة الذهبية “الجيش والشعب والمقاومة”، كُتبت أو لم تُكتب في البيان الوزاري، مشيراً إلى أن هذه المعادلة موجودة في البيان الوزاري الحالي على الرغم من اختلاف العبارات اللغوية.
ولفت نصرالله الانتباه إلى أن “حزب الله” لا يحافظ على قوة الردع فقط بل يعمل على تطويرها “انطلاقاً من إيمانه بأحقية خط المقاومة ضد إسرائيل”.
ورأى أنه طالما أن الخروقات الإسرائيلية على الحدود لم تصل إلى نقطة خطرة تبقى معالجتها في عهدة الدولة و”اليونيفيل”، محذراً من أنه “إذا وصلت الخروقات الإسرائيلية إلى خطوة تستدعي تدخل المقاومة، لن نسكت عن حقنا في حماية أرضنا”.
واعتبر أن “تواجد الأهالي في قراهم ومزارعهم قرب الشريط الحدودي هو جزء من هزيمة العدو الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي يخاف أكثر مما يُخيف ويحسب لكل صوت أو حركة قرب الحدود عليه”. وأَضاف أن “أسطورة الجيش الإسرائيلي أصبحت حكاية من الماضي يتسلى بها أطفالنا”.
وبشأن الوضع في سوريا، ذكر نصرالله بأن “سوريا هي التي دفعت الأثمان من أجل حماية المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وتحمل شرف عدم التواصل مع العدو الإسرائيلي والصمود في وجه التطبيع معه”، مشيراً إلى أن “المشروع في سوريا هو تقسيم المنطقة ليس فقط على أساس مذهبي بل على أساس إمارات وقطاعات لكل جماعة مسلحة”.
ولفت الانتباه إلى أن “الغرب يأتي بالإرهابيين من كل أنحاء العالم إلى سوريا ويؤمن لهم الحماية والغطاء السياسي من أجل تدمير محور المقاومة”.
وأشار إلى أن “العلاقات بين المعارضة السورية وإسرائيل أصبحت مكشوفة”، موضحاً أن “هناك بعض الأهداف للجيش السوري يقصفها الجيش الإسرائيلي لمصلحة المعارضة السورية “.
وقال إن “النسخة الأولى من مشروع الشرق الأوسط الجديد سقطت في حرب تموز 2006 فجاؤوا بالنسخة الجديدة إلى سوريا”، مؤكداً أن “مشروع تقسيم المنطقة سيسقط وسوريا ستنتصر”. ورأى أنه “سيأتي اليوم الذي تقف فيه جميع دول المنطقة وشعوبها لشكر سوريا على صمودها وماذا منعت من تداعيات خطيرة على مستوى المنطقة، كما سيشكرنا بعض اللبنانيين المعارضين لتدخلنا في سوريا”.
وفي ما يخص الشأن الداخلي اللبناني، دعا نصرالله إلى إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن، معتبراً أنه “ما زال هناك فرصة لانتخاب رئيس قوي وقادر على حفظ الاستقرار ويتمتع بحيثية شعبية ووطنية كبيرة”.
وأشار إلى أن “ما حصل هو ترشيح تحدي ليس هدفه الوصول إلى الرئاسة بل قطع الطريق على ترشيح جدّي، لافتاً الانتباه إلى أن فريق “14 آذار” كان يريد التمديد للرئيس السابق ميشال سليمان، وعرض على “حزب الله” بعض الإغراءات للقبول بالتمديد.
وأكد أن “الترشيح التحدي” لن يصل إلى الرئاسة لا بأكثرية الثلثين ولا بالنصف زائد واحد”.
وأوضح أن “حزب الله لا يبحث عن رئيس للجمهورية يحمي المقاومة لأن المقاومة في لبنان تحمي الدولة والشعب والكيان والسيادة”، مضيفاً أنه “نريد رئيساً لا يتآمر على المقاومة ولا يطعنها بظهرها ويثبت على موقفه”.
وقال: “لا نخشى إسرائيل وأطماعها، والمشروع الذي يواجه محور المقاومة بدأ ينكسر”.
وأعرب عن أمله في عدم تأجيل ملفي سلسلة الرتب والرواتب والجامعة اللبنانية أو ربطهما بالخلاف السياسي.