تتداول الأوساط الفاعلة في لبنان اسم الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية اللبنانية جورج خوري سفير لبنان في حاضرة الفاتيكان كمرشح محتمل ومقبول للرئاسة اللبنانية. ويقول مصدر مقرب من أحد الأقطاب السياسيين «من الأفضل عدم حرق اسم جورج خوري قبل التوصل إلى توافق سياسي بين الطرفين». وتشير الدلائل إلى الاقتراب من هذه اللحظة بعد أن تحدث الجنرال عون عن «ترشيح جدي» وفي حين بدأت ملامح تراجع رئيس القوات اللبنانية عن ترشحه في ظل تراخي التمسك به من قبل فريق ١٤ آذار.
ويقول عدد من المقربين من فريق ٨ آذار إن ترشيح حزب الله لعون هو ممثال لترشيح المستقبل لجعجع أي «ترشيح استفزازي لكشف مكنونات الفريق الآخر»، ويضيف الكل كان يعرف عدم إمكانية وصول جعجع أو عون إلى بعبدا. في المقابل يوافق مقرب من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الوصف ولكنه يستدرك بأن «جعجع استطاع استمالة شرائح واسعة من شباب لبنان كمن موارنة ولكن أيضاً من دروز وسٌنة».
إذا ما هي قصة ترشيح الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية جورج خوري؟
يتفق أكثر من مطلع على أن «بروفيل» خوري يتطابق مع المرحلة الحالية ويعدد هؤلاء «محاسنه»: أولا إن الفاتيكان يدفع باسمه أمام كل زائر لبناني للحاضرة وهم كثر هذه الأيام، وبالطبع فهم يلتقون بخوري بحكم مركزه كسفير للبنان. ثانياً إن علاقات خوري مع حزب الله جيدة ولم يشوبها أي توتر إبان مروره في ما كان يسمى سابقاً «المكتب الثاني» أي المخابرات العسكرية. ثالثاً وإن كان غير مقرب من عون فهو ليس في واد مناكفته كما أن علاقته مع شامل روكز قريب عون هي أكثر من جيدة ما يفتح باب تعين روكز قائداً للجيش. رابعاً يعتبر فريق ١٤ آدار أن خوري يحمل كل مقومات الوصف الذي رددوه منذ فتح معركة الرئاسة فهو يمثل «الدولة كما يراها الفريق» وهو يمكن أن يكون مخرج لما وصفه البعض «مأزق الحريري في الحوار مع عون» . خامساً تحمل الدول المؤثرة الإقليمية والدولة نظرة إيجابية لعمل خوري خلال خدمته خصوصاً إبان حرب تموز ٢٠٠٦، والبرقيات التي تسربت من ويكيليكس والمتعلقة بلبنان ذكرت عدة مرات بعمله بصورة إيجابية.
العقبة اللبنانية التي تقف أمام جورج خوري في ٩ حزيران/يونيو المقبل تبقى معارضة حزب الكتائب الذي ما زال متمسكاً بترشيح رئيسه أمين الجميل من جهة ولأسباب خلافية غير واضحة بين الرجلين، إلا أن سفير الفاتيكان في لبنان قادر على تغيير هذه المعارضة وترطيب العلاقة بينهما. أما العقبة الإقليمة فهي تردد الرياض في إعلان موقفها من هذا الترشيح وغياب التواصل بين مراكز القرار السعودي وجورج خوري.