رئاسات: تنافس بين السيسي والأسد على حدود الـ ٩٠ في المئة
في تنافس واضح بين سوريا الحرب الأهلية ومصر ما بعد الانقلاب حيث دارت انتخابات رئاسية اعلن في دمشق مساء الاربعاء اعادة انتخاب الرئيس بشار الاسد رئيسا بغالبية تقارب التسعين في المئة من اصوات الناخبين، وهي نتيجة كانت متوقعة لانتخابات لم تشارك فيها المعارضة واقتصرت على مناطق سيطرة النظام، ووصفتها دول غربية ب”العار” و”المهزلة”.
وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اعتبر قبل وقت قصير من اعلان النتيجة ان الانتخابات السورية التي جرت الثلاثاء “ليست انتخابات، ولا معنى لها”، مشيرا الى انها لن تغير شيئا في الوضع السوري.
وقال رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام في كلمة القاها عبر التلفزيون الرسمي ان “عدد الاصوات التي حصل عليها (…) السيد الدكتور بشار حافظ الاسد 10 ملايين و319 الفا و723 صوتا، اي نسبة 88,7 في المئة من عدد الاصوات الصحيحة” التي احصيت نتيجة عملية الاقتراع.
واضاف ان المرشح حسان النوري حصل على 500 الف و279 صوتا، بنسبة 4,3 في المئة، والمرشح ماهر الحجار حصل على 372 الفا و301 صوتا بنسبة 3,2 في المئة. وتابع “بناء على ما تقدم، اعلن فوز الدكتور بشار حافظ الاسد بمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية”.
وكانت المحكمة الدستورية العليا اعلنت في وقت سابق ان عدد المشاركين في الانتخابات بلغ “11 مليونا و634 الفا و412″ من اصل 15 مليونا و840 الفا و575 ناخبا داخل سوريا وخارجها، مشيرة الى ان نسبة المشاركة بالتالي بلغت 73,42 في المئة”.
ووصف اللحام يوم الانتخابات ب”التاريخي”، معتبرا ان الشعب السوري “لم يفقد بوصلته” و”لم يضل الطريق” على الرغم من “ثلاث سنوات من حرب ارهابية استهدفت سوريا وشعبها بكل اطيافه ومناحي حياته… ومن حصار اقتصادي خانق”، وعلى الرغم من “التهويل ومحاولات التشويش والترهيب”.
نظريا، تعد الانتخابات التي حصلت الثلاثاء اول انتخابات تعددية في البلاد منذ نحو نصف قرن، لكن قانونها منع عمليا اي معارض مقيم في الخارج من الترشح، اذ فرض على كل مرشح ان يكون قد اقام داخل سوريا خلال السنوات العشر الاخيرة.
ودعت المعارضة السياسية والمسلحة السوريين الى مقاطعة الانتخابات، مشيرة الى ان الاسد يسعى من خلالها الى الحصول على شرعية وعلى “رخصة لاستمرار القتل”.
وبدأت الازمة السورية في منتصف آذار/مارس 2011 بحركة احتجاجية تطالب باسقاط الاسد قمعت بالقوة قبل ان تتحول الى نزاع دام اوقع اكثر من 162 الف قتيل. ويوجد ثلاثة ملايين لاجىء سوري خارج البلاد، فيما نزح ملايين اخرون داخلها.
ومنذ اعلان التلفزيون الرسمي السوري عن قرب صدور نتائج الانتخابات في ساعات المساء الاولى، بدأ اطلاق الرصاص ابتهاجا في مناطق مختلفة من دمشق، ما تسبب بمقتل ثلاثة اشخاص واصابة عشرات اخرين بجروح بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار ايضا الى اصابة 18 شخصا بجروح بالطريقة نفسها في حلب في شمال البلاد.
في الوقت نفسه، كان التلفزيون يبث نداء من الاسد يطلب فيه من المواطنين الامتناع عن اطلاق الرصاص ابتهاجا، والتعبير “عن مشاعرنا الوطنية بما يعكس حضارتنا وثقافتنا واخلاقنا العالية كسوريين”، مشيرا الى ان “الجنود الذين يحاربون الارهاب” اولى بالحصول على الرصاص.
وفي لبنان المجاور، انطلق الرصاص بكثافة ايضا ابتهاجا في بيروت وفي البقاع، في مناطق محسوبة اجمالا على حزب الله الذي يقاتل الى جانب قوات النظام داخل سوريا.
وفور صدور النتائج، بث تلفزيون “الاخبارية” الرسمي السوري صور احتفالات وتجمعات شعبية في الطرق والشوارع احتفاء بفوز الاسد. وعلت الهتافات “تحيا سوريا الاسد” و”الله يحمي قائدنا بشار الاسد”.
في المقابل، على مواقع التواصل الاجتماعي، اطلق المعارضون العنان لانتقاداتهم وسخريتهم.
وكتب الناشط عمر ابو ليلى على “فيسبوك”، “بعد ثلاث سنين، لا يمكن لهذا الشعب أن يعود عن قراره في ما طلبه ويطلبه: الحرية والكرامة والتخلص من زمرة الظالمين بكل أشكالهم بدءا بطاغية الشام وحتى النهاية”، بينما كان غيره كثيرون يملاون صفحاتهم بشعار “الشعب يريد اسقاط النظام”، شعار “الربيع العربي” واول شعار في ما عرف “بالثورة السورية”.
وكتب المسؤول في حركة “حزم” المعارضة لؤي المقداد “الأسد يدعو مناصريه إلى عدم إطلاق النار في الهواء إحتفالاً بنتائج الانتخابات… ويطلب منهم أن يقتصر إطلاق الرصاص على صدور المواطنين من نساء وأطفال”.
وستكون هذه الولاية الثالثة لبشار الاسد من سبع سنوات. وكان وصل الى السلطة العام 2000 خلفا لوالده حافظ الاسد.
في بيروت التي زارها وزير الخارجية الاميركي لبضع ساعات بعد ظهر اليوم، قال جون كيري في مؤتمر صحافي عن الانتخابات السورية انها “ليست انتخابات. هي عبارة عن صفر كبير. لا معنى لها، اذ لا يمكن ان تكون هناك انتخابات عندما يكون هناك ملايين من الشعب غير قادرين على التصويت ولا يملكون القدرة على الاعتراض، ولا يملكون الخيار”.
وكانت وزارة الخارجية الاميركية وصفت الانتخابات الثلاثاء بانها “عار”.
ودعا الاتحاد الاوروبي من جهته الاربعاء النظام السوري الى اجراء “مفاوضات سياسية حقيقية” لايجاد حل للنزاع، معتبرا ان الانتخابات الرئاسية “غير شرعية”، و”تسيء الى الجهود السياسية المبذولة لايجاد حل لهذا النزاع المريع”.
وقال كيري اليوم “لا يعود الينا ان نقرر متى وكيف يذهب الرئيس الاسد، بل يعود للسوريين ان يقرروا ذلك”، مشيرا الى ان بلاده “ستواصل النضال من اجل حل سياسي”.
ودعا الوزير الاميركي حلفاء النظام، ايران وروسيا وحزب الله اللبناني، الى “بذل جهد حقيقي لوضع حد للحرب” في سوريا.
في نيويورك، جددت رئيسة البعثة المشتركة للامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية الى سوريا التي تشرف على تفكيك الترسانة الكيميائية السورية الاربعاء، دعوة النظام السوري الى تسليم آخر مكونات الاسلحة الكيميائية لديه والبالغة نحو 7,2 في المئة من مجمل الترسانة.