هجوم واسع لطالبان في جنوب أفغانستان
يتواجه اكثر من 800 من متمردي طالبان مع الجيش الافغاني في جنوب البلاد في اطار هجوم واسع تشنه الحركة منذ خمسة ايام واوقع اكثر من اربعين قتيلا من المدنيين بهدف السيطرة على مناطق انسحبت منها القوات الاميركية، كما اعلن مسؤولون الاربعاء.
واعلنت وزارة الداخلية ان قرابة مئة من عناصر طالبان قتلوا في مواجهات اندلعت في الوقت الذي تواجه فيه السلطات ازمة سياسية حول اتهامات بالتزوير في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي نظمت في 14 حزيران/يونيو.
ويسلط الهجوم الذي تشنه طالبان الضوء على التحديات التي تواجهها قوات الامن الافغانية لمقاومة المتمردين بينتما تنسحب قوات الحلف الاطلسي برئاسة الولايات المتحدة.
وقال مسؤولون محليون في ولاية هلمند ان 800 مقاتل يشاركون في هجمات تتركز في منطقة سانجين التي شهدت مواجهات عدة منذ بدء تمرد حركة طالبان قبل 13 عاما.
وانسحب اخر عناصر القوات الاميركية من سانجين قبل شهر فقط وسلموا القواعد العسكرية المتبقية للجنود الافغان الذين باتوا يتولون كامل المسؤولية الامنية.
وصرح الناطق باسم محافظة هلمند عمر زواك لوكالة فرانس برس ان “قرابة 800 مقاتل بداوا بمهاجمة اربع مناطق في ولاية هلمند في وقت متاخر الخميس”. واضاف زواك “قتل 21 عنصرا على الاقل من القوات الافغانية وقرابة اربعين مدنيا”.
واكد مسؤول في كابول ان 800 مقاتل يشاركون في المعارك.
واوضح زواك ان تعزيزات كبيرة ارسلت لصد الهجمات في مناطق سانجين ونوزاد وكاجاكي وموسى قلعة.
ويشكل خطر عودة طالبان مع انسحاب قوات حلف شمال الاطلسي بعد اكثر من عقد من الحرب القلق الاكبر لدى العديد من الافغان مع ان مسؤولي الحكومة والحلف الاطلسي يشددون على ان فاعلية الشرطة والجيش في تحسن مستمر.
والاربعاء، اكدت وزارة الداخلية حجم الهجوم في هلمند لكنها شددت على انه يتم صد المهاجمين.
واعلن صديق صديقي الناطق باسم وزارة الداخلية الافغانية لفرانس برس “هناك هجوم كبير تشنه طالبان وحلفاؤها. وردتنا تقارير حول العديد من المهاجمين الاعداء في الايام الاخيرة”.
واضاف صديقي “نقوم بتعزيز القوات الافغانية ولم نتكبد خسائر كبيرة في الاراضي. لقد قتل قرابة مئة عنصر من طالبان حتى الان”.
واشار صديقي الى مقتل 18 عنصر من الشرطة الثلاثاء.
من جهتهم، قال مسؤولون محليون ان طالبان شنت هجمات خلال الليل على حواجز للشرطة وانه تم قطع التيار من سد كاجاكي الى لشكركاه كبرى مدن هلمند وايضا الى قندهار.
وقال حاج اختار محمد وهو مسن من سانجين لفرانس برس ان المتمردين وضعوا عبوات ناسفة في القرى والطرقات المستخدمة لنقل الامدادات الى قوات الامن الافغانية.
واضاف ان السكان بدأوا يعانون من نقص في المواد الغذائية بسبب المعارك.
وهلمند ولا سيما منطقة سانجين معقل تقليدي لمتمردي طالبان. لكن الحركة لم تشن هجمات واسعة في السنوات الاخيرة وفضلت استخدم العبوات اليدوية الصنع.
وكان رئيس مفوضية الانتخابات المستقلة في افغانستان ضياء الحق عمرخيل قدم الاثنين استقالته وسط تزايد الجدل حول حصول تزوير في الانتخابات الرئاسية رغم انه نفى المزاعم حول التجاوزات.
ووافق المرشح للانتخابات الرئاسية الافغانية عبد الله عبد الله على انهاء مقاطعته مفوضية الانتخابات المستقلة والتفاوض معها.
وكان عبد الله عبد الله وزير الخارجية السابق اتهم خصوصا ضياء الحق عمرخيل بانه احد المسؤولين الرئيسيين عن التزوير بحسب قوله.
واعتبر ان مشاركة سبعة ملايين ناخب من اصل 13,5 ملايين مدرجة اسماؤهم رقم كبير في الدورة الثانية كما اعلنته المفوضية الانتخابية مما يحتم حصول تزوير على حد رايه.
وسهلت بعثة الامم المتحدة في افغانستان عملية استئناف الاتصالات بين عبدالله
والمفوضية الانتخابية المستقلة، كما اعلنت البعثة في بيان.
وان بدا انه تمت الثلاثاء تسوية المأزق السياسي الذي وصلت اليه الانتخابات الافغانية، فان المفاوضات بين فريق عبد الله وخصمه اشرف غني واللجنة ستكون طويلة.
ومباحثات حول الاصوات التي يجب احتسابها ام لا بسبب التزوير، ستجرى في الايام المقبلة.
ووفقا للجدول الزمني الذي وضعته السلطات الانتخابية، يتوقع ان تنشر النتائج الاولية في الثاني من تموز/يوليو ويعلن اسم الرئيس الجديد في 22 منه.
وقد تقدم عبد الله نتائج الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية في 5 نيسان/ابريل بحصوله على 45% من الاصوات مقابل 31,6% لاشرف غني، وبصفته هذه اعتبر المرشح الاوفر حظا في الدورة الثانية التي جرت في 14 حزيران/يونيو.
لكن وفقا لمصادر قريبة من المعسكرين، فان اولى عمليات فرز الاصوات اظهرت تقدم غني على خصمه في الدورة الثانية.
واعرب دبلوماسيون غربيون عن قلقهم حول ان يؤدي الخلاف على نتائج الانتخابات الى فقدان الاستقرار في البلاد حيث تنتهي المهمة القتالية لقوات الحلف الاطلسي بحلول نهاية العام.