#دابق مجلة الداعشية
إصدار جديد لحمل كلمة «داعش» أو «آلدولة الإسلامية». صور لاشخاص يبتسمون، شهادات حية لمقاتلين يتحدثون عن تجارب غيرت حياتهم، ومقالات تمجد التاريخ الاسلامي وتتوقع مستقبلا مزدهرا: هذا ما تنشره في عددها الأول مجلة “دابق”، الاداة الترويجية لدولة “الخلافة” التي اعلن تنظيم “الدولة الاسلامية” قيامها.
وتسعى هذه المجلة الالكترونية في صفحاتها الخمسين الى اقناع قرائها بان “الخلافة” التي بايعت زعيم “الدولة الاسلامية” ابو بكر البغدادي “خليفة”، هي المقصد والوجهة الشرعية للمسلمين من شتى بقاع العالم.
وتشبه “دابق” في تصميمها مجلة “انسباير” التي اصدرها فرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتضمنت تعليمات حول كيفية تصنيع القنابل وتجنيد اشخاص يشنون هجمات بمفردهم، كما حدث في بوسطن عام 2013.
غير ان محللين يؤكدون ان المحتوى التحريري لمجلة “دابق” يتركز بشكل اكبر حول كيفية بناء دولة جديدة والترويج لها، بدل الاصرار على جعلها اداة للتجنيد ولنشر المعلومات التقنية.
ويقول بيتر نومان مدير “المعهد الدولي لدراسة الحركات المتطرفة” ومقره لندن ان “الهدف ليس تشجيع مسلمين غربيين راديكاليين شبان على شن هجمات، بل على المجيء الى سوريا”.
ويرى ريتشارد باريت المسؤول السابق في جهاز مكافحة الارهاب في الاستخبارات البريطانية ان “دابق” عبارة عن منشور يروج للخلافة على انها كيان حقيقي مضمون.
ويوضح باريت “انهم يتبعون التقنيات الدعائية نفسها الهادفة الى تاكيد صحة اختيارك لمنتج ما، بدلا من محاولة بيعك اياه”.
وانضم الاف المقاتلين الغربيين الى الجماعات الجهادية في سوريا منذ بداية النزاع الدامي في هذا البلد المجاور للعراق منتصف اذار/مارس 2011، ويقاتل عدد كبير من هؤلاء حاليا في صفوف تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي يسيطر على اراض واسعة في سوريا والعراق.
ويشيد العدد الاول من مجلة “دابق” بذكرى ابو مصعب الزرقاوي، الذي اسس تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق” قبل ان يقتل في غارة اميركية في العام 2006، ويقدمه على انه احد ابرز مؤسسي الخلافة.
وتحمل المجلة اسم منطقة “دابق” القريبة من مدينة حلب السورية، وتشرح في مقدمتها ان هذه المنطقة شهدت في القرن السادس عشر معركة انتصر فيها العثمانيون على المماليك وبدأوا بعدها يتوسعون في المناطق المحيطة بها.
ويقول نومان، المحاضر في كلية كنجز كولدج في لندن، ان التنظيم الجهادي اراد بهذا الاسم “القول بانه يسير على خطى العثمانيين”.
كما ان اسم “دابق” ذكر في حديث لابي هريرة، احد صحابة النبي محمد، الذي نقل عن الرسول قوله “لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالاعماق او بدابق فيخرج اليهم جيش من المدينة (…) فيقاتلونهم فينهزم ثلث ولا يتوب الله عليهم ابدا، ويقتل ثلثهم افضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون ابدا، فيفتتحون قسطنطينية”.
وتضمن العدد الاول من المجلة والذي حمل عنوانا رئيسيا هو “عودة الخلافة” مقتطفات من خطب للبغدادي الذي اطلق على نفسه اسم “الخليفة ابراهيم” وظهر للمرة الاولى في تسجيل مصور قبل نحو عشرة ايام، يتحدث فيه عن حقبة جديدة في الاسلام ويدعو الاطباء والمهندسين وغيرهم للهجرة الى اراضي دولة “الخلافة” هذه.
وتضم “دابق” صور حشود تهتف لمسلحي “الدولة الاسلامية” وهم ينظمون استعراضات عسكرية في مدن عراقية وسورية ويرفعون راية التنظيم السوداء، وصورا لاشخاص قتلوا بحسب المجلة على ايدي “الروافض” في اشارة الى الشيعة، وصورا اخرى لجنود عراقيين قالت المجلة انهم من الشيعة وجرى اعدامهم على ايدي مسلحي “الدولة الاسلامية”.
وتنشر المجلة في عددها الاول ايضا مقالا طويلا يستند الى مقولات فقهية لتبرير اعلان “الخلافة” وموقع البغدادي كزعيم ديني وسياسي لها.
وبحسب باريت، فان تنظيم “الدولة الاسلامية” “ناجح في التواصل مع أنصاره ومن الواضح انه يملك مهارات للتصميم، الا ان مقالاته تفتقد الزخم والحماس الذي ميز مجلة +انسباير+”.
واختار محررو “دابق” مثلا ان يضعوا صورا لقطيع من الماعز يقوده كلب خلف مقال عن الامامة السياسية، ما يعني بحسب نومان ان الصورة التقطها شخص غربي حيث ان الكلاب تعتبر “نجسة” في الاسلام.
ويعتقد ان “انسباير” كانت وليدة فكرة الشيخ الاميركي اليمني انور العولقي، الا انه ليس من الواضح بعد الشخص الذي يقف خلف مجلة “دابق”.
ورجح باريت الا يكون للمجلة الجديدة الصادرة بالانجليزية التاثير ذاته الذي حظيت به “انسباير” والتي كانت في وقت من الاوقات اكثر المجلات والمنشورات الالكترونية التي تعنى باخبار الجهاديين تحميلا عن الانترنت.
ويقول ان مواد “البروباغندا الرئيسية لا تزال اليوم تمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وانستاغرام وغيرها من المنصات التفاعلية والحديثة”.