#غزة: ١٨٦ قتيلاً بالتوازي مع تحرك سياسي ودبلوماسي
افادت مصادر فلسطينية في قطاع غزة ان سبعة فلسطينيين قتلوا مساء الاثنين في غارات على جنوب القطاع، ما يرفع عدد قتلى الهجوم الاسرائيلي المستمر على القطاع الى 186 قتيلا، وهو ما يفوق الهجوم السابق في تشرين الثاني/نوفمبر 2012
وصرح المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية اشرف القدرة ان احدى الغارات استهدفت منزلا في رفح وادت الى مقتل ثلاثة اشخاص بينهم طفلة، بينما وقعت غارة اخرى على خان يونس اسفرت عن قتيلين فضلا عن غارة ثالثة على شمال خان يونس خلفت قتيلين اخرين.
واستبعدت اسرائيل وحماس اي تهدئة فورية في اليوم السابع من القصف على قطاع غزة لكن الدبلوماسية الدولية تنشط للتوصل الى وقف لاطلاق النار.
وقالت القسام في بيان “لم تتوجه الينا اي جهة رسمية او غير رسمية بما ورد في مبادرة وقف اطلاق النار المزعومة التي يتم الحديث عنها في وسائل الاعلام. ان صح محتوى هذه المبادرة فانها مبادرة ركوع وخنوع نرفضها جملة وتفصيلا وهي بالنسبة لنا لا تساوي الحبر الذي كتبت به”.
ويتوقع ان يصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء الى القاهرة للبحث في الملف في حين ارسل نظيراه الالماني والايطالي الى الشرق الاوسط.
واستبقت مصر الزيارة باقتراح وقف لاطلاق النار في غزة اعتبارا من غد الثلاثاء الساعة 6,00 تغ.
وقالت الخارجية المصرية في بيان ان مصر تدعو “كلا من إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى وقف فوري لإطلاق النار”، مضيفة “تحددت الساعة 6,00 (طبقا للتوقيت العالمي) يوم 15 تموز/يوليو لبدء تنفيذ تفاهمات التهدئة بين الطرفين، على أن يتم إيقاف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة المصرية وقبول الطرفين بها دون شروط مسبقة”.
واعلن مسؤول في حماس لوكالة فرانس برس مساء الاثنين ان جهودا تبذل حاليا من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار بين اسرائيل وحماس في قطاع غزة لكن لم يتم التوصل الى اي اتفاق حتى الان.
واكد المسؤول ان مصر تقوم بوساطة بين الجانبين بعد سبعة ايام من الهجوم الاسرائيلي الذي خلف حتى الان 184 قتيلا في صفوف الفلسطينيين، مضيفا “هناك جهود من اطراف عدة وخاصة مصرية ولكن بوتيرة ضعيفة”.
بدوره، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في كلمة متلفزة “هناك تحركات، هناك اتصالات لوقف العدوان على غزة، هناك دول تتدخل ، اذن تحرك المجاهدين في ميدان البطولة يجري بالتوازي مع تحرك سياسي ودبلوماسي من قيادة الحركة والفصائل في الداخل والخارج وعلى راسها خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحماس)”.
وأكد أن “الحصار لم يفلح بكسر إرادة الشعب الفلسطيني، ولم يمنع ذلك المقاومة أن تمتلك كل وسائل الدفاع عن شعبنا”، معتبرا ان “رسائل القسام حملت دلالات كبيرة، تتمثل في رفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من سبع سنوات”.
وكانت حماس اكدت في وقت سابق الاثنين انها لن تقوم بالتهدئة مع اسرائيل قبل ان توقف الدولة العبرية قصفها لقطاع غزة وتفرج عن الاسرى وترفع الحصار عن القطاع الفلسطيني من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار.
وقال مشير المصري وهو نائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لوكالة فرانس برس “هناك اتصالات عديدة مع حركة حماس بشأن موضوع التهدئة، ولم يقدم لهذه اللحظة مشروع متكامل”.
وبحسب المصري فان هذه الاستحقاقات ستكون “وقف العدوان الشامل على شعبنا الفلسطيني ورفع الحصار بما في ذلك فتح معبر رفح، فضلا عن الافراج عن اسرانا البواسل في صفقة التبادل”.
واضاف “المقاومة هي مقاومة مشروعة في ميدان الدفاع عن الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة، ولن تقف الا اذا فرضت شروطها على المحتل”.
ويكثف الجيش الاسرائيلي استعداداته لعملية برية واسعة في القطاع. لكن وسائل الاعلام الاسرائيلية قالت ان اجتماع الحكومة الامنية برئاسة نتانياهو انتهى في ساعة متأخرة من الاحد بدون التوصل الى قرار حول هجوم بري.
ودعت الولايات المتحدة الاثنين اسرائيل الى عدم شن هجوم بري على قطاع غزة وقالت انه يمكن ان يعرض حياة المزيد من المدنيين للخطر.
وقال ان الحكومة الاسرائيلية لها “الحق” وعليها “مسؤولية” حماية مدنييها من الهجمات الصاروخية.
الا انها اكدت ان المزيد من المدنيين سيتعرضون للخطر اذا ما قرر نتانياهو الاستجابة لدعوات المتشددين في ائتلافه الحاكم وارسل قوات برية الى غزة.
واعرب كيري مجددا الاحد عن استعداده لتسهيل وقف العمليات العسكرية. وكان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الاثنين في عمان قبل زيارة القدس ورام الله الثلاثاء على ان تصل وزيرة الخارجية الايطالية فيديريكا موغيريني الاربعاء.
وراى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان “عددا كبيرا من المدنيين الفلسطينيين” قتلوا متخوفا من ان يرفع هجوم بري اسرائيلي محتمل هذه الحصيلة.
وناشدت الجامعة العربية المجتمع الدولي حماية سكان قطاع غزة.
وعلى الارض لم تتوقف العمليات العسكرية.
وللمرة الاولى منذ بدء العملية الاسرائيلية في غزة، قتل فلسطيني في الضفة الغربية خلال مواجهات مع الجيش صباح الاثنين في الخليل.
واعتقلت القوات الاسرائيلية 23 فلسطينيا ليلا بينهم 11 نائبا من حماس.
واندلعت دوامة العنف الحالية بعد خطف وقتل ثلاثة طلاب اسرائيليين قرب الخليل في حزيران/يونيو وحملت اسرائيل حماس مسؤولية ذلك. واعقب ذلك خطف فلسطيني واحراقه حيا في القدس ويتوقع ان توجه في الايام المقبلة التهمة في اطار هذه القضية الى ثلاثة متطرفين يهود.
وفي وقت مبكر من الاثنين، اطلق الجيش الاسرائيلي صاروخ باتريوت لاعتراض “طائرة بلا طيار” فوق مدينة اشدود الساحلية التي تبعد 30 كلم شمال غزة.
واكدت كتائب عز الدين القسام في بيان انها ارسلت الى اسرائيل عددا من هذه الطائرات وان بعضها حلق فوق وزارة الدفاع في تل ابيب.
وادت الغارات الى اضرار في مبان في مدينة غزة ومخيم دير البلح للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع الفلسطيني وكذلك في جباليا وبيت لاهيا شمالا، في مناطق غير بعيدة عن الحدود مع اسرائيل التي طلبت من سكانها اخلاء منازلهم.
وقالت الانروا ان 17 الف شخص لجاوا الى المدارس التي تديرها على الارض.