“الجهاد الإسلامي”: على القاهرة الفصل بين أي مشكلة داخلية وقضية فلسطين
أكد الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” رمضان شلّح أنه “حتى الآن، لم تنضج الأمور لبلورة اتفاق وقف إطلاق نار مع الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة”، مؤكداً أنه “لم يبذل أي جهد حقيقي منذ البداية بهدف التوصل إلى وقف العدوان”، ومعتبراً أن هناك “عدم إمكانية للتوصل إلى اتفاق من دون مصر”.
وشدد شلح، في مقابلة مع قناة “الميادين”، على أن “الذي سيرسم نهاية هذه المعركة هو أداء المقاومة في الميدان”، مؤكداً أنه “إذا تجاوزنا حساسية المعبر، المرتبط بمثلث السلطة في رام الله وحماس في غزة ومصر، فيمكن أن نصل إلى توقيع اتفاق”، مذكراً بأنه في العام 2012 اعتمد أسلوب التدرّج بالهدنة، الذي لم يلتزم به العدو الإسرائيلي.
وتوجّه إلى المراهنين على نفاذ سلاح المقاومة بالقول: “اختصروا الطريق فهذا الرهان خاسر، وإذا لم يوقف العدوان فبرميل البارود في غزة سيتحول إلى كتلة من اللهب ترمي بشرارتها على المنطقة”، مؤكداً أن “المقاومة صنعت أفق أكبر من التفاصيل وقطاع غزة سيعدل مسار تاريخ المنطقة بأكلمها”، مشدداً على أن “إمكانات المقاومة أكبر بكثير مما يظن الاحتلال والذي إذا غامر أكثر فسيتكبد خسائر كبيرة”، ومشيراً إلى أن “المقاومة الفلسطينية فاجأت العدو والصديق”.
وحذّر من أنه “إذا غامر كيان الاحتلال الإسرائيلي أكثر فسيتكبد خسائر كبيرة”، معتبراً أن “الجيش الإسرائيلي ذهب برجليه إلى حتفه وغرق في مستنقع غزة”، مشدداً على أن “قلب المعادلة تحقق منذ اليوم الأول في الحرب حين تم قصف تل أبيب”.
ورأى أن المقاومة الفلسطينية تخوض “معركة غير مسبوقة في تاريخ هذا الصراع”، مشيراً إلى أن “هذه المعركة هي الأولى في تاريخ الأمة التي استهدفت فيها كل مدن كيان الاحتلال”.
أما لناحية التوصل إلى اتفاق لوقف العدوان، فأشار إلى إمكانية “بلورة موقف موحّد في الساحة الفلسطينية عنوانه التعاطي مع الورقة المصرية”، مشدداً على أن “الحد الأدنى الذي لا يمكن التنازل عنه هو رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر وإنهاء الحصار، الذي سيبعث الأمل في نفوس الفلسطينيين”.
وقال: “كل دقيقة تمر ويسفك فيها دم فلسطيني تعني لنا الكثير وقد توافقنا مع حماس على هدنة لساعات محددة لا وقف لإطلاق النار دون تنفيذ شروط المقاومة”.
وشدد شلّح على أن المطلوب من القاهرة الفصل بين أي مشكلة داخلية لأي تيار مصري مع قضية فلسطين لأن “مشكلتنا ليست مع القاهرة ولكن مشكلتنا مع العدو الإسرائيلي”، مؤكداً أن “فلسطين فوق كل المحاور والاصطفافات”، متمنياً على قادة “حماس” أن يراعوا في خطاباتهم الخصوصية الفلسطينينية.
وأشار إلى إمكانية توحيد الموقف في الساحة الفلسطينية تحت عنوان التعاطي مع الورقة المصرية لبلورة أفكار جديدة، داعياً الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى عدم لعب دور الوسيط وأخذ موقف تاريخي وأن التحدث كجزء من الكل الفلسطيني وهو قد قال لي نوقف النار ثم بعد ذلك نتفاوض فأجبته 20 سنة وانت تفاوض، بماذا خرجت؟”، مؤكداً “عدم وجود مسار قطري- تركي وأن حماس حريصة على دور مصر ودور السلطة الفلسطينية أما ورقة التهدئة التي سلمت لقطر أنجزت بعد ورقة القاهرة وسلمت في ما بعد لها”، ومضيفاً “نحن أمام مشكلتين الأولى هي العدوان الإسرائيلي والمشكلة الثانية هي موقف القاهرة من حماس”.
وشدد شلّح على أن “ما يجري الآن هو تصويب للبوصلة”، معتبراً أن “لا شيء يمكن أن يحقق الإجماع في هذه الأمة مثل ما فعلت فلسطين”.
وإذ شدد على أن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية لا يمكن أن يدجن ويركع، توجّه إليهم قائلاً: “لا تحولوا سلطة أوسلو إلى سلطة انتداب فلسطيني فطريق الدولة هي المقاومة التي رسمتها في غزة. وإذا كانت المقاومة ستقف وتعلن أن غزة منطقة محررة بالكامل فنحن جاهزون للمشاركة في إدارة غزة. وإذا كانت السياسة هي الإصرار على الحق الفلسطيني وأن نسلك طريق استعادة الأرض نحن دائماً في المعادلة”.
وأردف قائلاً: “الجيل الذي يشهد ملحمة النصر، اليوم، لن يستطيع كيان الاحتلال أن يقف في وجهه فيما الجيل الذي رأى هزيمة 67 هو من يقود المعركة الانتصار ضد كيان الاحتلال الآن”.
أما في موضوع العلاقة مع “حزب الله”، خاصة بعد اتصال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بشلّح لبحث التطورات في غزة، فقد أكد الأخير أن “العلاقة بين المقاومة اللبنانية والفلسطينية تاريخية”، كاشفاً عن لقائه نصرالله خلال العدوان على غزة.
وأعلن عن أنه في حرب تموز، أرسل إلى “قيادة المقاومة اللبنانية طالباً ألا يبادروا بقصف تل أبيب”.
أما في الملف السوري، فرأى شلّح أن “سوريا استطاعت، بعقلها السياسي الكبير الفصل، بين جماعة الإخوان المسلمين وفتحت أبواب دمشق أمام حماس والجهاد الإسلامي”، مشيراً إلى أن “دمشق تعلم أنها باحتضانها لنا تحتضن فلسطين”.
وختم قائلاً: “نحن أمام مشكلتين الأولى مع العدوان الإسرائيلي والثانية هي موقف القاهرة من حماس”، مشيراً إلى أن “هناك خذلاناً عربياً وتآمراً عربياً على غزة فيما أميركا شريكة في العدوان ولا تريد خيراً للمنطقة”.