أوكرانيا تدعو الحلف الأطلسي للتدخل
دعا وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي لتقديم الدعم العسكري للقوات الأوكرانية التي تقاتل الانفصاليين المؤيدين لروسيا وقال إن التحالف بحاجة لتبني استراتيجية جديدة تجاه كييف.
ووصل الصراع المستمر منذ أربعة شهور في أوكرانيا مرحلة حرجة وقال زعيم للانفصاليين يوم السبت إن الانفصاليين يتسلمون مركبات مدرعة جديدة وإن مقاتليهم يتلقون تدريبات في روسيا ويعتزمون شن هجوم مضاد ضد قوات الحكومة الأوكرانية.
وقال كليمكين لإذاعة دويتشلاندفانك الألمانية إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي أن يدرسا ما الذي يمكن أن يفعلوه وما الذي سيفعلوه إذا كسرت القواعد مضيفا أن هذا كان الحال عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم في مارس آذار وأن هذا هو الحال أيضا بشأن ما تفعله روسيا في دونيتسك ولوجانسك.
وتابع وفقا لنص المقابلة التي ستذاع غدا الأحد “هذا سؤال صعب حقا للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.. ماالذي يمكن أن يفعلاه إذا كانت دولة أوروبية تدق طبول الحرب في أوروبا؟”
وتابع “لهذا السبب إذا قالوا.. ليس بإمكاننا فعل الكثير .. فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو .. كيف يمكن إذن الاستمرار في اعتباركم شركاء مسؤولين؟
وكان زعيم انفصالي قد قال في تسجيل مصور إن الانفصاليين الأوكرانيين يتسلمون مركبات مدرعة جديدة وإن مقاتليهم يتلقون تدريبات في روسيا ويعتزمون شن هجوم مضاد ضد قوات الحكومة الأوكرانية.
وبلغ الصراع الدائر منذ أربعة شهور في أوكرانيا مرحلة حرجة فيما تتابع كييف وحكومات غربية بقلق لترى إن كانت روسيا ستتدخل لدعم الانفصاليين الذين تحاصرهم القوات الحكومية. وتنفي موسكو عزمها التدخل.
وقال الكسندر زخارتشينكو رئيس وزراء ما يسمى بجمهورية دونيتسك الشعبية إن الانفصاليين يتسلمون في الوقت الحالي نحو 150 مركبة مدرعة بينها 30 دبابة كما سيصل لهم 1200 مقاتل قال إنهم أمضوا أربعة أشهر يتدربون في روسيا.
وقال في مقطع فيديو سجل يوم الجمعة “سينضمون في أكثر اللحظات الحاسمة.” ولم يحدد من أين ستأتي المركبات.
وتعرضت روسيا لعقوبات غربية مشددة بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم الأوكرانية والاتهامات الموجهة لها بدعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا بالجنود والتمويل. وتنفي روسيا هذه الاتهامات.
وفي مؤشر على القلق بشأن أحدث تصريحات للانفصاليين قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشارة أنجيلا ميركل والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو اتفقا في مكالمة هاتفية على ضرورة توقف نقل الاسلحة للانفصاليين في أوكرانيا والتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار.
وزادت بواعث القلق من احتمال نشوب حرب بين البلدين اللذين كانا جزءا من الاتحاد السوفيتي بعد إعلان أوكرانيا أنها دمرت جزءا من رتل من المركبات المدرعة عبرت الحدود من روسيا. وتسبب التقرير في حركة بيع للأسهم في البورصات الدولية في ظل خشية الأسواق من تصاعد الصراع.
لكن موسكو لم تلوح بالرد بل وصفت دخول عربات مدرعة تابعة لها الأراضي الأوكرانية بأنه “ضرب من الخيال”.
وتحث جو بايدن مع بوروشينكو يوم السبت. وقال البيت الأبيض “اتفق الزعيمان على أن إرسال روسيا لأرتال عسكرية عبر الحدود إلى أوكرانيا واستمرار إرسال أسلحة متطورة للانفصاليين لا يتماشى مع أي رغبة لتحسين الوضع الإنساني في شرق أوكرانيا.
ودعا وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي لتقديم الدعم العسكري للقوات الأوكرانية
وظل الانفصاليون الذين تعرضوا لعدة هزائم أمام القوات الحكومية في الاسابيع الأخيرة يتوعدون بهجوم مضاد لعدة أيام لكن ذلك لم يحدث.
وتولى زخارتشينكو مقاليد الأمور من المواطن الروسي الكسندر بوروداي الأسبوع الماضي وستبدد تصريحاته العدائية أي آمال في أن تغيير قيادة الانفصاليين قد يكون مؤشرا على الاستعداد لانهاء القتال.
وزادت حدة التوتر في ظل الخلاف بين روسيا وأوكرانيا حول قافلة مؤلفة من 280 شاحنة روسية تحمل الماء والغذاء والأدوية لا تزال على بعد نحو 20 كيلومترا من الحدود الأوكرانية منذ يوم الجمعة.
وقال مسؤولون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن معظم الاجراءات تمت بموافقة روسيا وأوكرانيا لكن الجانبين مازالا بحاجة لتحديد كيفية توفير الأمن قبل ان تتحرك القافلة تحت رعاية الصليب الأحمر. ولم يتضح متى يمكن التوصل لاتفاق بشأن الأمن.
وتقول روسيا إن القافلة انسانية صرفة لدعم المدنيين في المناطق التي استعر فيها الصراع لكن أوكرانيا تخشى أن تكون القافلة غطاء لنقل معدات عسكرية أو حجة للتدخل المسلح.
وأدى الصراع في أوكرانيا إلى تدني العلاقات بين روسيا والغرب إلى أدنى مستوى منذ الحرب الباردة وتسبب في فرض مجموعة من القيود التجارية التي تضر بالاقتصاد الروسي واقتصادات دول أخرى في أوروبا.
وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن ما يقدر بنحو 2086 شخصا قتلوا في الصراع بأوكرانيا وأصيب نحو خمسة آلاف شخص.
وأجرى الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو محادثات في كييف مع بوروشينكو بعد يوم من مناقشة كيفية حل الأزمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال نينيستو “لا أرى اندلاع حرب شاملة احتمالا قويا.. أملي يستند إلى حقيقة أن التواصل قائم إلى حد ما.”
وقالت فرنسا إن اجتماعا بين وزراء خارجية أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا من المقرر أن يعقد في برلين يوم الأحد قد يكون خطوة أولى نحو قمة سلام.
وذكرت صفحة اخبارية الكترونية تابعة للانفصاليين يوم السبت أن متمردين قتلوا 30 من أفراد كتيبة تابعة للجيش الأوكراني في اقليم لوجانسك الذي يسيطر عليه المتمردون في شرق اوكرانيا بجوار الحدود مع روسيا.
ونفى اندري ليسينكو المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية ما قاله الانفصاليون. وأضاف أن ثلاثة جنود أوكرانيين قتلوا أيضا على مدى الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
وقال ليسينكو خلال مؤتمر صحفي إن قوات الأمن الأوكرانية رصدت خلال الساعات القليلة الماضية طائرات روسية بدون طيار وطائرة هليكوبتر تخترق الحدود وتدخل المجال الجوي لأوكرانيا.
ونفى أن تكون قوات كييف قد أطلقت نيران المدفعية على دونيتسك وهي أحد معقلين للانفصاليين في الشرق حيث قال صحفي من رويترز إن دوي الانفجارات سمع في وسط المدينة يوم السبت.
وقالت إدارة مدينة دونيتسك إن أربعة اشخاص قتلوا في القصف الذي دمر منازل وأشعل النيران في عدة مبان.
كانت قوات أوكرانيا قد تمكنت من طرد الانفصاليين من مساحات واسعة من الأراضي وتحاصرهم تقريبا في دونيتسك ولوجانسك. وتقول كييف إنها تسيطر الآن على الطريق الرابط بين المدينتي