تبادل قصف عنيف يسبق لقاء الرئيسين الروسي والأوكراني
تعرضت مدينة دونيتسك المعقل الرئيسي للانفصاليين في شرق أوكرانيا قرب الحدود مع روسيا لقصفا عنيف بالمدفعية قبل ساعات من وصول طائرة ميركل إلى كييف.
ورأى مراسلون لرويترز شققا سكنية تتعرض للدمار وبركا من الدماء. وقال سكان إن اثنين من المدنيين قتلا. وقد يكون القصف العنيف غير المعتاد في اطار جهود الحكومة لتحقيق تقدم ضد الانفصاليين قبل يوم الاستقلال الأوكراني الذي يوافق يوم الأحد.
وقال مراسلو رويترز في دونيتسك إن معظم القصف يستهدف الضواحي ولكن دوي الانفجارات يسمع في وسط المدينة.
وفي حي لينينسكي في دونيتسك قال رجل اسمه جريجوي انه كان في دورة المياه صباح السبت حين سمع صوت أزيز ينذر بقدوم قذيفة. وقال “ثم وقع انفجار وحين خرجت لم اجد نصف المبنى.”
وانهار سقف المبنى وتحول لكومة من الأنقاض وقال جريجوري ان ابنته (27 عاما) نقلت للمستشفى بعدما اصيبت في الرأس ثم التقط صورة من وسط الانقاض قائلا “هذا حفيدي “.
وفي منطقة سكنية اخرى على بعد خمسة كيلومترات شمالا من وسط المدينة اصيب متجر وعدة منازل. وقال سكان ان مدنيين اثنين قتلا
قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم السبت إن الأزمة الأوكرانية لا يمكن حلها إلا بتشديد الرقابة على الحدود بين أوكرانيا وروسيا حيث يزعم الغرب أن موسكو تنقل من خلالها أسلحة لمساعدة الانفصاليين.
وتزور ميركل كييف قبيل اجتماع مزمع بين الرئيسين الروسي والأوكراني هذا الأسبوع. ويصف الدبلوماسيون الاجتماع بأنه أفضل فرصة منذ شهور للتوصل إلى اتفاق سلام في شرق أوكرانيا حيث تقاتل القوات الحكومية انفصاليين موالين لموسكو.
ووصلت ميركل في وقت تصاعدت فيه حدة التوتر مرة اخرى اذ يزعم حلف شمال الأطلسي بأن الجيش الروسي ينشط داخل أوكرانيا لمساعدة الانفصاليين فيما أغضبت موسكو كييف وحلفاءها الغربيين بإرسال قافلة إغاثة إلى أوكرانيا دون موافقة الحكومة الأوكرانية.
وقالت ميركل عن اجتماع الثلاثاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو “لا بد أن يكون هناك طرفان ليتحقق النجاح. لا يمكنك تحقيق السلام بمفردك. آمل أن تؤدي المحادثات مع روسيا للنجاح.”
وأضافت ميركل في مؤتمر صحفي بعد محادثات مع بوروشينكو في العاصمة الأوكرانية “الخطط مطروحة على الطاولة…يجب أن تتبعها الأفعال.”
وقالت إن من الضروري التوصل إلى وقف لإطلاق النار لكن العقبة الرئيسية تتمثل في غياب السيطرة على الحدود التي تمتد لما يقرب من 2000 كيلومتر. واقترحت التوصل إلى اتفاق بين كييف وموسكو على أن تتولى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مراقبة الحدود.
وأشار بوروشينكو إلى أنه يرى أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق.
وقال “الجانب الأوكراني وشركاؤنا الأوروبيون سيفعلون كل شيء ممكن لتحقيق السلام لكن ليس على حساب سيادة أوكرانيا أو وحدة ترابها واستقلالها.”
ويقول دبلوماسيون إن ميركل لديها هدفين من الزيارة هما اظهار الدعم في المقام الأول لكييف في مواجهتها مع روسيا بالإضافة إلى حث بوروشينكو على الانفتاح على مقترحات السلام عندما يجتمع مع بوتين.
وأدى الصراع في أوكرانيا إلى تراجع العلاقات الروسية الغربية إلى ادنى مستوياتها منذ الحرب الباردة وأثار جولة من العقوبات التجارية تضر بروسيا وباقتصاديات هشة بالفعل في أوروبا.
ودخلت قافلة تضم نحو 220 شاحنة مطلية باللون الابيض أوكرانيا يوم الجمعة من خلال معبر حدودي يسيطر عليه الانفصاليون بعد ايام من الانتظار للحصول على تصريح.
وقالت موسكو إن الشاحنات دخلت بدون موافقة كييف لان المدنيين في المنطقة يعانون من حصار تفرضه عليهم قوات الحكومة الأوكرانية وفي حاجة ماسة للطعام والماء والامدادات الأخرى. ووصفت كييف القافلة بانها غزو مباشر وهو نفس الرأي الذي ردده حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والزعماء الأوروبيون.
وقال صحفي من رويترز عند معبر دونيتسك ازفارينو على الحدود بين روسيا واوكرانيا من حيث عبرت القافلة الحدود أمس الجمعة إن الشاحنات بدأت اليوم السبت في العودة إلى الجانب الروسي من الحدود.
وقالت وزارة الخارجية في موسكو إن القافلة غادرت أوكرانيا رغم أن متحدثا باسم الجيش الأوكراني فند هذا قائلا إن 184 شاحنة من أصل 220 هي التي عادت إلى روسيا.
وفي وقت لاحق قالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن كل الشاحنات التي دخلت أوكرانيا ضمن قافلة الإغاثة الروسية عادت الان إلى الأراضي الروسية.
وفي بروكسل قال حلف شمال الأطلسي إنه تلقى تقارير عن وقوع اشتباكات بين القوات الروسية والقوات الأوكرانية داخل أوكرانيا مما يذكي مزاعم الغرب بأن الكرملين يقف وراء الصراع في مسعى لتقويض القيادة الموالية للغرب في كييف.
وقالت اوانا لونجيسكو المتحدثة باسم الحلف “الدعم المدفعي الروسي-عبر الحدود ومن داخل أوكرانيا- يستخدم ضد القوات المسلحة الأوكرانية.”
وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني في كييف اندري ليشنكو إن قوات الحكومة الأوكرانية تتعرض حاليا لقصف عبر الحدود من روسيا باستخدام صواريخ جراد واوراجان على امتداد 400 كيلومتر من الحدود.
ووصفت وزارة الخارجية الروسية في بيان تلك المزاعم بانها “لا أساس لها”.
وتتهم روسيا كييف بأنها تشن بدعم من الغرب حربا ضد المدنيين الأبرياء في شرق اوكرانيا وهي منطقة يتحدث سكانها الروسية.
وأصبح الانفصاليون محاصرين حاليا في معقليهما في لوجانسك ودونيتسك.
و