دردشة أوباما ونتانياهو تلتف على فلسطين وتركز على ايران
ضغط الرئيس الامريكي باراك حسين اوباما يوم الاربعاء على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن مساعي السلام في الشرق الاوسط وقال انه يلزم بذل جهود لتغيير الوضع الراهن بين اسرائيل والفلسطينيين.
وأثناء اجتماع في البيت الابيض قال أوباما إن الوضع الراهن بين الطرفين غير قابل للاستمرار. واشار الى الحاجة لايجاد سبل للحفاظ على سلامة الاسرائيليين من الصواريخ العابرة للحدود مع تجنب الخسائر البشرية الفلسطينية في غزة.
وبحث اوباما ونتنياهو أيضا موضوع البرنامج النووي الإيراني حيث قال نتنياهو لأوباما إن عليه أن يضم أن أي اتفاق نووي نهائي مع إيران لا يتركها عند “عتبة” التمكن من تطوير أسلحتها النووية.
في المقابل ركز أوباما على الحرب الدموية في قطاع غزة التي استمرت 55 يوما وانتهت في أغسطس اب دون ان يحقق أي من الجانبين انتصارا واضحا. جاءت تلك الحرب بعد انهيار محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة بين اسرائيل والفلسطينيين في ابريل نيسان.
وقال أوباما “يتعين علينا ان نجد وسائل لتغيير الوضع القائم حتى يصبح المواطنون الاسرائيليون آمنين في منازلهم وأطفال المدارس آمنين في مدارسهم من نيران الصواريخ.. لكن أيضا دون حدوث مأساة الاطفال الفلسطينيين الذين يقتلون.”
وأيدت ادارة أوباما حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد نيران الصواريخ التي أطلقتها حماس عبر الحدود أثناء الحرب لكنه عبر أيضا عن انتقاد نادر لاساليب الجيش الاسرائيلي مع تصاعد الاصابات في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
ودمرت الحرب بعض أحياء غزة وقتلت أكثر من 2100 فلسطيني أغلبهم مدنيون وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة. وقتل 67 جنديا إسرائيليا وستة مدنيين في إسرائيل في الحرب.
وقال نتنياهو انه مازال “ملتزما برؤية سلام لدولتين وشعبين” استنادا الى ترتيبات لامن اسرائيل. لكنه لم يعرض أي مسار لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.
وبدلا من ذلك أشار الى ان هناك حاجة “للتفكير خارج الصندوق” واجتذاب دول عربية معتدلة “لبناء برنامج ايجابي” لدفع السلام والامن في المنطقة وان كان لم يعرض أشياء محددة.
ورفض الفلسطينيون هذا الاسلوب باعتباره محاولة للالتفاف على المحادثات المباشرة.
ولم يظهر أوباما أو نتنياهو أي مظاهر توتر مباشر وهما يجلسان بجوار بعضهما البعض في المكتب البيضاوي بالبيت الابيض. وأظهر الاثنان مشاعر ود ورغبة في العمل حتى انهما تصافحا بعد ان ألقى أوباما بيانه.
وآخر شيء يريد البيت الابيض ان يراه هو تكرار لما حدث في المكتب البيضاوي عام 2011 عندما ألقى نتنياهو محاضرة على أوباما بشأن الكفاح الطويل للشعب اليهودي.
لكن حتى مع الكلمات الهادئة لم يكن هناك شك يذكر بشأن الخلافات العالقة.
ومما يشير للتفاوت في المنعطف الحرج في المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية أوضح نتنياهو أنه ما زال على خلاف مع أوباما بشأن مسار المفاوضات الدولية مع عدو إسرائيل اللدود.
وقال لأوباما “كما تعلمون أيها السيد الرئيس أن إيران تسعى لإبرام اتفاق يرفع العقوبات الشديدة التي عملتم جاهدين على فرضها- وترك إيران على عتبة أن تصير قوة نووية.. آمل بشدة ألا يحدث ذلك تحت قيادتكم.”
وأوضح أوباما في المقابل أنه منفتح على استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم على أساس محدود ولأغراض مدنية.
ولم يتحدث الرئيس الأمريكي إلا بشكل عام بشأن إيران حينما بدأ الرجلان محادثاتهما المغلقة. وقال إن “تقدما يتم إحرازه” في التعامل مع برنامج إيران النووي.
وكان المتوقع هو ان يستخدم نتنياهو لقاءه مع اوباما في المكتب البيضاوي لتكرار التحذير الذي قاله امام الجمعية العامة للامم المتحدة هذا الاسبوع من ان ايران المسلحة نوويا ستشكل خطرا أكبر من الدولة الاسلامية التي سيطرت على مناطق شاسعة من العراق وسوريا.
واتهم عضو في الوفد الايراني نتنياهو “باشاعة الهلع من ايران والاسلام.”
ورغم ان اسرائيل تساند جهود الرئيس الامريكي لتشكيل تحالف للتصدي للدولة الاسلامية يخشى بعض الاسرائيليين من تساهل القوى الكبرى مع البرنامج النووي لايران الشيعية حتى تساعد في قتال تنظيم الدولة الاسلامية السني.
وفي محادثات يوم الاربعاء كان واضحا عزم نتنياهو ابقاء التركيز على ايران التي يعتبر برنامجها النووي مصدر تهديد لوجود اسرائيل. وتنفي ايران انها تسعى لامتلاك قدرات أسلحة نووية.
ويفترض على نطاق واسع ان اسرائيل لديها الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط.
وقال مسؤول اسرائيلي في وقت سابق ان نتنياهو سيسعى للحصول على تطمينات من اوباما بالتزامه بتعهده الذي قال فيه “عدم التوصل الى اتفاق أفضل من التوصل الى اتفاق سيء” في محادثات ايران النووية مع القوى العالمية التي تسعى للتوصل الى اتفاق نهائي في نوفمبر تشرين الثاني.
وأنهت ايران وست قوى عالمية محادثات استمرت عشرة أيام في نيويورك الاسبوع الماضي لم تحقق تقدما يذكر في التغلب على الخلافات بشأن قضايا مثل المدى الذي يمكن للبرنامج النووي الايراني الذهاب اليه في المستقبل وسرعة رفع العقوبات المفروضة على طهران. وتهدف المحادثات الى الحصول على اتفاق في المدى البعيد بحلول مهلة 24 نوفمبر تشرين الثاني.