اعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء تشديد الاجراءات الامنية حول مباني الحكومة الفدرالية بسبب وجود تهديدات ارهابية، وذلك بعد اسبوع على الاعتداءين اللذين اسفرا عن مقتل جنديين في كندا المجاورة.
وقال وزير الامن الداخلي جيه جونسون ان هذا القرار اتخذ لاسباب “بديهية” بعد “الدعوات المتكررة التي اطلقتها منظمات ارهابية لمهاجمة” الولايات المتحدة.
واضاف في بيان ان هذه الاجراءات التي لن يتم الاعلان عنها بالتفصيل لدواع امنية سيتم تقييمها بانتظام وستتخذ في مباني حكومية مختلفة في واشنطن ومدن اميركية اخرى مهمة.
واوضح جونسون انه “بالنظر الى الاحداث في العالم فان الحذر يملي علينا يقظة مشددة في حماية المنشآت الحكومية وموظفينا”.
والوكالة الفدرالية المسؤولة عن تنفيذ هذه الاجراءات “اف بي اس” مولجة حماية 9500 مبنى حكومي يعمل فيها او يقصدها يوميا ما مجموعه 1,4 مليون شخص.
والاسبوع الماضي استهدف اعتداءان وصفتهما الحكومة الكندية بالارهابيين جنودا كنديين ما اسفر عن مقتل اثنين منهم.
في بريطانيا قال مصدر عسكري يوم الثلاثاء إنه تم نشر جنود مسلحين في المواقع السياحية الشهيرة في قلب المنطقة الحكومية بوسط لندن في اجراء احترازي بعد ان هاجم مسلح اسلامي البرلمان الكندي الاسبوع الماضي.
وقال المصدر لرويترز إن قرار نشر القوات عند مدخل استعراض تغيير الحرس في شارع وايتهول بلندن ليس الدافع ورائه خطر محدد وانما ليكون قوة ردع مرئية.
وتتجمع حشود ضخمة من السياح كل يوم عند موقع تغيير الحرس الذي يبعد مسافة صغيرة عن المقر الرسمي لاقامة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لمشاهدة مراسم تغيير الحرس.
وقال المصدر ان القرار اتخذه قائد عسكري محلي ردا على الاحداث في كندا الاسبوع الماضي حيث قتل جندي يقف حراسة عند النصب التذكاري لقتلى الحروب برصاص رجل قالت الشرطة إنه اعتنق الاسلام في الاونة الاخيرة ثم توجه الى مبنى البرلمان.
وقال المصدر إن قوة شرطة العاصمة لندن هي المسؤولة عن الامن في شوارعها وإنه تم نشر الجنود المسلحين في الاماكن السياحية.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع “تراجع وزارة الدفاع بطريقة روتينية الترتيبات الامنية في جميع منشآتها. ومن الواضح اننا لا نعلق علانية على جوهر هذه الامور.”
أما في ألمانيا فقد حذر وزير الداخلية الألماني توماس دو مازيير يوم الثلاثاء من أن التشدد الإسلامي يشكل تهديدا أمنيا خطيرا لألمانيا وقال إن القادرين على شن هجمات في البلاد زادوا إلى أكبر عدد على الإطلاق.
وقال في مؤتمر أمني إنه إلى جانب الخطورة التي شكلها الجهاديون الألمان العائدون من سوريا يوجد هناك خطر وقوع اشتباكات في الشوارع الألمانية مع نشوب خلافات فيما بين الجماعات المتشددة. وهو ما يجسد الصراعات في الشرق الأوسط.
وتابع الوزير الألماني إن قوات الأمن تعتقد أن الخطر الأكبر يجيء من المتشددين الذين يعملون بمفردهم مثلما حدث في كندا الأسبوع الماضي حينما قتل جنديان في هجومين قالت الشرطة إن من نفذهما اعتنقا الإسلام في الآونة الأخيرة.
وقال “الوضح حرج. عدد الأفراد الذين يشكلون خطرا لم يصل إلى هذا المستوى من قبل.. نحن نمثل الحرية ولهذا نحن المستهدفون بالكراهية.”
وحذر مكتب المخابرات المحلية من أن السلفية شديدة المحافظة تزيد شعبيتها مما يزيد عدد المجندين المحتملين في صفوف الدولة الإسلامية.
وسافر نحو 450 شخصا من ألمانيا للانضمام إلى الجهاديين في سوريا والعراق. وعاد منهم نحو 150. وتراقب السلطات الألمانية ما مجمله 225 مشتبها بهم يعتقد أنهم قادرون على شن هجمات في الأراضي الألمانية بالمقارنة بثمانين أو تسعين شخصا فقط قبل بضعة أعوام على حد قول دو مازيير.
وعلى الرغم من أن ألمانيا لم تشارك بصورة مباشرة في الضربات التي تقودها الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية في العراق وفي سوريا فإنها وافقت على إرسال أسلحة للقوات الكردية في شمال العراق لمساعدتها في الدفاع عن نفسها في مواجهة المتشددين الإسلاميين.
وفي تلك الأثناء أصدر تنظيم الدولة الإسلامية تسجيلات مصورة دعائية في المانيا وبعضها فيه جهاديون يتحدثون الألمانية بطلاقة ويهددون بشن هجمات في ألمانيا.وفي عدة مدن ألمانية في الشهور الماضية اشتبكت جماعات من السلفيين والأكراد المحليين في معارك شوارع. وهي توترات غذتها هجمات الدولة الإسلامية على الأكراد في الشرق الأوسط.
وخرجت مجموعة من 4000 من مؤيدي اليمين المتطرف في مسيرة يوم الأحد لمناهضة مسيرة السلفيين في مدينة كولونيا ورشقت الشرطة بالحجارة والزجاجات الفارغة والألعاب النارية مما أسفر عن إصابة 49 ضابطا.
وقال هانز جورج ماسين رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور “نخشى أن تتصاعد الاشتباكات العنيفة بين المتطرفين في شوارعنا”.
ويصف المكتب الاتحادي لحماية الدستور السلفية في ألمانيا بأنها “أكثر الحركات الإسلامية ديناميكية”. ويقدر أن عدد السلفيين ارتفع من نحو 3800 في عام 2011 إلى 5500 العام الماضي ويمكن أن يصل إلى 7000 بنهاية عام 2014.
وعلى صعيد منفصل قالت وكالة المخابرات الاتحادية الألمانية إن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية سيتمكنون من شن عمليات في العراق “في المستقبل القريب” رغم الضربات الجوية التي توجهها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة وجهود قوات الأمن العراقية لاستعادة الأراضي العراقية التي سيطر عليها التنظيم.
وأضافت في بيان يوم الثلاثاء إن الدولة الإسلامية ما زالت قادرة على العمل بنجاح في محافظة الأنبار بغرب العراق وخارج بغداد وتسعى لاقناع مزيد من العراقيين السنة بالتحول ضد التحالف الذي يقاتل التنظيم بقيادة الولايات المتحدة.
فيما