وزير عراقي: ميليشيات شيعية تقوض مهمة محاربة داعش
قال وزير المالية العراقي ان التبذير في الإنفاق من جانب الحكومة على معركتها ضد الدولة الاسلامية والذي شمل أكثر من مليار دولار على الميليشيات الشيعية المتهمة بانتهاكات حقوق الانسان يقوض جهود المحافظة على البلاد.
وفي مقابلة مع رويترز اتهم هوشيار زيباري- وهو كردي يعتبر معتدلا- زعماء عراقيين سابقين وحاليين بسوء الادارة وسوء التخطيط والفشل في التواصل مع الاشخاص الوحيدين الذين يمكنهم هزيمة الدولة الاسلامية وهم العشائر السنية.
وعندما اجتاح مقاتلو الدولة الاسلامية شمال العراق في يونيو حزيران لم يواجهوا مقاومة تذكر من الجيش الذي دربته الولايات المتحدة.
ولجأت الحكومة التي يقودها الشيعة الى الميليشيات المدعومة من ايران بعد ان تعرض الجيش لاهانة على يد بضع مئات من المقاتلين المتطرفين.
وقال زيباري الذي كان يتحدث في مكتبه وهو يعدد التحديات التي يواجهها العراق “جزء من المشكلة الاقتصادية والمالية التي نواجهها هي هذا الانفاق على اللجان الشعبية وعلى الميليشيات والجيش وعلى التعاقدات.”
وأضاف “المجالات الرئيسية التي تنفق فيها الميزانية بتبذير كانت من بين هذه الجهود العسكرية دون تخطيط مناسب بالاضافة الى الانفاق على المتطوعين.”
والعراقيون الذين انضموا للقتال ضد الدولة الاسلامية يطلق عليهم متطوعون وهم يضمون الميليشيات الشيعية التي تتحرك بحصانة فيما يبدو باسم التصدي للدولة الاسلامية.
وعندما سئل بشأن الاموال التي حولت الى الميليشيات قال زيباري “أعتقد انهم يدفعون رواتبهم وطعامهم وملابسهم واسلحتهم وهكذا. أكثر من مليار دولار منذ يونيو حزيران على الميليشيات.”
وبينما يعلق الزعماء العراقيون آمالهم على الميليشيات اتهمهم السنة بخطف وتعذيب واغتيال افراد من الاقلية السنية وهي اتهامات قوبلت بالنفي.
ويظهر اتهام زيباري للحكومة التي هو جزء منها خلافات الرأي بين المسؤولين التي جعلت اتخاذ القرارات بشأن التعامل مع الدولة الاسلامية أكثر صعوبة. وتبذل جهود في الاونة الاخيرة لتضييق الخلافات السياسية.
والعلاقات بين الحكومة التي يقودها الشيعة وإدارة الإقليم الكردي في الشمال متوترة.
وينتقد الأكراد حكومة بغداد لعدم دفع مرتبات الموظفين في الحكومة الاقليمية الكردية. والحكومة المركزية غاضبة من صادرات النفط الكردية.
وقال زيباري ان الجانبين يحاولان اعداد حل وسط تبدأ بموجبه الحكومة سداد الرواتب وبدء مفاوضات بشأن قيام الاكراد بارسال ايرادات صادرات النفط الى الميزانية العامة للدولة.
خطأ المالكي
قال زيباري ان الانفاق على الميليشيات يحرم العراق من فرصة الاعمار بعد سنوات عديدة من الحرب وأحدثها الحملة التي تتزعمها الولايات المتحدة ضد المسلحين السنة والقاعدة والمعارك ضد الميليشيات الشيعية أثناء الاحتلال.
والزعيم العراقي الذي تعامل عن قرب مع الميليشيات هو رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وهو من أكثر الشخصيات الخلافية التي ظهرت بعد الاحتلال الامريكي.
ويقول منتقدون ان المالكي وهو شيعي خلق أحوالا سمحت للدولة الاسلامية بأن تزدهر بسبب سياساته الطائفية الصارخة التي أبعدت الاقلية السنية التي رحبت بالمتشددين في بلداتها وقراها ووقفوا في جانبهم.
وينفي المالكي هذه المزاعم.
وأجبرت الضغوط من الولايات المتحدة وايران التي تمثل قوة اقليمية وعلي السيستاني اكبر رجل دين شيعي في العراق المالكي على التخلي عن معركته للبقاء في السلط. وعلقوا آمالهم على حيدر العبادي الذي ينظر اليه على انه شخصية تصالحية لديه فرصة الفوز بدعم العشائر في محافظة الانبار معقل السنة التي ساعدت في وقت من الاوقات مشاة البحرية الامريكية على هزيمة القاعدة ويمكن اقناعها بالهجوم على الدولة الاسلامية.
وزيباري لديه شكوكه وخاصة بعد الدماء التي أريقت في الاسبوع الماضي عندما أعدمت الدولة الاسلامية أكثر من 300 من افراد عشيرة البونمر لانها قاومت تقدمها الاقليمي.
وقال زيباري “انه يحاول التواصل مع العشائر السنية. لكن ما يتوقعه الناس منه هو الافعال وليس الكلمات. بامكانه التحرك بايقاع أسرع.”
وقال “هذا هو الرأي لاننا رأينا ما حدث في الاونة الاخيرة مع عشيرة البونمر على سبيل المثال وهناك حاجة ملحة للتحرك أسرع في هذا الشأن.”
واعتقلت الدولة الاسلامية أعدادا كبيرة من رجال العشائر وأعدمتهم وألقت بهم في مقابر جماعية بينما لم يكن هناك احساس بالوضع الملح من جانب الحكومة في بغداد.
وقال زيباري “الحكومة لا يمكنها ارسال امدادات بطريقة مناسبة أو الوصول اليهم لان الحكومة في واقع الامر تواجه مصاعب جمة. حاولوا تقديم بعض الدعم الجوي لكنه كان محدودا ولم يكن بالامر الكبير. خطوط الاتصالات فقدت.”
وأضاف “العديد من الجسور نسفت (بواسطة الدولة الاسلامية).”
وقال زيباري الذي كان يشغل في السابق منصب وزير الخارجية ان ايجاد سبيل لتشكيل تحالف بين الحكومة والعشائر السنية يجب ن تكون له الاولوية الكبرى في المعركة ضد الدولة الاسلامية.
وأضاف ان الدعم الجوي الامريكي ليس كافيا.
وقال زيباري “الضربات الجوية وحدها لا يمكن ان تحل المشكلة. هناك حاجة لوجود قوات محلية على الارض. والعشائر السنية فقط هي التي يمكنها القيام بهذه المهمة بدعم من الحكومة.”
وكان زيباري أكثر تفاؤلا فيما يبدو بشأن بغداد التي ستكون أكبر جائزة لمقاتلي الدولة الاسلامية الذين هدوا بالتقدم نحو العاصمة.
وقال ان الدولة الاسلامية لم تعد تمثل تهديدا للعاصمة لكنه أقر بأن التنظيم لديه العديد من الخلايا النائمة والمؤيدين هناك وامداد مستمر من المفجرين الانتحاريين وأغلبهم من الاجانب.
ويتوقع ان تستمر المعركة ضد الدولة الاسلامية لفترة طويلة وان تستنفد الميزانية في المدى البعيد رغم ان العراق من الدولة المنتجة للنفط الاعضاء في منظمة اوبك.
ولم تتمكن الحكومة من تقديم ميزانية 2014 الى البرلمان لكنها وعدت بتقديم تفاصيل النفقات في موعد لاحق.
وقال زيباري “نعد بأنه بالنسبة لعام 2015 يجب ان نقدم ميزانية مناسبة للبلاد.”
وقال زيباري ان خلاصة القول هو ان العراق لا يمكنه ان يتحرك الى الامام الى ان تتم هزيمة الدولة الاسلامية.
وقال “الدولة الاسلامية لديها خطة عمل واضحة. انها تريد اقامة وتعزيز دولة الخلافة. ولا يمكن ان يعمل البلد بينما تسيطر الدولة الاسلامية على عدة محافظات