الحدود الليبية المصرية – عامر السيسي «برس نت» (خاص)
تشهد ليبيا حالة من الفوضى منذ الاطاحة بالعقيد معمر القذافي عام ٢٠١١، إذ تتنافس قبائل وميليشيات للاستئثار بالسلطة بينما تعجز الفصائل السياسية عن الإمساك بشؤون البلاد.
تتألف المليشيات من ثوار مسلحين كانوا قد غادروا ليبيا إلى سوريا للقتال إلى جانب الكتائب الإسلامية التي تحارب النظام، قبل أن يعودوا ليستقروا في شرق ليبيا.
ويوجد في الشرق ثلاث جماعات متشددة تسيطر على مدينة «درنة» وهي «مجلس شورى شباب الاسلام»، و«جماعة أنصار الشريعة»، و«كتيبة شهداء ابو سليم ». ويبدو أن جماعة أنصار الشريعة قد أعلنت الولاء لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)و إلا أن إذاعة الـ بي بي سي قالت نقلاً عن مراسلتها في ليبيا يبدو «إنها جماعة انفصلت عن مجلس الشريعة».
وقد تغيرت أسماء المرافق العامة في درنة التي هي خارج سيطرة الحكومة المركزية منذ عام ٢٠١٢ فتحولت المحاكم إلى «محاكم شرعية» والمخافر إلى «مراكز شرطة إسلامية».
ومن المؤشرات إلى انزلاق المنطقة نحو «التشدد الداعشي» الخوف الذي ينتاب السكان. فقد عثر على جثث لثلاثة ناشطين (سراج غطيش ومحمد بطو ومحمد مسماري) وقد تم قطع رأسهم بعد أن كانوا اختطفوا في وقت سابق من الشهر الجاري. ويقول السكان إن الناشطين الثلاث نشروا كتابات عبر شبكات التواصل الاجتماعي عن نمط الحياة في المدينة منذ أو وقعت تحت سيطرة الميليشيات الإسلامية. ولم تعلن أي جماعة حتى الآن مسؤوليتها عن قتل الناشطين الثلاثة.
وكانت لقطات فيديو وأقوال مقيمين قد أفادت بان عشرات السكان في بلدة درنة بشرق ليبيا اعلنوا ولاءهم لابو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الاسلامية الذي يقاتل في سوريا والعراق.
وأمكن في لقطات فيديو بثت على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهدة نحو 50 شخصا وهم يجتمعون في درنة تأييدا للبغدادي الذي نصب نفسه خليفة للدولة الاسلامية المنبثقة عن تنظيم القاعدة. وأكد مقيم في درنة صحة لقطات الفيديو التي التقطت الليلة الماضية.
وتحول ميناء درنة -الذي يقع في منتصف المسافة بين مدينة بنغازي الليبية والحدود المصرية- الى نقطة تجمع للاسلاميين المتشددين والمتعاطفين مع القاعدة.
وقال مسؤولو أمن مصريون إن 15 من عناصر الدولة الاسلامية -بزعامة مواطنين أحدهما مصري والآخر سعودي- توجهوا الى درنة قادمين من سوريا في سبتمبر ايلول الماضي في محاولة لحشد تأييد واقامة فرع للتنظيم في ليبيا. وأظهرت لقطات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي شبانا يقودون سيارات في شوارع درنة وهو يلوحون بعلم الدولة الاسلامية عقب الزيارة.