كشفت مجلة ”فورين بوليسي” الأميركية النقاب عن قيام مسؤولين رفيعي المستوى بالادارة الأميركية بالإعداد سراً لخيارات لمساعدة ودعم المعارضة السورية من بينها التجهيز لمبادرة دبلوماسية كبرى أخرى مع استبعاد خيار فرض حظر جوي على سوريا.
وأشارت المجلة الأميركية، في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني، إلى الانتقادات التي تواجها الادارة الأميركية من أعضاء الكونغرس واتهامهم إياها بالتقاعس عن اتخاذ رد فعل تجاه تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا.
ونقلت المجلة الأميركية عن عدد من المشرعين الأميركيين قولهم إن البيت الأبيض ”يعمل في الخفاء” لدعم المعارضة، في الوقت الذي تعمل فيه كل من تركيا وفرنسا والجامعة العربية على أخذ زمام المبادرة والبحث عن استراتيجيات أكثر صرامة من أجل زيادة الضغط على النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد.
وأشارت في الوقت ذاته إلى نفي المسؤولين الأميركيين ذلك، مؤكدين على أنهم يتحركون ”بحذر بالغ” بهدف تجنب زعزعة استقرار سوريا أكثر من ذلك وأن هذا الحذر الهدف منه دراسة الديناميكية المعقدة للبلاد قبل التورط أكثر في محاولة لحل الأزمة السورية.
وأضافت الصحيفة أن الإدارة الأميركية ترى أن الوضع الراهن في سوريا لا يمكن احتماله، مشيرةً إلى تصريح مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية فريد هوف الذي وصف بشار الأسد في وقت سابق من الشهر الجاري على أنه ”رجل ميت يسير على قدمين”، وعليه فإن الإدارة الأميركية تكثف حالياً من مباحثاتها حول القضية السورية.
كما نقلت المجلة عن مسؤولين بالإدارة الأميركية، لم تفصح عن هويتهم، قولهم إنه بعد العديد من الاجتماعات التي عقدتها الادارة الأميركية لمناقشة الأزمة السورية بدأ مجلس الأمن القومي في الأعداد لعملية سرية لإيجاد خيارات تهدف إلى تقديم الدعم والمساعدة للمعارضة السورية.
وأضاف المسؤولون أن هذه الخيارات تشمل إنشاء ممر إنساني أو منطقة أمنة للمدنيين السوريين على طول الحدود السورية التركية المشتركة والقيام بتوسيع دائرة المساعدات الإنسانية للثوار السوريين وتزويد الأطباء السوريين بالمساعدات الطبية اللازمة والانخراط أكثر بالمعارضة السورية داخل وخارج البلاد وتشكيل مجموعة اتصال دولية أو تعيين منسق خاص للعمل مع المعارضة السورية كما حدث في ليبيا.
ونسبت المجلة لأحد المسؤولين الأمريكيين المطلعين على الحدث قوله ”أنه يتم الآن النظر في الخيارات المتاحة حول سوريا غير أن هذه الخيارات لاتزال في مرحلتها الأولية”، مضيفاً أن هناك العديد من الأشخاص في الإدارة الأميركية يدركون أن الوضع الراهن في دمشق لا يمكن احتماله كما أن هناك اعتراف داخلي بأن العقوبات المالية المفروضة على الحكومة السورية لن تؤدي إلى إسقاط النظام السوري في المستقبل القريب.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أنه بعد جولات عديدة من العقوبات المالية التي تم فرضها على قادة النظام السوري والتي لم تثمر عن جدواها تحول التركيز حالياً إلى دعم المعارضة السورية بشكل مباشر.
واعتبر المسؤول الأميركي أن فراغ السلطة في سوريا إضافةً إلى أزمة اللاجئين وما تشهده الدول العربية الأخرى في المنطقة من ثورات، قد يؤدي في النهاية إلى انهيار النظام السوري، وذلك رغم الانتشار الواسع لأسلحة الدمار الشامل بالبلاد.