بعد سنتين من الغياب عاد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ليترأس حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية» بعد عملية انتخاب داخلية أظهرت حدة الخلافات الشخصية بين زعماء أكبر أحزاب اليمين المعارض.
وفوز ساركوزي بـ ٦٤،٥ في المئة من الأصوات في الجولة الأولى مكنه من استعادة مقاليد إدارة الحزب ويمكن اعتباره «فوزاً مريحاً» إلا أنه يبدو غير كاف لـ«تدجين» آلة الحزب وتحضيرها لتكون أداة الفوز في سباق العودة إلى قصر الإليزيه، وهو الهدف المعلن لعودته إلى حلقة السياسة العامة.
فهو فاز بنسبة أقل بكثير مما كان يتوقعه هو وما كان يحلم به مؤيديه، وأظهرت الانتخابات بروز «برونو لومير» الذي حصد ٢٩،٢٠ في المئة أي ثلث الأصوات بينما حصل المرشح الثالث «هيرفيه ماريتون» الذي يمثل «كاثوليكي الحزب المتطرفين» ٦،٣٠ في المئة.
وكان أنصار ساركوزي الذي سيحتفل بعامه الستين في كانون الثاني/يناير المقبل، يعولون على الحصول على نسبة تأييد تتجاوز الـ ٧٠ في المئة.
ويقول مصدر مقرب من ساركوزي الذي فض عدم التعليق على النتائج، أن «الرئيس سيبدأ العمل يوم الاثنين الساعة الثامنة صباحاً». ومان ساركوزي قد تعهد بـ«تغيير الحزب وتغيير اسمه» ولكنه وعد أيضاً بلم شمل الكتل التي تنازعت مراكز القوى في الحزب بعد هزيمته في انتخابات ٢٠١٢ أمام الاشتراكي فرنسوا هولاند.
ويتخوف منافسيه داخل الحزب من أن يكون هدف ساركوزي من تغير قوانين الحزب منع الانتخابات الداخلية للفوز برشيح الحزب لانتخابت الرئاسة. والخطر الأكبر لمنافسيه داخل الحزب هو أن يحصر انتخابات الترشيح بأعضاء الحزب بينما القانون الأساسي يفتح إمكانية الترشح والتصويت أمام كل مؤيدي اليمين وخصوصاً الوسط المعادي لساركوزي وتوجهاته الراديكالية.
وقد أعلن كل من ألان جوبيه رئيس وزراء جاك شيراك السابق ووزير خارجية في عهد ساركوزي وفرانسوا فييون رئيس وزراء ساركوزي السابق والوزير السابق كزافيه برتران رغبتهم بالترشح. ولكن أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن جوبيه هو أخطر منافسي ساركوزي في حال لم تتغير قوانين الترشيح إذ أن جوبيه يتمتع بأصوات اليمين المعتدل والوسط. إلا أن نتائج انتخابات رئاسة الحزب جاءت لتقلب المعادلات التي كانت قائمة وأظهرت أن «الشاب» (٤٢ عاماً في عام ٢٠١٧) برونو لومير بحصوله على ثلث أصوات الحزب يمكنه أن يكون المنافس الأكبر لجوبيه (٧٢ عاماً في عام ٢٠١٧) وساركوزي (٦٣ عاماً في عام ٢٠١٧) في الوقت الذي يسعى«شعب اليمين» للعودة إلى الحكم عبر تغيير كبير للوجه قيادييه، في ظل الخوف من وصول اليمين المتطرف بقيادة «مارين لوبن» إلى الحكم كما تدل كافة استطلاعات الرأي.