- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الحلقة تضيق على زياد تقي الدين

باريس ــ «أخبار بووم»

يبدو أن القضاة الفرنسيين لا يعرفون العطلة: فقد سجل التحقيق الذي يقوده القاضيان رينو فان رينبك ( Renaud Van Ruymbeke ) وروجيه دو لوار (Roger de Loire) تقدماً مذهلاً وبدأت حلقات التحقيق تضيق على  المليونير اللبناني، تاجر الأسلحة، زياد تقي الدين (Ziad Takieddine)، وبالطبع ما يزيد من «تشويق الملف» اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

ويذكر الجميع أن القاضي فان ريمبيك يبحث عن مصدر «مبلغ ١٠ ملايين فرنك» على شكل «أوراق نقدية جديدة من فئة الـ٥٠٠ فرنك»، ما يشير إلى أنها «سحبت من مصرف» تم إيداعها في حساب الحملة الرئاسية لرئيس الوزراء سابقاً ادوار بالادور (Edouard Balladur) عام ١٩٩٥، الذي كان ساركوزي مسؤولا فيها، ما يدل في حال حصوله على تمويل غير مشروع  للحملة. كما يحقق القاضيان ما إذا كانت هذا التمويل يمثل قسماً من العمولات التي دفعت في اطار عقدي «أوغوستا» مع باكستان و”الصواري ٢” مع السعودية وأعيد إلى فرنسا بطريقة غير شرعية .

وقد كشفت زوجة تقي الدين قبل أيام للمحققين بأن زوجها كان يتوجه مراراً إلى جنيف برفقة نيكولا بازير (Nicolas Bazire) مدير حملة بالادور أو تييري غوبير (Thierry Gaubert) مساعد ساركوزي، ويعودا «محملين بحقائب مليئة بالأوراق النقدية» وهو ما أكدته أيضاً زوجة غوبير. وقد وقعت  الشرطة قبل يومين على محضر جمارك يعود لمطلع صيف عام ١٩٩٤ (أي قبل إطلاق حملة بالادور بعدة أشهر) يرد فيه إشارة عن توقيف تقي الدين على الحدود البرية بين سويسرا وفرنسا وفي حوذته «نصف مليون فرنك في كيس مخبأ تحت مقعد السيارة»، وفي حينها برر تاجر الأسلحة هذا المبلغ بأنه «مصروف شخصي». وهو نفس الجواب الذي قدمه للمحققين مضيفاً بأنه «دفع غرامة وانتهى الموضوع».

إلا أن هذا المحضر يأتي ليؤكد من جهة بأن تصريحات زوجة تقي الدين لم تكن فقط بهدف الانتقام بعد طلاقهما، كما أن توقيت ضبط المبالغ المهربة يصب في سياق التحقيق عن تمويل حملة بالادور من جهة أخرى، أضف إلى أنه يعطي مصداقية لأقوال زوجة غوبير التي وصفت سفرات زوجها مع تقي الدين بأنهها «مكررة …ذهاباً إياباً … ما أن يصلاً حتى يعودا… إلى جنيف».

رغم عدم ورود اسم  الرئيس نيكولا ساركوزي في أي من هذه المحاضر، فهو كان فقط الناطق الرسمي باسم حملة بلادور، إلا أن  الخوف الكبير في أوساط مقربة من ساركوزي هو أن تصدر نتائج التحقيقات في خضم الحملة الانتخابية التي يستعد لخوضها، خصوصاً وأن بلادور يعتبر «الأب الروحي سياسياً » لقاطن الإليزيه بينما بازير هو صديق قديم كان شاهداً على زواجه من كارلا بروني، فيما كان غوتيه رئيس مكتبه لسنوات، وهو ما يمكن أن ينعكس سلبياً على صورة المرشح ساركوزي.