- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هولاند يُخرِج بوتين من عزلته الديبلوماسية

hollande poutineباريس – بسّام الطيارة (خاص)

عقد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند Bls السبت لقاء «مفاجئاً» مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مطار موسكو، وهذذا أول زيارة لزعيم غربي منذ بدء الأزمة الأوكرانية ما يشكل تطوراً لافتا في النشاط الدبلوماسي في هذا المجال.

في حين قال كافة المعلقين إن اللقاء قد تقرر في آخر لحظة «بعد سماع هولاند» خطاب حاد للرئيس بوتين حمل فيه البلدان الغربية مسؤولية النزاع في شرق أوكرانيا، فإن مصادر مقربة في الإليزيه ذكرت لـ« برس- نت» بأن التحضير لهذا اللقاء تم قبل أيام وأنه تقرر أن تهبط طائرة الرئيس في موسكو في طريق عودته من كازاخستان.

ودعا الرئيس الفرنسي في ألماتي عاصمة كازاخستان إلى«خفض حدة التوتر» في النزاع الأوكراني وهو ما اعتبر نوعاً من «ترطيب الأجواء» قبل وصوله إلى موسكو إذ أنه لم يشر بأي شكل ما إلى مسؤولية موسكو في النزاع، كما كان يحصل سابقاً.

وويمكن اعتبار ما قاله هولاند لنظيره الروسي في صالون صغير في مطار موسكو نوعاً من الانفتاح على ضرورة تجنب التصعيد خصوصاً حين قال «أعتقد أنه علينا تجنب قيام جدران جديدة تفصل بيننا» وتابع «يجب أيضا أن نكون قادرين على تجاوز العقبات وإيجاد حلول».

أما الرئيس الروسي فأظهر بعض الانفتاح في إجابته  واعترف بأن «هذه المشاكل صعبة بالطبع» ولكنه تابع «أعتقد أن محادثاتنا لها نتائج إيجابية».  وأضاف متوجها إلى هولاند«إن زيارتك اليوم ولو أنها قصيرة هي زيارة عمل فعلية وستعطي أيضا نتائج وستؤدي إلى إحراز تقدم».

ورغم أنه «قيل» إن الرئيسين لم يبحثا مسألة تسليم روسيا سفينتي ميسترال الحربيتين، وهو ما أعلن هولاند أنه يريد تأجيله إلى حين التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية، إلا أن هذه المسألة كانت حاضرة في ذهن الرئيسين: فالرئيس الفرنسي يريد بالطبع حلاً لحالة الحرب في شرق أوكرانيا، ولكن في حال عدم تسليم روسيا السفينتين، فإن نتيجة إقحام هذا القرار السياسي في صفقة عسكرية يمكن أن تكون لها ارتدادات سلبية في صفقات تستعد فرنسا لإبرامها مع دول أخرى. أما الرئيس بوتين فإن عدم استلام السفينتين يسلط الضوء على وضع روسيا المنعزل في أوروبا حتى في حال «أعادت فرنسا الأموال المدفوعة سلفاً» كما طلب بوتين في لقاء مع الصحفيين بعد مغادرة هولاند.

وقد مكنت هذه الزيارة هولاند من استرداد مركز أولي في المناورات الديبلوماسية التي تدور حول أوكرانيا، وهو أكد بأن إطلاق النار سيتوقف في الأيام القليلة المقبلة (بعد يومين حسب قوله) وفي حال تم ذلك فقد يستعيد بعض النقاط في ميزان شعبيته على الصعيد الداخلي، ويجد مبرراً لتسليم السفينتين الحربيتين عوضاً عن رد قيمة الصفقة والتعويضات على كسر الاتفاق الذي قد يبلغ عدة مليارات فرنسا هي بأشد الحاجة لها في وضعها الاقتصادي المنهار.