أمير سعودي منتقداً هيئة البيعة: لـ«تنفيذ اجندات خارجية وصهيونية»
ختم سعود بن سيف النصر بن سعود بن عبد العزيز تغريدة الخطيرة وجهها مخاطبا متعب بن عبد الله بالقول«يابن عمي كفى استخفاف بالعقول واختراع المناصب بقيادة المدعو على حساب مصير الحكم والبلاد والعباد فلا تظن أن هذا يؤدي لتحقيق مصالحكم الشخصية».
هذه التغريدة كانت خاتمة مجموعة تغريدات للأمير سعود بن سيف عن هيئة البيعة. ويقول في ههذا الشأن «المغرد مجتهد»: «ليس عندي شك أنها تمثل موقف جناح كامل في الأسرة وليس سعود بن سيف وحده».
ولأهمية هذا الموقف تنشر «برس نت» «قصة البيعة» كما يرويها أحد أقرب المقربين إلى القصر أحد أحفاد الملك عبد العزيز مؤسس المملكة الوهابية
كتب سعود بن سيف:
في بادئ الامر شكّل الملك حفظه الله مجلساً رسمياً للعائلة في ٤ يونيو عام ٢٠٠٠م و انعقدت في يومها اول جلساته. و اشتمل الحضور على أبناء الملك المؤسس المغفور له بإذن الله عبدالعزيز بن عبدالرحمن و احفاده بالإضافة الى بعض كبار الأسرة من باقي افرعها.
ظن الجميع أن المجلس شكّل لترتيب شؤون العائلة الإدارية و السياسية بالإضافة الى شؤون الأسرة المالية لكن تبين لاحقاً أن المجلس مجرد أداة بيد قلة قليلة فقط من المتنفذين لتمرير أهدافهم و مصالحهم الشخصية. حيث لم يناقش هذا المجلس إطلاقاً أي قضايا إداريه او سياسية او ماليه تخص الأسرة
و كان من المتوقع أن ينعقد المجلس بشكل دوري كل عام لمناقشة شؤون الأسرة و ترتيب الحكم و طريقة اختيار الملك و ولي العهد تفادياً لأي خلافات في المستقبل. ولكن اصبح المجلس بشكل صوري منذ آخر اجتماع له في ٢٠ مايو ٢٠٠١م لتمرير مصالح المتنفذين فقط.
و قد تبين لاحقاً أن مجلس العائلة تفادى ادراج موضوع ترتيب آلية الحكم فيه لتأسيس ما سمّي لاحقاً بهيئة البيعه التي كان ظاهرها حق و باطنها باطل حيث تمكن المغرضون من الخارج بالتغلغل الى اروقة أخذ القرار و رسمها بالطريقة التي تناسبهم.
في تاريخ ٢٩ ذي القعدة ١٤٢٨هـ الموافق ٩ ك١/ديسمبر ٢٠٠٧م دعيت من قبل الملك حفظه الله الى قصره في الرياض للإجتماع، و عند حضوري علمت أن أبناء و احفاد الملك عبدالعزيز مدعوين أيضاً لكن دون أن يعلم أحداً منا السبب والهدف من وراء هذا الإجتماع.
و كان الجميع يتهامسون في بداية الحضور و يتسألون عن ذلك حيث كنّا جميعاً نجهل السبب الى أن تم توزيع أوراق على جميع الحاضرين أدركنا انها تخص آلية اختيار الملك و ولي العهد و التقيّد بأنظمة هيئة البيعه.
بعد ذلك تحدث سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله مطالباً الجميع إقرار ما جاء في الأوراق ولم يكن إجتماع للنقاش و لا للتداول بل كان للتوقيع و الإقرار فقط ولم يسمح لأحد منا طرح اي سؤال او الاعتراض على أية نقاط مذكورة في الأوراق.
لم نعترض علناً لكن في داخلنا كنّا معترضين على تعيين المدعو (خالد التويجري) أميناً لهيئة البيعه و كأن له سلطه تتجاوز سلطة أبناء واحفاد الملك عبدالعزيز في اختيار الملوك مستقبلاً. وقع الجميع بالموافقة رغم تحفظ العديد من الحاضرين على سياسة الأمر الواقع في تعيين المدعو (خالد التويجري) أميناً لهيئة البيعه.
و فضلنا السكوت لأن الجو العام في تلك الأيام كان يتطلب من الجميع لم الشمل و الكلمه من أبناء الملك عبدالعزيز واحفاده. و قررنا ابداء اعتراضنا بشكل خاص فيما بعد لسيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
وأنتجت هذه التحفظات بعض التعديلات على بنود الأوراق. ومنها خضوع المدعو للفقرة ٢٤ و ليس ذكره بالأسم كما كان في البدايه و أضيفت فقرة تجعل رئيس الهيئه من اكبر الأعضاء سناً و هدأ هذا من وتيرة اعتراضات البعض.
و لم يكن المدعو قد نفش ريشه بعد ولم يتوسع نفوذه و لذلك لم يخطر ببالنا أن فكرة هيئة البيعه حيله منه و من منظومته يستخدمونها لتغيير مسار الحكم و صياغة آليته لخدمة أجنداتهم و مصالحهم الشخصية و تدمير الوطن والمواطن.
وهنا يتسائل الأمير سعود بن سيف
هل تم مراعاة نظام هيئة البيعه بالتعيينات التاليهو منها اختراع منصب ولي لولي العهد !!؟ بل هل يعتبر هذا المنصب إلغاء لهيئة البيعه ؟؟؟
وينهي الأمير سعود بن سيف تغريداته بتواعد لشرح ما حصل، ويغرد «هذه الأسئله و كيفية تحول هيئة البيعه الى أداة في يد المدعو و منظومته سيجري الإجابة عنها في الأيام القادمة بإذن المولى عز و جل».
بعد فترة يغرد مجدداً ليشرح ما حدث في هيئة البيعة:
تحدثت في المرة الماضية عن تأسيس هيئة البيعة و اليوم أكمل ما حصل في تعيين الأمير نايف رحمه الله و الأمير سلمان حفظه الله. بعد وفاة الامير سلطان رحمه الله كنت متواجد خارج المملكة و أتاني اتصال من الديوان الملكي يخبرني عن موعد لإجتماع الهيئة فاعتذرت لظروف السفر و خولت من ينوب عني.
و في نفس اليوم اتصل بي احد الأشخاص المهمين و أخبرني بتعيين الأمير نايف رحمه الله ثم اتصلت شخصيا على الأمير نايف رحمه الله بنفسه و بايعته هاتفيا و شكرني على الثقة به.
أنا وكثير من الأعضاء لم يكن لدينا تحفظ على الأمير نايف رحمه الله لكن التحفظ كان على الطريقة التي انعقد فيها الإجتماع مقارنة بنظام الهيئة المنشور.
فطبقا لنظام البيعة لا بد من ترشيح عدة أشخاص و التصويت لهم ومهمة الملك حفظه الله أن يثبت من تم اختياره ومن وضع نظاما عليه أن يلتزم به. لكن الذي حصل كما أخبرت بعد ذلك هو أنه لم يحصل أي ترشيح و لا تصويت و اجتماع الأعضاء فقط كان ليتم إخبارهم بتعيين الأمير نايف رحمه الله ولياً للعهد.
و بعد وفاة الأمير نايف رحمه الله تفاجأنا جميعا بإعلان تعيين لأمير سلمان حفظه الله ولياً للعهد دون أن يدعى احد لأي اجتماع و لم يتم الاتصال بأي احد من الأعضاء.
ومرة أخرى لم يكن لدينا تحفظ على تعيين الأمير سلمان حفظه الله لكن كان تساؤلنا دائماً لماذا يوضع نظام إذا كانت النية عدم الإلتزام به او التحايل عليه ؟
و لكن كانت العائلة تلك الفترة متماسكة و كان توجه الجميع هو عدم الحديث عن الموضوع و تجاوز المشكلة والرضا بالإختيار الى أن حصلت الكارثة التالية.
الكارثة
تفاجأنا في التلفاز بإعلان تعيين الأمير مقرن حفظه الله في منصب ولياً لولي العهد و المفاجأة الأعجب أن يتم الإعلان عن موافقة الأغلبية في هيئة البيعة ، عجبا !
يتسائل الأمير:
كيف ينسب هذا الأمر لهيئة البيعة و هي لم تنعقد بتاتا في هذا التعيين الأخير ؟
بادرت بالإتصال ببعض أعضاء الهيئة وتفاجأت بالنتيجة التالية حيث تم الإتصال هاتفيا بالأعضاء المضمونة موافقتهم و تم تحاشي من يغلب على الظن عدم موافقته وهم يمثلون الأغلبية.
و لكن الفئة المضمونة موافقتهم و بعضهم من اصحاب المناصب تم ابتزازهم بلغة مؤذبة أنهم إن لم يوافقوا فسوف يعزلون من مناصبهم فوافقوا خوفا على مناصبهم.
و علمت أن الذي ترأس هذا الالتفاف المخزي على هيئة البيعة هو المدعو (خالد التويجري) شخصيا و قد أقنع الملك حفظه الله بأنه تحدث الى أعضاء هيئة البيعة و أن الموافقة تمت بالأغلبية و طلب المدعو من الملك حفظه الله الضغط عليهم ليعلنوا دعمهم للقرار في الإعلام.
و علمت أن الحقيقة في العائلة غير ذلك و أن كثيراً ممن نسب لهم الموافقة غير راضين و كانت موافقتهم مجاملة للملك حفظه الله او خوفا على مناصبهم.
و هذه البوادر الخطيرة تدل على أن المنظومة بقيادة المدعو وظفت هيئة البيعة لتهميش الأكبر ثم الأصلح ثم الاكفأ من اجل تنفيذ اجندات خارجية و صهيونية تؤدي الى الفرقة و عدم وحدة الكلمة.
و هذا جرس إنذار لكل العقلاء في العائلة أن يكونوا على قدر المسؤولية و يتصرفوا التصرف الصحيح الذي يحمي الوطن والشعب و الحكم.