قال مصدر أمني لرويترز إن السلطات الاردنية أفرجت يوم الخميس عن الشيخ عصام البرقاوي الملقب بـ«ابو محمد المقدسي» المرشد الروحي الكبير للقاعدة الذي اعتقل في اكتوبر تشرين الأول الماضي. ولم يتضح على الفور سبب الافراج عنه الذي يأتي بعد يومين من نشر تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد تسجيل فيديو يظهر حرق طيار اردني اسير حيا.
لكن مصدرا أمنيا آخر قال لرويترز إن من المتوقع أن يدين المقدسي إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا باعتباره “ضد مبادىء الدين”.
وكان الشيخ يعتبر المرشد الروحي للزعيم القتيل للقاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي لكنه تبرأ منه لاحقا بسبب قتله المدنيين بصورة عشوائية.
من جهته قال المحامي موسى العبداللات أن التنظيمات السلفية في الاردن هي تيارات سلمية، منددا ومستنكرا في حديث لـ عمون ما اقدم عليه داعش، كما عزى عشائر الكساسبة باستشهاد ابن الاردن. وفي تصريحات لـ«الجزيرة نت» فور الإفراج عنه، قال المقدسي إنه تفاوض شهرا كاملا مع تنظيم الدولة في محاولة للإفراج عن الطيار الكساسبة مقابل إطلاق الأردن ساجدة الريشاوي وآخرين، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل.
وقال إنه أرسل رسالة إلى زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي، كما تواصل مع أبي محمد الموصلي الذي كلف من قبل البغدادي للتفاوض “لكنني اكتشفت في نهاية المطاف أنهم مراوغون وكاذبون”. وأضاف “كانوا يؤكدون لي حرصهم على الريشاوي وأن الطيار الأردني لا يزال على قيد الحياة، لكنني طلبت منهم إرسال مقطع فيديو يؤكد أن الطيار لا يزال حيا، لكنهم ظلوا يسوفون ويماطلون، إلى أن اكتشفت لاحقا أن الطيار تم إعدامه منذ الأسبوع الأول لاعتقاله”.
وكانت السلطات الأردنية أعادت اعتقال المقدسي يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، حيث وجه المدعي العام لمحكمة أمن الدولة العسكرية للمقدسي تهمة الترويج لتنظيمات إرهابية، وقرر توقيفه في سجن الموقر من أجل التحقيق. واتخذ المقدسي مواقف “متشددة” ضد تنظيم الدولة واتهمه في غير مناسبة بتشويه الإسلام، وطالب المنتسبين له بالخروج منه بعد معارك خاضها التنظيم ضد جبهة النصرة وكتائب معارضة سورية.
لكنه سارع عقب إعلان التحالف ضد تنظيم الدولة إلى مهاجمة الضربات العسكرية، ووصف الحرب على التنظيم بأنها حرب صليبية على الإسلام. كما هاجم الجيوش العربية المشاركة في الحملة.
ودفع توقيت الإفراج عنه في ذلك الحين بعض المسؤولين الأردنيين للاعتقاد بأن السلطات تريد أن تتيح له الفرصة لانتقاد الدولة الإسلامية خوفا من انتقال عمليات المتشددين اليها. وقال المصدر الأمني الأول إنه تم الإفراج عنه يوم الخميس بناء على أوامر الادعاء