طريق المفاوضات النووية… الطويل
قال مسؤول أمريكي ومسؤولون إيرانيون يوم الثلاثاء إن إيران والقوى العالمية الكبرى تحرز تقدما في تحديد الخيارات الفنية لاتفاق نووي تاريخي مع اقتراب الموعد المحدد بنهاية مارس اذار ولكن لا تزال هناك قضايا صعبة يتعين التعامل معها.
وتسعى إيران والقوى العالمية الست إلى إبرام اتفاق للحد من الأنشطة النووية الإيرانية لمدة عشر سنوات على الأقل مقابل رفع تدريجي للعقوبات المفروضة على طهران.
وتهدف القوى الست وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة إلى الانتهاء من اتفاق اطار بحلول نهاية مارس اذار والتوصل إلى اتفاق كامل بحلول 30 يونيو حزيران.
وقال المسؤول الأمريكي الذي طلب عدم ذكر اسمه للصحفيين “حققنا حتما تقدما فيما يتعلق بتحديد الخيارات الفنية في كل المجالات الرئيسية. لا مجال للالتفاف حولها. لكن وفي هذا الإطار لا تزال أمامنا قضايا صعبة يتعين التعامل معها.”
وأشار إلى أن أي اتفاق إطار يمكن التوصل إليه هذا الأسبوع يجب أن يتضمن تفاصيل مهمة بما في ذلك الأرقام.
وقال “إذا تم التوصل لاتفاق.. لا أرى أنه سيكون له معنى دون أن يتضمن أبعادا تتعلق بالكم.”
وشكك مسؤولون غربيون وإيرانيون في إمكانية التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع وقالوا إن الأمر سيتطلب عقد جولة اخرى من المحادثات بشأن اتفاق من شأنه أن ينهي مواجهة مستمرة منذ 12 عاما بين الغرب وطهران بسبب برنامجها النووي.
وتهدف المفاوضات إلى وضع ترتيبات تحتاج إيران بمقتضاها ما لا يقل عن عام لانتاج كميات من اليورانيوم أو البلوتونيوم عالي التخصيب لتصنيع سلاح نووي واحد إذا قررت طهران ذلك.
وقال المسؤول إن القوى الست التي تتفاوض مع إيران منذ أكتوبر تشرين الأول 2013 لم تشترك فيما بينها في طريقة حساب التوقيت الذي يمكن لإيران بموجبه انتاج سلاح نووي. لكنه أضاف أنهم توصلوا جميعا إلى نفس النتيجة.
ولم يقدم المسؤول أي تفاصيل عن الخيارات قيد النقاش. لكن المفاوضين يقولون إن النقاش يدور حول أقصى عدد من أجهزة الطرد المركزي يمكن لإيران الاحتفاظ به وحجم مخزونها من اليورانيوم في المستقبل وقيود اخرى ستخضع لها طهران لما لا يقل عن عشر سنوات.
وكان رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أكثر تفاؤلا بعد اجتماعه مع وزير الطاقة الأمريكي ايرنست مونيز في مدينة لوزان السويسرية حيث تجرى المفاوضات.
وقال صالحي للصحفيين “احرزنا تقدما بشأن القضايا الفنية..توجد قضية أو قضيتان في حاجة إلى نقاش.”
ونقلت وسائل اعلام حكومية إيرانية عن صالحي قوله “يوجد اتفاق على 90% من القضايا الفنية”.
وتابع قوله “يوجد موضوع واحد مهم جدا ما زالت لدينا خلافات بشأنه وسنحاول حله في المفاوضات بعد ظهر اليوم.”
وكان وفدا التفاوض الأمريكي والإيراني برئاسة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف بدءا جولة أخرى من المحادثات يوم الثلاثاء بعدما عاد الإيرانيون مساء الإثنين من بروكسل حيث اجتمعوا بوزراء خارجية أوروبيين.
ومن المتوقع أن ينضم مسؤولون أوروبيون كبار إلى المحادثات في وقت لاحق ومن المحتمل أن ينضم إليهم وزراء الخارجية في نهاية الأسبوع إذا لزم الأمر لكن التوقعات منخفضة للغاية في امكانية التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع.
وقال مسؤول إيراني كبير إن وزراء الخارجية الأوروبيين لن ينضموا إلى المحادثات هذا الأسبوع.
وقال دبلوماسي غربي كبير “سنرى ما الذي سيحدث بقية الأسبوع ولكن لم نصل إلى هذا بعد.”
وقال المسؤول الأمريكي إن الجانبين سيعملان حتى نهاية الشهر إذا لزم الأمر للتوصل إلى اتفاق.
وتشتبه القوى الغربية وحلفاؤها في أن طهران تسعى لاكتساب القدرة على انتاج أسلحة نووية. وتنفي طهران ذلك وتقول إن طموحاتها النووية سلمية محضة.
وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يعارض المفاوضات مع إيران ويحظى بدعم قوي في الكونجرس الأمريكي الذي يسيطر الجمهوريون على مجلسيه النواب والشيوخ.
وفي الأسبوع الماضي بعث 47 من الاعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ رسالة مفتوحة إلى القادة الإيرانيين محذرين إياهم بأن الكونجرس قد يلغي اي اتفاق يبرمه الرئيس باراك أوباما مع طهران. وقال مسؤول أمريكي اخر إن ظريف اثار مسألة الرسالة “ذات التوقيت السيء وغير الحكيم” يوم الاثنين مع كيري.
ومع اقتراب الاحتفال بالسنة الإيرانية الجديدة مطلع الأسبوع يقول مسؤولون قريبون من المحادثات إنه سيكون من الصعب التوصل لاتفاق سياسي هذا الأسبوع. وإذا لم يحدث هذا بحلول مطلع الأسبوع فإن المحادثات قد تستأنف في الأيام الأخيرة من الشهر.
وقال ظريف إن كل الأطراف بحاجة إلى مواصلة التفاوض هذا الأسبوع لبحث ما يمكن تحقيقه.
وقال لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية “اقتربنا من الحل في بعض القضايا واستنادا إلى هذا يمكننا القول إن الحلول في متناول أيدينا. وفي نفس الوقت ما زلنا بعيدين في بعض القضايا.”
وتشمل القضايا الشائكة مستوى أنشطة التخصيب الإيرانية وكيفية رفع العقوبات المفروضة على طهران. وتريد إيران أن يتم رفع كل عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على الفور