الفلسطينيون «يتسولون» ضغوطاً دولية على اسرائيل
دعا زعماء فلسطينيون يوم الاربعاء الى ممارسة ضغوط دولية على اسرائيل ودعم تحركاتهم المنفردة من أجل إقامة دولة بعد فوز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الانتخابات.
وفوز نتنياهو المفاجئ بعد ان تعهد في الايام الاخيرة من الحملة الانتخابية بأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية ما دام هو في السلطة دفع الفلسطينيين إلى الشعور بالكآبة بشأن احتمالات التوصل الى حل عن طريق التفاوض للصراع المستمر منذ عدة عقود.
وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين في المحادثات مع اسرائيل التي انهارت في ابريل نيسان في تصريحات لاذاعة صوت فلسطين “واضح جدا أن المجتمع الاسرائيلي صوت لدفن عملية السلام. صوت ضد خيار الدولتين. صوت لاستمرار الاحتلال والمستوطنات.”
وفي إطار مساعيه لضمان الحصول على أصوات اليمين لحزب ليكود كان نتنياهو تعهد أيضا بمواصلة بناء المستوطنات في الاراضي المحتلة التي يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم عليها وقال إن إسلاميين متشددين سينتقلون الى أي اراض تتخلى عنها اسرائيل.
وقال زعماء فلسطينيون إن تولي زعيم حزب ليكود فترة ولاية رابعة يعني انه يتعين عليهم المضي قدما في خطوات احادية الجانب نحو الاستقلال بما في ذلك تقديم اتهامات ضد اسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية.
وقال واصل أبو يوسف وهو من زعماء منظمة التحرير الفلسطينية لرويترز “أعتقد ان هذا التصعيد الذي تقوم به حكومة نتياهو سوف يستمر خلال الفترة القادمة من خلال حربها ضد الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية والعقوبات الجماعية والاقتحامات والاعتقالات واستمرار حجز اموال الضرائب التي تقوم الحكومة الاسرائيلية من خلالها بابتزاز الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية.”
ومن المقرر ان ينضم الفلسطينيون الى المحكمة الجنائية الدولية في الأول من أبريل نيسان.
ودعا عريقات في بيان المجتمع الدولي الى دعم الجهود الفلسطينية “لتدويل صراعنا من أجل الكرامة والحرية من خلال التوجه الى المحكمة الجنائية الدولية ومن خلال جميع الوسائل السلمية الاخرى.”
وفي مدينة رام الله بالضفة الغربية قال سائق سيارة أجرة يدعى زياد معالي إن الفلسطينيين يجب ان ينتفضوا الان ضد اسرائيل في الاراضي المحتلة.
وقال “لن يكون هناك سلام ولا حتى في الاحلام.”
وقال اسماعيل أحمد الذي يقود سيارة أجرة في قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حيث خاضت اسرائيل حربا مع الفلسطينيين استمرت 50 يوما في الصيف الماضي إنه يجب على الفلسطينيين الان ان ينحوا خلافاتهم جانبا وينضموا الى جبهة موحدة ضد اسرائيل.
وموقف نتنياهو المعارض لاقامة دولة فلسطينية هدد بالفعل بتوتر العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا.
ودعت برلمانات عدة دول أوروبية من بينها بريطانيا وفرنسا حكوماتها الى الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة في العام الماضي فيما يعكس مشاعر السخط من مواصلة بناء مستوطنات في الارض المحتلة. واعترفت السويد رسميا بفلسطين في اكتوبر تشرين الاول.
وفي الحكومة الائتلافية الجديدة من المتوقع ان يضم نتياهو حلفاءه والاحزاب الدينية واليمينية المتطرفة بالاضافة الى حزب ينتمي لتيار الوسط خاض الانتخابات ببرنامج يتعامل مع القضايا الاجتماعية والاقتصادية الداخلية أكثر من قضايا السلام والحرب.
وقال ياريف أوبنهايمر رئيس جماعة السلام الان المناهضة للاستيطان الاسرائيلي إنه قلق من ان نتنياهو باعتباره رئيس حكومة يهيمن عليها اليمين سيمضي قدما بسهولة أكبر نحو التوسع في الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين وهو ما ترى عدة دول انه غير شرعي.
وقال أوبنهايمر “الحفلة التنكرية لنتنياهو انتهت. كل شئ واضح الان ونحن نتحدث عن رجل أقسم بالولاء لليمين وليس رجلا ينتمي للوسط.”
وما يزيد من احباط الفلسطينيين هو قرار اسرائيل في يناير كانون الثاني حجب ايرادات الضرائب التي تبلغ 127 مليون دولار تجمعها نيابة عن السلطة الفلسطينية في خطوة انتقامية بعد تحرك الفلسطينيين للانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية.
ورغم ان المسؤولين الاسرائيليين أشاروا الى انه لا يوجد تغيير وشيك قال هاني حبيب المحلل السياسي في غزة إن نتنياهو ربما يفك تجميد الاموال التي تغطي نحو ثلثي الميزانية الفلسطينية الان بعد ان انتهت الانتخابات.
وقال حبيب ”لا أستبعد أبدا أن يقوم نتياهو بالغاء تجميد اموال الضرائب من أجل ان يحسن صورته لانه استخدمها كورقة خلال الحملة الانتخابية واليوم ها هو قد حقق الفوز.”
وأشار عريقات الى ان الفلسطينيين ربما يمضون قدما في تعهدهم هذا الشهر بتعليق التنسيق الامني مع اسرائيل وهو تحرك يمكن ان يكون له أثر فوري على الاستقرار في الضفة الغربية.
لكن نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يغلق الباب تماما في وجه اجراء مفاوضات مع اسرائيل.
وقال “لسنا معنيين من يكون رئيس الحكومة في إسرائيل ما نريده من الحكومة الاسرائيلية أن تعترف بحل الدولتين وأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.”
وأضاف “على هذه القاعدة سنستمر في التعامل مع أي حكومة إسرائيلية تلتزم بقرارات الشرعية الدولية.”
وقال أبو ردينة إن “الموقف الفلسطيني الثابت هو ذاته الموقف العربي. مطلوب أن تلتزم الحكومة الاسرائيلية بحل الدولتين وأن تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية وبغير ذلك لن تكون أي فرصة لعملية سلام.”
ودعا بسام الصالحي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى مراجعة رسائل الاعتراف المتبادلة بين منظمة التحرير واسرائيل.
وقال الصالحي في حديث لإذاعة صوت فلسطين “هناك تعاقد تم بين منظمة التحرير واسرائيل في مضمونه الأساسي إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية إذا لم يأت التزام اسرائيلي بهذا المعنى اسرائيل تحتل الاراضي الفلسطينية برمتها وبالتالي لا يمكن لشعب محتل أن يعترف بدولة احتلال.”