2011: عام مزدحم تكنولوجياً
ازدحم العام 2011 بالأحداث التكنولوجية، كان أهمها انهيار مبيعات الـ”بلاكبيري”، وإطلاق “غوغل بلس”، والإقبال المتزايد على الحواسيب اللوحية والـ”آيباد”، إضافة الى موجة أعمال القرصنة.
وفي تقرير أعدته صحيفة الـ”تلغراف” البريطانية، أشارت الى أن أعمال القرصنة الالكترونية ازدهرت هذا العام بفضل تعميم موجة الجريمة والفوضى الرقمية من قبل “لولز سكيوريتي” أو (لولزسك)، وهي مجموعة قراصنة يدعون مسؤوليتهم عن هجمات مختلفة بارزة.
وفي أيلول/ سبتمبر 2011، أعلنت “لولزسك” عن وقف هجماتها الإلكترونية وتسريح المجموعة، وذلك بعد مرور شهرين من الهجمات على المواقع الأميركية الحكومية المهمة. وجاء الإعلان في رسالة بعثت بها المجموعة على حسابها الشخصي على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، إنما من دون ذكر سبب هذا القرار. وقالت في بيان نشر على الإنترنت إن “رحلة المجموعة التي خطط لها أن تستمر 50 يوما انتهت”. ولا تزال هوية أعضاء مجموعة لولز مجهولة ولم يتسن الاتصال بهم للتأكد من الإعلان الذي تم نشره على الإنترنت.
وأشارت الـ”تلغراف” الى ازدياد الاهتمام بـ”غوغل بلس”، وهو شبكة اجتماعية جديدة هدفت إلى منافسة موقع “فايسبوك” للتواصل الإجتماعي وجذب مستخدميه. وأضافت الصحيفة الى أنه، وعلى الرغم من أن “غوغل بلس” تزعم ان لديها اكثر من 40 مليون عضو مسجل، فإن الشركة لن تكشف عن عدد المستخدمين النشطاء فعلياً. وزاد الارتباك عندما أعلن نيكش أرورا، نائب أول للرئيس والمدير الأول للنشاط التجاري لـ”غوغل”، أن “غوغل بلس” ليس الشبكة الاجتماعية التي تتنافس مع “فايسبوك”. ولفتت الى أن جميع الدلائل تشير إلى أن العام القادم سيكون مسألة حياة أو موت لمشروع “غوغل” الاجتماعي.
وتحدثت الصحيفة عن الضغوط التي عانتها شركة RIM (ريسيرش إن موشن)، المشغّلة لأجهزة “بلاكبيري”، في العام 2011. وتوقفت تحديداً عند الأزمة التي ضربتها في اكتوبر/ تشرين الاول، إذ انهارت خدمة تصفح الإنترنت والرسائل الفورية وخدمات البريد الإلكتروني في كل أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لأكثر من ثلاثة أيام. وفي حين التزمت RIM الصمت، أصيب المزيد من المستخدمين بالإحباط، وأوضحت الشركة لاحقاً ان الانقطاع كان سببه فشل برنامج البيانات في المقر المركزي للشركة البريطانية.
وفي حين أثبت العام 2010 خطأ المشككين، وأظهر كمية الطلب الهائلة على منتجات الـ”أيباد”، أثبتت سنة 2011 مدى صعوبة اللحاق بهذا الإنجاز. فقد شهد هذا العام أعداداً لا تحصى من المنتجات المنافسة للـ”أيباد”، من ضمنها الحاسوب اللوحي من شركة “سوني” الذي تم إطلاقه في الأسواق من دون أن يلقى إقبالاً عالياً من المشترين. وفي الوقت نفسه، عانت منتجاتHP من “توتشباد” وبلايبوك” من RIM خسائر مشابهة، ما تزال تحاول الخروج منها حتى الساعة. المنافس الأقوى للآيباد هذا العام كان “غالاكسي” من شركة سامسونغ، الذي تعتبره “أبل” المنافسة منتجاً مقلداً للـ”أيباد”، الأمر الذي أدى إلى دعاوى قضائية حول الملكية الفكرية بين الشركتين.
وذكّرت الـ”تلغراف” الى أنه “وفي العام 2011، تحولت المنافسة في مجال الهواتف الذكية إلى حروب شرسة”. وقد أدت الاتهامات المتبادلة بانتهاك براءات الاختراع الانتقامية إلى سلسلة مذهلة من المعارك القضائية في جميع أنحاء العالم، مع كل من اللاعبين الرئيسيين المعنيين. كان القتال على أشده بين “أبل” و”سامسونغ”، إذ أعلنت الأولى أن منافستها الكورية انتجت “غالاكسي تاب” الذي اعتبرته بمثابة “نسخة طبق الأصل” عن الـ”آيباد” والـ”أيفون”، وطالبت حظر مبيعاته في ألمانيا. وتخوض الشركتان اليوم في نزاعات قانونية في عشرة دول.
عندما أطلقت شركة “أبل” جهاز (ماكبوك إر” MacBook Air، رفض بعض النقاد في البداية اعتبار هذا المنتج الفائق التطور والخفيف الوزن اختراعاً مهماً ووصفوه بأنه “لعبة الأغنياء” التي يتغلب فيها التغليف على المضمون.
ولفتت التقرير الى أن العام الماضي شهد العديد من التقنيات الاستهلاكية وتعويم الشركات الكبيرة لعدد متزايد من التقييمات الضخمة، الأمر الذي دفع إلى تشكيل فقاعة كنولوجية جديدة على نطاق واسع.
فقد حدثت سلسلة من العروض ذات القيمة العالية الأولية (الاكتتاب العام) سنة 2011، إذ حازت شركة “باندورا” العالمية للموسيقى على عدد هائل من المستخدمين وعادت عليها أرباح وصلت إلى 2.6 مليار دولار في يونيو/ حزيران. كما حصلت “لينكدين” بعد فترة وجيزة على 9 مليار دولار. وأضافت الصحيفة: “هناك جيل جديد من الانترنت الآن، لقد ولت أيام شبكة الإنترنت التي تتضمن المعلومات، والآن بات كل شيء يتركز حول شبكات الانترنت الاجتماعية وشركات مثل “زينغا” و”غروبون”. ومع ذلك ، يحتمل أن تكون أكبر موجة استهلاكية في مجال التكنولوجيا ما زالت تلوح في الأفق، إذ من المتوقع أن يشهد العام 2012 ازدهاراً كبيراً للـ”فايسبوك”، الذي يتوقع أن يبلغ تقييمه العام نحو 100 مليار دولار”.
وختمت الصحيفة تقريرها بالاضاءة على عمل المجالس الإنمائية في المملكة المتحدة على إجراء بحوث حول كيفية تأمين اتصالات أسرع إلى المناطق النائية، مشيرة الى أنه في العام المقبل، ستحصل أكثر من نصف المملكة المتحدة على حزم عريضة في مجال الاتصالات وخدمة انترنت سريعة، إضافة إلى خطط لتوظيف عدد كبير من البريطانيين في الشركات التي ستمتد فروعها في بريطانيا.
وعلى الرغم من أن بعض عناوين الصحف تنشر مؤخراً أخبار غير دقيقة، إلا أن بريطانيا لا تزال على الطريق الصحيح لتقديم الخدمات في البداية في عام 2013، مع سرعة بدء التنفيذ التي تعتمد بدرجة كبيرة على المشغلين.