أرسلت إسرائيل مبعوثين كبار للتشاور مع مسؤولين فرنسيين أمس الأحد بشأن منع ما تعتبره اسرائيل اتفاقا نوويا غير موات مع إيران بعدما ظهرت توترات بين فرنسا والولايات المتحدة حول استراتيجية التفاوض.
ورغم أن فرنسا طلبت قيودا أشد مما طلبته الوفود الغربية الأخرى اثناء المحادثات مع إيران إلا أن الكي دورسيه عرين الديبلوماسية الفرنسية هون من تأثير اسرائيل على باريس وقال إن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالغ في تدخله في كلمة القاها في الثالث من مارس آذار امام الكونجرس الأمريكي.
وعلقت فرنسا والولايات المتحدة وأربع قوى عالمية آخرى المفاوضات مع إيران في سويسرا يوم الجمعة ومن المقرر أن يعاودوا الاجتماعات الأسبوع القادم لمحاولة انهاء الجمود بشأن الابحاث الذرية الإيرانية الحساسة ورفع العقوبات المفروضة على طهران للتوصل إلى اتفاق اطار قبل الموعد النهائي في 31 مارس آذار.
لكن وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي يوفال شتاينيتز قال لراديو اسرائيل انه سيسافر إلى باريس عاجلا وقد يعقد اجتماعات ايضا مع الدول الاوروبية الأخرى لتوضيح مخاوف بلاده. وأضاف شتاينيتز الذي يرافقه ايضا مستشار الأمن القومي الاسرائيلي جوزيف كوهين “هذا جهد لمنع اتفاق (نووي) سيء ومليء بالثغرات.. أو على الأقل… لننجح في سد أو تعديل بعض تلك الثغرات.”
واسرائيل ليست طرفا في المفاوضات لكنها تشعر على نحو خاص بالخطر من احتمال حصول إيران على سلاح نووي. ويصف مسؤولون اسرائيليون فرنسا منذ وقت طويل بأنها القوة التفاوضية صاحبة وجهات النظر الأقرب لوجهات نظر اسرائيل.
ونسب شتاينيتز لفرنسا الفضل في وضع قيود على التخصيب متوسط المستوى لليورانيوم في إيران إلى نسبة 20 في المئة من النقاء الانشطاري في الاتفاق النووي الاولي الذي ابرم في نوفمبر تشرين الثاني 2013 . وقال “ساعدنا الفرنسيون كثيرا.”
وقال مسؤولون في المحادثات الاسبوع الماضي إنه في وقت ما من جولة المفاوضات اتصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بفريقه ليتأكد من أنهم لم يقدموا المزيد من التنازلات. وقال فابيوس يوم السبت إن فرنسا تريد اتفاقا يضمن أن إيران لن تستطيع انتاج سلاح نووي.
وتوترت علاقات إسرائيل مع حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة بسبب ممارسة نتنياهو لضغوط ضد الاتفاق المحتمل مع إيران. وقاطع كثيرون من الحزب الديمقراطي الذي ينتمي له الرئيس الأمريكي باراك اوباما كلمة نتنياهو في الثالث من مارس آذار امام الكونجرس التي رتب لها الجمهوريون.
وقال دبلوماسي فرنسي كبير إن كلمة نتنياهو التي أكد فيها مطلبه بتراجع إيران تماما عن التكنولوجيا النووية أضرت بنفوذ إسرائيل. وباريس غير راضية ايضا عن الجمود الطويل في عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
وقال الدبلوماسي لرويترز طالبا عدم نشر اسمه “همشت اسرائيل نفسها. في نوفمبر 2013 كنا نعمل معهم وشاركوا في الأمر. لم يتخذوا مواقف غير واقعية.
“لكنهم هنا تجاوزوا الحد. قلنا لهم أن يقوموا بدورهم ليمكنهم التأثير على الاتفاق النهائي لكنهم اتخذوا مواقف غير واقعية.”
وعبر مسؤولوون أمريكيون في احاديث خاصة عن الانزعاج من انتقاد فرنسا الصريح لعملية التفاوض ومطالبها بتشديد القيود على إيران. وعبر المسؤولون عن القلق من ان فرنسا قد تعرقل اتفاقا في الأمم المتحدة.
وكان السفير الفرنسي لدى واشنطن جيرار آرو واضحا بصورة خاصة وقال عبر موقع تويتر إن تحديد 31 مارس آذار موعدا نهائيا للتوصل لاتفاق اطار كان “تكتيكا سيئا” و”جاء بنتيجة عكسية”.
والموعد المحدد للتوصل إلى اتفاق كامل هو 30 يونيو حزيران وهونت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فدريكا موجريني من اهمية موعد نهاية مارس آذار وقالت ان الأولوية هي ابرام اتفاق شامل بحلول يوليو تموز.