اليمن ساحة حرب الكتلة السنية ضد الهلال الشيعي
قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إن الضربات الجوية التي بدأت يوم الخميس بقيادة السعودية تستهدف القوة الجوية لميليشيا الحوثيين وقدرتها على اطلاق صواريخ.
وقال ياسين لرويترز من مدينة شرم الشيخ المصرية حيث سيعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا في وقت لاحق يوم “تهدف هذه الحملة بشكل اساسي لمنع المتمردين الحوثيين من استخدام المطارات والطائرات لمهاجمة عدن والاجزاء الاخرى من اليمن وكذلك منعهم من استخدام الصواريخ.”
وقالت السعودية والامارات والكويت والبحرين وقطر في بيان مشترك انهم قرروا التحرك لحماية اليمن مما وصفوه بعدوان ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وتحركت هذه الدول بعدما تقدم الحوثيون المدعومون من قوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح صوب عدن وهددوا المدينة الجنوبية وهي مقر الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وقال ياسين إن من بين الاهداف قاعدة الدليمي الجوية وقاعدة تعز الجوية وقاعدة الحديدة الجوية “لانها تحت سيطرة الحوثيين.”
وامتنع ياسين عن اعطاء زمن للحملة لكنه قال إنها ستسمر حتى “تحقق اهدافها.” وقال إن الرئيس هادى مازال في عدن وانه من امان
وكانت السعودية قد أعلنت أمس الأربعاء أنها بدأت عمليات عسكرية في اليمن بشن ضربات جوية بالتنسيق مع تحالف يضم عشر دول بهدف التصدي للمقاتلين الحوثيين الذين يحاصرون مدينة عدن الجنوبية التي لجأ إليها رئيس البلاد.
قالت قناة العربية التلفزيونية يوم الخميس إن السعودية تشارك بمئة طائرة حربية و150 ألف جندي في العملية العسكرية في اليمن.
وأضافت أن طائرات من مصر والمغرب والأردن والسودان والكويت والامارات العربية المتحدة وقطر والبحرين تشارك أيضا في العملية.
وقالت إن مصر وباكستان والأردن والسودان ابدوا استعدادهم للمشاركة في هجوم بري
وخلال مؤتمر صحفي في واشنطن قال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير إن دولا حليفة من دول الخليج العربية وغيرها انضمت إلى المملكة في الحملة العسكرية في محاولة “لحماية الحكومة الشرعية” للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والدفاع عنها.
وبالهجوم العسكري الذي تقوده السعودية انجرت أكبر قوة نفطية في الشرق الأوسط إلى الصراع اليمني المتفاقم. وتهدد الأزمة بأن تتحول إلى حرب بالوكالة في ظل دعم إيران الشيعية للحوثيين الذين ينتمي قادتهم للطائفة الزيدية الشيعية ومساندة السعودية وغيرها من الممالك السنية بالمنطقة لهادي.
وقال الجبير “سنفعل كل ما يلزم من أجل حماية الحكومة الشرعية في اليمن من السقوط.”
لكنه رفض اعطاء أي معلومات عن مكان هادي على الرغم من أنه قال إن العمل العسكري اتخذ بناء على طلب مباشر من الزعيم المحاصر المدعوم من الولايات المتحدة.
وقالت الولايات المتحدة في وقت سابق إن هادي الذي يتحصن في عدن منذ فراره من العاصمة صنعاء التي سيطر عليها الحوثيون الشهر الماضي لم يعد في المجمع الرئاسي الذي كان يستخدمه كقاعدة في عدن.
وقال الجبير إن الولايات المتحدة لا تشارك في الحملة العسكرية لكن مسؤولا أمريكيا قال إن واشنطن تقدم بعض الدعم غير المحدد. وقال إن المهمة لن تقتصر على مدينة أو منطقة معينة باليمن مما يشير إلى أن الطائرات الحربية للتحالف قد تضرب الحوثيين في أي مكان.
وبسط الحوثيون ووحدات متحالفة معهم من الجيش سيطرتهم على مطار عدن وقاعدة جوية قريبة يوم الأربعاء وشددوا قبضتهم على مشارف المدينة الواقعة في جنوب اليمن.
وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكي في إفادة صحفية “كنا على اتصال معه (هادي) في وقت سابق اليوم… لم يعد في مقر إقامته. لست في موقع يسمح لي بتأكيد أي تفاصيل إضافية بشأن مكانه.”
وقال سكان في وقت لاحق إن اشخاصا دخلوا مقر إقامة هادي ونهبوه بعد ساعات من نقله بعد الظهر لمكان مجهول. وقال وزير الخارجية رياض ياسين ومساعدون لهادي إن الرئيس لا يزال في عدن بمكان آمن دون الخوض في تفاصيل.
وكان مسؤولون محليون قالوا إن قوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وهو حليف قوي للحوثيين سيطرت على مطار عدن لكن الاشتباكات مع أنصار هادي كانت مستمرة في المنطقة المجاورة. وتم إغلاق المطار وألغيت جميع الرحلات الجوية.
وفي وقت سابق سيطر الحوثيون وحلفاؤهم على قاعدة العند الجوية التي تبعد 60 كيلومترا إلى الشمال من المدينة قبل أن يواصلوا تقدمهم صوب الجنوب.
وأدى الانزلاق نحو الحرب الأهلية في اليمن إلى جعل البلاد جبهة حاسمة لتنافس السعودية مع إيران التي تتهمها الرياض باثارة الصراع الطائفي من خلال دعمها للحوثيين.
وأدانت الممالك العربية السنية في المنطقة محاولة الحوثيين السيطرة على الأمور في اليمن ووصفت ذلك بأنه “انقلاب” وناقشت امكانية التدخل العسكري لصالح هادي في الأيام الأخيرة.
قال البيت الأبيض في وقت متأخر أمس الأربعاء إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجاز تقديم مساعدة لوجستية ومخابراتية لدعم العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن لدحر مقاتلي جماعة الحوثي.
وأضاف البيت الأبيض في بيان “في حين أن القوات الأمريكية لا تشارك بعمل عسكري مباشر في اليمن دعما لهذا الجهد فاننا نؤسس خلية تخطيط مشتركة مع السعودية لتنسيق الدعم العسكري والمخابراتي الأمريكي.”
وتابع أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب تهديدات جناح القاعدة في اليمن “وستواصل اتخاذ الاجراءات الضرورية لمنع التهديدات المستمرة والوشيكة للولايات المتحدة ومواطنينا