القاهرة ــ محسن فوزي
أعلن اتحاد شباب الثورة في مصر أنه سيتم تنظيم “تظاهرة مليونية” جديدة يوم الجمعة المقبل في ميدان التحرير بالقاهرة، وشتى ميادين مصر، تحت عنوان “لا للطوارئ” للاعتراض على إعادة تفعيل قانون الطوارئ، في أعقاب أحداث اقتحام مقر السفارة الإسرائيلية بالجيزة والاعتداء على السفارة السعودية القريبة منها، والتخطيط للتظاهر أمام السفارة الأميركية في قلب القاهرة.
وسيكون موضوع “الحريات” هو العنوان الرئيسي لـ “مليونية” الجمعة المقبلة التي لا يتوقع أن تجتذب أعداداً كبيرة نتيجة للمخاوف التي أعقبت أعمال الشغب في ختام المليونية الماضية، التي كانت تحمل عنوان “جمعة تصحيح المسار”. وسترفع تظاهرة الجمعة شعارات مثل “لا للطوارئ” و”لا لقمع الحريات” و”نعم لحرية الإعلام وتطهير مؤسساته”، فضلا عن المطالب الرئيسية التي لم تتحق بعد، مثل سرعة محاكمة رموز الفساد من أعضاء النظام السابق، وعلانية المحاكمات، وتفعيل قانون “الغدر” لمحاسبة وإقصاء مسؤولي الحزب الوطني المنحل، إضافة إلى إعلان جدول زمني لانتقال السلطة من الحكم العسكري إلى الحكم المدني المنتخب.
وأكثر ما يخشى منه في تظاهرة الجمعة المقبلة هو أن استاد القاهرة الدولي نصر سيشهد مباراة كرة قدم ساخنة وحاسمة بين ناديي الأهلي المصري والترجي التونسي في دوري أبطال أفريقيا، والتي لا بديل فيها للأهلي عن الفوز لمواصلة مشواره في البطولة، حيث من المتوقع أن تتكرر في تلك المباراة المواجهات الدامية بين جمهور الأهلي، وخصوصاً مجموعات “ألتراس”، وبين قوات الشرطة، بعد الأحداث التي جرت بين الجانبين في مباراة الأهلي و”كيما أسوان” في كأس مصر الأسبوع الماضي، والتي ساعدت على إشعال مليونية “تصحيح المسار” بعد مشاركة أعداد كبيرة من مشجعي ألتراس الأهلي في اتمظاهرة للاحتجاج على تصرفات رجال الأمن.
وأكثر ما يخشاه المصريون هو وقوع أعمال عنف جديدة تؤثر على أبنائهم مباشرة، وخصوصاً أن الدراسة ستستأنف يوم السبت المقبل مباشرة في مختلف محافظات الجمهورية، وهو أول عام دراسي جديد في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير 2011.
ويخيم على يوم السبت أيضاً شبح فشل اليوم الدراسي بأكمله بسبب إعلان المعلمين اعتزامهم تنظيم إضراب عن العمل في الأسبوع الأول من بدء الدراسة لتجاهل وزارة التربية والتعليم تلبية مطالبهم، وهي في الغالب مطالب مادية ووظيفية.
كما سيكون الثلاثون يوماً المقبلة مليئة بالاحتجاجات والإضرابات، ومن أبرزها إضراب أساتذة الجامعات الذي تسبب في تأجيل الدراسة بالجامعات إلى أول تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وقد يتسبب في تأجيلها إلى ما هو أبعد من ذلك، وخصوصاً بعدما شهدت جامعة القاهرة يوم الثلاثاء تظاهرة طلابية شارك فيها العشرات بهدف إبداء التضامن مع الأساتذة الراغبين في إبعاد القيادات الجامعية من مواقعها قبل بدء الدراسة.
كما تنتشر على الانترنت، وتحديداً على موقع “فيس بوك”، دعوات لتنظيم إضراب عام في كافة مصالح الدولة يوم السبت، وهي دعوة قد تصادف نجاحاً يصعب قياسه نظراً لأن يوم السبت هو يوم عطلة طبيعية في قطاعات عديدة من المجتمع المصري مثل البنوك والمؤسسات المالية والبورصة وشركات القطاع الخاص، فضلا عن غالبية المدارس الخاصة والأجنبية.
وتوجد دعوات أخرى لتنظيم مليونية، يعقبها اعتصام مفتوح بميدان التحرير في 30 أيلول/سبتمبر المقبل للضغط على السلطات لتنفيذ المطالب المتبقية، وهناك دعوة أخرى لتنظيم تظاهرة بعنوان “حصار ماسبيرو” أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون بالقاهرة للمطالبة بتحرير الإعلام المصري وتطهيره من رموز النظام السابق.
كما أن هناك مخاوف من تنظيم احتجاجات أخرى يوم السادس من أكتوبر المقبل، الذي تحتفل فيه القوات المسلحة بذكرى حرب أكتوبر 1973، على غرار تلك التظاهرة التي انقلبت إلى أعمال عنف دامية أدت لمصرع شخص وإصابة العشرات في منطقة العباسية عندما نظم محتجون مسيرة باتجاه مبنى وزارة الدفاع في مصر الجديدة ليلة احتفال القوات المسلحة بذكرى ثورة يوليو 1952.