باكستان ترفض التدخل في اليمن
صوت البرلمان الباكستاني يوم الجمعة لصالح عدم الانضمام للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن مما بدد آمال الرياض في الحصول على دعم قوي من خارج المنطقة في معركتها الرامية لوقف تقدم المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران.كانت السعودية قد طلبت من باكستان إمدادها بسفن وطائرات وقوات في حملتها التي دخلت الآن أسبوعها الثالث لإنهاء النفوذ الإيراني فيما يبدو أنها حرب بالوكالة بين القوتين المهيمنتين بالمنطقة.
وفي حين تتمتع السعودية بدعم دول الخليج صوت البرلمان الباكستاني ضد المشاركة العسكرية.
وأقر البرلمان مشروع قانون يدعو جميع الأطراف الى حل خلافاتهم سلميا وسط “تدهور الوضع الأمني والإنساني في اليمن وتداعيات ذلك على السلام والاستقرار في المنطقة.” وقال مشروع القانون إن البرلمان “يود أن تلتزم باكستان بالحياد في الصراع في اليمن حتى تتمكن من لعب دور دبلوماسي وقائي لإنهاء الأزمة.”وقال مشروع القانون إن البرلمان “يعبر عن دعمه الكامل للمملكة العربية السعودية ويؤكد أن في حالة انتهاك سلامة أراضيها أو وجود أي تهديد للحرمين الشريفين فإن باكستان ستقف كتفا بكتف مع السعودية وشعبها.” ولم تعلق الحكومة الباكستانية بعد على مشروع القانون لكنها قالت إنها ستلتزم بقرار البرلمان.
وبدأ التحالف الذي تقوده السعودية ضربات جوية في اليمن ضد المقاتلين الحوثيين في 26 مارس آذار بعد أن بدأ المقاتلون الذين يسيطرون على العاصمة تقدما سريعا صوب مدينة عدن بجنوب اليمن.
وتشعر السعودية بالقلق من أن يمتد العنف إليها عبر حدودها مع اليمن إلى جانب قلقها من نفوذ إيران التي نفت مزاعم السعودية بأنها تمد الحوثيين بدعم عسكري مباشر. ووصف الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي التدخل السعودي في اليمن بأنه “إبادة جماعية.”
وواصل التحالف ضرباته الجوية في اليمن لليوم السادس عشر على التوالي. وفي صنعاء استهدف التحالف مخازن أسلحة يستخدمها جنود موالون للرئيس السابق علي عبد الله صالح وهو واحد من أقوى الداعمين للحوثيين. وقال سكان لرويترز إن الضربات الجوية استهدفت وزارة الدفاع ومنشآت أخرى واستمرت لساعات. وقال فاضل محمد “السماء أضاءت… سمعنا انفجارات كبيرة.”
وما زال صالح يتمتع بنفوذ داخل الجيش على الرغم من تركه الحكم عام 2012 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه وهو الأمر الذي يعقد جهود إعادة الاستقرار للبلاد. وتدعم قوات موالية له المقاتلين الحوثيين الذين يحاربون خليفته عبد ربه منصور هادي وهو فريق سابق بالجيش. وانتقل هادي إلى السعودية.
وقالت مصادر بقطاع الطاقة يوم الجمعة إنه تم إغلاق مصفاة عدن النفطية البالغة طاقتها 150 ألف برميل يوميا بسبب تفاقم الصراع الدائر في البلاد. وفي وقت سابق أوقفت شركة مصافي عدن مناقصتها لاستيراد منتجات نفطية بسبب الأزمة في البلاد.
وفي عدن قال سكان إن المياه والكهرباء انقطعتا عن عدة مناطق كما تراكمت القمامة وتعجز المستشفيات عن التعامل مع أعداد كبيرة من المصابين. وقال سكان ومسؤول محلي إن سيارة ملغومة انفجرت خارج مبنى أمني يستخدمه مقاتلو جماعة الحوثي بوسط اليمن يوم الجمعة مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات.
وتشهد مدينة بيحان بمحافظة شبوة قتالا ضاريا بين المقاتلين الحوثيين المدعومين من إيران وميليشيا محلية تدعمها حملة ضربات جوية تقودها السعودية على مدى أيام.
وقال المسؤول بوزارة الصحة خضر لصور إن الوضع الإنساني في عدن كارثي من ناحية الأعداد المتزايدة للقتلى والمصابين إلى جانب تراجع قدرات المسعفين ونقص المياه والكهرباء.
ودعا لصور المقاتلين للالتزام بالقانون الدولي واحترام عمل الإسعاف والأطقم الطبية في الميدان مشيرا إلى قتل شقيقين يعملان في الهلال الأحمر بالرصاص أثناء إجلائهما مصابين الأسبوع الماضي.
وقال مقيمون في عدن إن انفجارات قوية نتجت عن ضربات التحالف الجوية والقصف البحري لمواقع الحوثيين مما أدى لاهتزاز النوافذ في أنحاء المدينة.
وأعلنت شركة هندية مقتل ربان احدى سفنها في عدن خلال قصف لميناء المدينة ليل الخميس وذكرت وسائل إعلام محلية أن الحوثيين ووحدات من الجيش متحالفة معهم أطلقوا قذائف مورتر على المنطقة.
وأصيب مجمع لجهاز الحكم المحلي في غارة جوية بمنطقة دار سعد في الشمال كما أدت حرائق على مشارف عدن إلى تصاعد أعمدة الدخان في الهواء.
وهبطت طائرتان تحملان مساعدات طبية طارئة في صنعاء يوم الجمعة وهي أول الإمدادات التي ترسلها هيئات الإغاثة الدولية منذ بدء القتال العنيف.
وأرسلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر احدى الطائرتين بينما أرسلت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الأخرى بعد أن حاول الاثنان على مدى ايام إرسال طائرات مساعدات إلى اليمن