نصرالله: معركة القلمون بعد ذوبان الثلوج في الجرود
في كلمة مباشرة عبر قناة “المنار” شرح الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة من لبنان إلى سوريا فالعراق فاليمن. وقد خصص بالطبع نصرالله الجزء الأخير والأكبر من كلمته للحديث عما يجري في منطقة القلمون.
وأكد أمين عام “حزب الله” أن الحزب “لم يتحدث عن معركة القلمون وأهدافها ومراحلها”، مشددا أنه “لن يصدر بيانا حول هذه العملية، لكن عندما تبدأ ستفرض نفسها” وفي ذلك رد عما ورد في بعض وسائل الإعلام من أن الهجوم وشيك.
وشدد نصرالله على أن “ما يجري في القلمون لا علاقة له بسقوط إدلب ولا بجسر الشغور”، مؤكدا أنه كان قد تحدث عن استحقاق سيواجه اللبنانيين بعد ذوبان الثلوج في الجرود، وهو استحقاق فرض نفسه من خلال الطبيعة العدوانية للجماعات المسلحة التكفيرية، والتي مارست الاعتداء على الجيش اللبناني وعلى اللبنانيين عبر خطفهم والتنكيل بهم، ثم ممارسة الإذلال بحق العسكريين المخطوفين والاستمرار في احتجازهم، وهذا ما كان يوجب أن تقوم الدولة بمسؤولياتها لكنها لم تفعل ذلك “لأنها غير قادرة على ذلك، أما إذا كانت قادرة ولم تفعل فذلك يعرضها للمساءلة”. وأشار نصرالله إلى أنه “لو قامت الدولة بمسؤولياتها، لكنا إلى جانبها، لمننا لم نستطع انتظار السراب”.
وشدد نصرالله الانتباه على أن الأمور هي التي دفعت بالحزب للمشاركة وقال “كان ذهابنا لمعالجة المشكلة في القلمون أمرا محسوما، لكننا لم نتحدث عن الزمان والمكان، وحدود العملية المفترضة وسقفها، نحن لم نقل شيئا ولا يلزمنا أحد بشيء لمحاسبتنا عليه لا الآن ولا لاحقا”.
وكرر نصرالله تأكيده للسوريين بأن “حزب الله” مستمر بتحمل مسؤولياته في سوريا “مهما غلت التضحيات”، مستغربا الحرب الإعلامية الشعواء التي مورست بعد سقوط مدينة إدلب ثم جسر الشغور، والشائعات الطائفية والمذهبية، حيث قيل أن حلفاء سوريا تحديدا إيران وروسيا قد تخلوا عنها.
ثم دعا إلى عدم الإصغاء للحروب الإعلامية،مؤكداً أن إيران لم تتخل عن سوريا ولا روسيا حيث لا مؤشرات تدل على تخلي القيادة الروسية عن النظام في سوريا.
وأوضح نصرالله، في تعليقه على سقوط إدلب وجسر الشغور، أنه يجب البحث عن الأسباب الميدانية في هذا الخصوص لا عن التطورات السياسية “لأن ما يحصل في الميدان يجب أن نفتش عن أسبابه الميدانية، لنبحث عن أسباب السقوط في الميدان. النظام قد يكون خسر جولة لكنه لم ينهار ولم يسقط”.
وتوجه نصرالله إلى السوريين “كنا معكم وسنبقى معكم أيا تكن التطورات”، كاشفا أن “حزب الله” ذهب في الآونة الأخيرة إلى أماكن لم يذهب إليها سابقا. وشدد “سنبقى على تحمل المسؤولية مهما غلت التضحيات”.
وفي خصوص الحرب في اليمن، اكد نصرالله فشل العدوان، معللا أسباب الفشل بغياب تحقيق الأهداف، بعد أربعين يوما على بدء ما وصفه بأنه “العدوان”.
وشدد على أن السعودية تمارس الخداع والتضليل، سواء من خلال بعض المسؤولين فيها أو عبر الإعلام وقد تجلى ذلك من خلال عدم تحقيق “العدوان” لأي من الأهداف التي حددت لـ “عاصفة الحزم” التي استمرت لـ 26 يوما، وذلك الفشل دفع بالتحالف التي تقوده السعودية على اليمن إلى إطلاق عملية أخرى اسمتها “إعادة الأمل” والتي تم تحديد أهداف أقل تواضعا لهذه العملية قد تتمكن من تحقيقها.
وقال نصرالله: “قبل أربعين يوما، بدأ العدوان السعودي على اليمن وحدد له أهداف. بعد 26 يوما من العدوان أعلن التحالف العدواني انتهاء (عاصفة الحزم)، لأنها بحسب قوله حققت كامل أهدافها. ثم بدأ عملية (إعادة الأمل) وحدد لها أهدافا أقل تواضعا للإدعاء بتحقيقها لاحقا”.
وشدد أمين عام “حزب الله” على أن “السعودية تمارس الخداع والتضليل في إدعاء تحقيق أهداف عدوانها”، متسائلا: “هل استطاعوا أن يعيدوا هيمنتهم على اليمن؟ هل قضوا على الهيمنة الإيرانية المدعاة؟، هل أعادوا عبد ربه منصور هادي إلى عدن أو صنعاء؟”. أضاف: “بكل بساطة دلوني على هدف واحد قد تحقق حتى الآن”. وقال: “نحن أمام انتصار يمني صريح وواضح وفشل سعودي، وهذا الفشل سببه ثبات اليمنيين وصمودهم وشجاعتهم واحتضان الشعب اليمني للجيش. هذا ما منع تحقيق أهداف عاصفة الحزم. نحن أمام هزيمة سعودية واضحة في اليمن”.
وسخر نصرالله من الإدعاء السعودية بالعمل على إغاثة الشعب اليمين متحدثا عن قصف المطارات في اليمن لمنع الطائرات الإيرانية من الهبوط لتقديم المساعدات لليمنيين.
وإذ أعلن نصرالله أن الوضع الكارثي الذي خلفه “العدوان السعودي” على اليمن “لن يحبط عزيمة اليمنيين”، دعا نصرالله دول العالم وخصوصا الدول الإسلامية إلى فك الحصار عن اليمن وإيصال المساعدات إليه من خلال مجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية”.
وفي الشأن العراقي أوضح نصرالله أن هدف الولايات المتحدة هناك ليس محاربة “داعش” وإنما تحقيق مشروعها القاضي بتفتيت وتقسيم العراق إلى دويلات طائفية وعرقية ضعيفة تتناحر في ما بينها أي “شرعنة حروب أهلية قد تمتد لعشرات السنين”.