- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لبنان يترقّب “التحوّل” الجنبلاطي

هل اقترب جنبلاط مجدّداً من سعد الحريري؟

هل اقترب جنبلاط مجدّداً من سعد الحريري؟

بيروت ــ “أخبار-بووم”

يعيش اللبنانيون على وقع التحولات السياسية الغريبة والعجيبة التي تعتري زعماء الكتل والطوائف، ولاسيما إزاء الوضع السوري. فبعد تصريحات البطريرك الماروني مار نصر الله بشارة الراعي عن الأحداث في سوريا، والتي أثارات الكثير من ردود الفعل المنتقدة، وخصوصاً من الأشخاص الذين كانوا يدافعون عن “البطرك” في كل ما يقوله، جاء الدور على زعيم “جبهة النضال”، النائب وليد جنبلاط، الذي يبدو أنه بدأ “مرحلة الدوران” التي اعتاد عليها في الفترة الأخيرة. فجنبلاط لم يصمد على موقفه من “المؤامرة” في سوريا، حتى انقلب ليؤّكد أن “لا مؤامرة ولا من يحزنون”، وان ما يحدث في الشام ليس إلا “مطالب شعبية محقّة”. وندد بالتحذير من “القوى السلفية”، معتبرة أن هذه التحذيرات تستخدم كـ “فزاعة”، وذلك في رد مباشر على كلام للبطريك الماروني.

كلام جنبلاط بدأ يثير الكثير من التساؤلات حول الاصطفافات السياسية في البلد، وخصوصاً بعد استقالة حكومة سعد الحريري، وتشكيل الأكثرية الجديدة، التي كانت جنبلاط “بيضة القبّان” فيها. التساؤلات فرضها واقع الهجوم الذي بدأ يتعرّض له جنبلاط من “حلفائه الجديدة”، وخصوصاً حزب الله. إذ إن قناة “المنار” أفردت مقدمة نشرتها الإخبارية يوم الثلاثاء لـ “البيك”، مشيرة إلى أنه أصبح اقرب إلى “القوات اللبنانية”، التي يزعمها سمير جعجع.

تعليق حزب الله، الذي عبّرت عنه “المنار”، على كلام جنبلاط، لا يتوقف عند موقفه من سوريا. فزعيم “جبهة النضال” كان له أيضاً موقف من مسألة “السلاح”، فخلال مواقفه، التي أطلقها في افتتاحية مجلة “الأنباء”، التابعة للحزب التقدمي الاشتراكي، رفض جنبلاط «ربط مصير لبنان بتحرير مزارع شبعا وربط مستقبله بنزاعات المنطقة». ومع تأكيده لـ«الأهمية الدفاعية التي يمثلها سلاح المقاومة»، إلا انه تحدث عن ضرورة رسم خطة «يجري من خلالها الاستيعاب التدريجي للسلاح في إطار الدولة» لتعزيز قدرة الدولة «على التصدي لأي عدوان إسرائيلي محتمل». ورأى «أن ربط السلاح بمسألة التوطين سيُبقي لبنان معلقاً إلى ما لا نهاية في إطار النزاعات الإقليمية».

مواقف جنبلاط أعادت إلى الأذهان تاريخ بدايه التفافه الأخير في 2 آب 2009، حين شنّ هجومه على “اليمين الغبي”. ورغم أن حنبلاط نفى أن تكون مواقفه “إعادة تموضع”، إلا أن حلفاء الأمس تلقفوا تصريحاته بالترحيب. فالنائب مروان حمادة، الحليف التاريخي لجنبلاط قبل أن ينفصل عنه بعد اصطفافه إلى جانب حزب الله، سارع إلى اعتبار أن ما قاله زعيم “جبهة النضال” يصب في خانة “التصويب الذاتي”.

التفاف او تصويب ذاتي، قد لا يكون الفرق كبيراً، فاللبنانيون باتوا مترقبين لمرحلة “تحول جديدة” لجنبلاط. مرحلة قد تطول أو تقصر، لكنها سيكون لها تأثير كبير على المشهد السياسي الداخلي.